هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي أمس قرية العراقيب الواقعة بين مدينتي رهط وبئر السبع في النقب للمرة السابعة على التوالي. وذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن قوات الاحتلال هدمت بيوت القرية بالكامل بحجة البناء دون ترخيص. ووصلت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية للقرية وحاصرت منازلها وشرعت بعملية الهدم، حيث حولت القرية إلى ركام وأبقت أهالي العراقيب في العراء.
وتظاهر أهالي العراقيب بمشاركة وفود تضامنية في إطار مظاهرات أسبوعية تنظم لرفض محاولات تهجير القرية وللتأكيد على حق البدو في البقاء داخل قريتهم التي يملكون مستندات رسمية من أيام العثمانيين والبريطانيين تثبت ملكيتهم للأرض.
وقال إبراهيم الوقيلي “رئيس مجلس القرى التي لا تعترف بوجودها إسرائيل”، إن قوات وجرافات الاحتلال اقتحمت القرية منذ ساعات الصباح وقامت بهدم كامل لحوالي 35 منزلاً تعود لعائلات القرية، وشردت من فيها، بدعوى عدم الترخيص والبناء في أماكن محظورة. وكانت سلطات الاحتلال هدمت القرية ست مرات من قبل بحجة عدم الترخيص، ولكن أهاليها كانوا يعيدون بناءها في كل مرة رفضاً لسياسة الترحيل التي تنتهجها حكومة الاحتلال.
من جانبها، أصدرت لجنة الدفاع عن أراضي العراقيب بياناً استهجنت فيه بشدة تعرض القرية للهدم للمرة السابعة على التوالي واعتبرت أن ما حصل جريمة. وقال الناطق باسم اللجنة عواد أبو فريح “قوات الاحتلال أنهت مهام الهدم السابعة في العراقيب وأبقت سكان القرية في العراء”.من جهتها استهجنت مؤسسة النقب للأرض والإنسان ما تعرضت له قرية العراقيب من هدم، وأكدت ضرورة مواصلة الرباط والثبات في القرية.
بدوره، استنكر النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي طلب الصانع رئيس الحزب الديمقراطي العربي ما قامت به جرافات الاحتلال.
ووصف الصانع عملية تدمير القرية بأنها “عملية جبانة ونكراء وهي إجرام بحق الإنسانية، وأضاف النائب الصانع أن هذه العمليات الإجرامية يجب أن تتوقف فوراً”. مؤكداً أن استمرارها ستكون له عواقب وخيمة. وأضاف النائب الصانع أن المؤسسة الإسرائيلية تريد ترحيل أهالي النقب والاستيلاء على الأرض. وطالب الصانع بحماية دولية من الجرائم الإسرائيلية البشعة.
وأكد الصانع أنه “سيتوجه لهيئة الأمم المتحدة واطلاعهم على هذه الجرائم، ومطالبتهم بتوفير حماية لسكان النقب الذين يعانون الأمرين من سياسة حكومات إسرائيل المتعاقبة “العنصرية” التي تتعامل مع العرب بشكل عنصري وغير أخلاقي ومناف لكل القوانين الدولية والأديان السماوية”.
وفي وقت سابق، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي مزارع وأراضي في بلدة العيسوية وسط مدينة القدس المحتلة. وقالت مصادر محلية في البلدة إن آليات الاحتلال هدمت للمرة الثانية أراضي زراعية وجرفت أراضي تعود لسكان من البلدة.
وأضافت المصادر أن البلدة تخضع منذ عدة أسابيع لحملات احتلالية متعددة، إذ تقوم القوات الإسرائيلية باقتحامها وحصار المنازل فيها، وهدمت منشآت ومنازل بدعوى إقامتها دون ترخيص.
وأشارت المصادر إلى أن القوات الإسرائيلية تغلق مداخل القرية وتدقق في البطاقات الشخصية للفلسطينيين بهدف التضييق عليهم. كما تنفذ القوات الإسرائيلية حملات اعتقال بحق أهالي البلدة، مدعية مشاركتهم في المواجهات التي وقعت مؤخراً في البلدة.
إلى ذلك، أصاب الجيش الإسرائيلي أمس فتى فلسطينياً بجروح خلال وجوده في سيارة كانت تعبر حاجزاً عسكرياً في الخليل جنوب الضفة الغربية.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن القوات الإسرائيلية أصابت الفتى بجروح متوسطة إثر إطلاقها النار على سيارة رفضت الانصياع للأوامر بالتوقف عند حاجز عسكري جنوب جبل الخليل.
وأوضحت أن السيارة كانت تقل عدداً من الركاب الذين لم تكن بحوزتهم تصاريح دخول إلى إسرائيل وأن سائقها رفض التوقف وحاول دهس الجنود عند الحاجز، ما دفعهم لإطلاق النار في الهواء ثم باتجاه السيارة.
واعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي سبعة فلسطينيين في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد مداهمة منازلهم. كما اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في ساعة متأخرة من الليلة الماضية الشاب الفلسطيني محمد النتشة (27 عاماً) من بلدة “سلوان” جنوب البلدة القديمة من القدس المحتلة، وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن النتشة اعتقل قريباً من منزله، علماً بأنه يخضع للإقامة المنزلية الجبرية المفتوحة.
عدد اليوم
