الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التكلفة المُرة لداء السكري

التكلفة المُرة لداء السكري
30 ديسمبر 2017 20:41
«السكري ليس إلا الأنسولين والسكر، وما تضعه أنت في جسمك» جاي كوتلر لاعب كرة قدم أميركي شهير محمد كركوتي لا يُحسب داء السكري فقط بعدد ضحاياه أو مجموع المصابين به، أو اتساع رقعته في هذا البلد أو ذاك. يُحسب أيضاً بحجم التكاليف المالية الهائلة التي تقع على كاهل الموازنات العامة في بلدان تعتمد نظام الرعاية الصحية، وعلى الأسرة ومتطلباتها في دول لا يهمها وجود مثل هذا النظام أصلاً، وهي كثيرة. هذا الداء الذي لم تتوقف دائرة انتشاره، بات نتاجه هماً كبيراً على كل المعنيين به، رغم حملات لا تنتهي من التوعية والتوجيه والإرشادات، خصوصاً بعدما دب بشكل مرعب في صفوف الأطفال والشباب. داء السكري، لم يعد حكراً على كبار السن، أو أولئك الذين أصابتهم قوانين الوراثة به. والأسباب في ذلك لا تحتاج لخبراء ولا باحثين. هي ببساطة مزاولة نظام غذائي غير صحي، بل لنقل ضد الصحة فعلاً. بالطبع، ليست جديدة تلك المعلومات التي تتحدث عن أن الإصابة بداء السكري من النوع الثاني تضرب الشخص جراء السمنة وقلة ممارسة الأنشطة البدنية، فضلاً عن الإفراط في تناول الوجبات السريعة وغير ذلك. الجديد بالفعل، أن عدد المصابين بهذا الداء تضاعف ثلاث مرات منذ العام 2000، وفق الاتحاد الدولي للسكري. هذه الحقيقة أوصلت تكاليف علاج السكري إلى 850 مليار دولار سنوياً. وإذا ما استمرت الأمور على هذا المنوال، ستقفز التكاليف إلى ما فوق التريليون دولار، وهو رقم يمكن تسخيره بسهولة للقضاء على الفقر حول العالم، وجعل الجوع في المناطق المصابة به شيئاً من الماضي. إنه من الأرقام التي تصيب بالغيظ، خصوصاً مع إمكانية تقليلها إلى الحدود الدنيا، من خلال مضاعفة التوعية الصحية المطلوبة. أو اتخاذ إجراءات أكثر ردعاً للأنظمة الغذائية السيئة. لا أحد يستطيع فرض رقابة على الغذاء المنزلي، لكن بإجراءات بسيطة يمكن تغيير الثقافة الصحية المنزلية هذه. وقد أقدمت بريطانيا على سلسلة إجراءات بهذا الصدد للتقليل من تناول السكر، عبر فرض ضرائب على المنتجات السكرية، ولا سيما تلك التي تغري الأطفال والشباب. وهناك دراسات بريطانية تشجع الحكومة على منع إعلانات شركات الوجبات السريعة المليئة بالدهون والسكريات، والتعاطي معها كما التعاطي مع التبغ والكحول. الإمارات ستبدأ فرض هذا النوع من الضرائب مطلع العام الجديد، وهي خطوة متقدمة بالفعل على صعيد الصحة والاقتصاد أيضاً. دون أن ننسى، أن الإمارات تحتل المركز الثامن (وفق الاتحاد الدولي للسكري) للعام 2015 في قائمة البلدان الأكثر انتشاراً لداء السكري، لكن اللافت أنها حسنت من ترتيبها في الأعوام القليلة الماضية. داء السكري المكلف للصحة والحياة والميزانيات، ليس مرضاً عضالاً. بعض أنواع السكري يمكن معالجتها بالرياضة البسيطة، وبعضها الآخر عبر مراقبة الغذاء فقط. واستفحال المرض لا يعني فقط ارتفاع تكاليف علاجه، بل زيادة عدد العاجزين جراءه، من أولئك الذين يفقدون البصر والأطراف. إنه داء حلو التسمية، بشع النتيجة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©