الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوبريـت «الفجيرة .. العالـم يمر من هنا» يسـرد تاريخ جارة البحر والجبل بلوحات ثلاثية الأبعاد

أوبريـت «الفجيرة .. العالـم يمر من هنا» يسـرد تاريخ جارة البحر والجبل بلوحات ثلاثية الأبعاد
24 يناير 2012
شاهد أكثر من 250 فنانا ومسرحيا ومثقفا عربيا وعالميا، في المسرح المعد أمام قلعة الفجيرة القديمة، الأوبريت الفني الاستعراضي " الفجيرة.. العالم يمر من هنا "، من تأليف محمد سعيد الضنحاني وإخراج إياد الخزوز، والذي تم عرضه في حفل الافتتاح الرسمي لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، واستمر لمدة 40 دقيقة تقريبا من إنتاج هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وقد أبدى الفنانون والمسرحيون إعجابهم الشديد بالأوبريت واستخدامات التقنية الحديثة فيه. يتناول الأوبريت تاريخ الفجيرة ودبا الفجيرة تحديدا مستخدما خاصية التصوير ثلاثي الأبعاد الذي يستخدم لأول مرة في حفل يتناول التاريخ والتراث بهذا الحجم، وتم استخدام القلعة التاريخية في الفجيرة كخلفية للحدث وكمشارك رئيسي وفاعل في الأوبريت. جارة البحر والجبل ويبدأ الاوبريت بسرد واقع المكان والزمان في مدينة دبا الفجيرة على مدار السنين والأيام، حيث يفتتح بصورة ثلاثية الأبعاد للبحر والجبل والسوق عرضت على القلعة القديمة، ثم يأتي صوت من خلف الجبل والقلعة ليقول: دبا الفجيرة جارة البحر والجبل مدينة التاريخ ومنبع الأصالة، هنا في السوق، أشكال وألوان، تجار وشعراء من الشرق والغرب من الشمال والجنوب جاءوا إلى هنا، لان الحضارات كانت تمر من هنا. ثم تقدم فرقة أورنينا السورية الاستعراضية عروضا مختلفة لشعوب متنوعة، فقدمت عن الحضارة الهندية ثم الصينية واليابانية ثم الحضارة الرومانية وغيرها من الحضارات الإنسانية التي شهدها فجر التاريخ. وتظهر في الأفق من بعيد ومن فوق قمة الجبل بؤرة ضوء ما تلبس أن تكبر وتزداد شيئا فشيئا ويصاحبها صوت المؤذن يعلو رويدا رويدا معلنا عن قدوم الإسلام وحضارته العريقة. وتعرض في تلك الأثناء بطريقة ثلاثية الأبعاد صورة المصحف الشريف وقد بدا في الانتشار رمزا لبدء الدعوة ثم انتشارها حول العالم، إلى أن تظهر على قلعة الفجيرة الآية القرآنية الكريمة “إنا فتحنا لك فتحا مبينا”. ومن هنا يظهر صوت الحاكي المهلب بن أبي صفرة ابن دبا الفجيرة ثم تبدأ أحداث حروب الردة والتي دار جزء منها في مدينة دبا الفجيرة وشهدها المهلب بن أبي صفرة. وانتقل العمل إلى حالة الحروب القبيلة التي عاشتها المنطقة قبل الوصول إلى حالة الاستقرار التي تشهدها الآن، وصولا إلى الشرقيين حكام الإمارة الآن الذين ساهموا إسهاما كبيرا وحقيقيا في ترسيخ مفاهيم الأمن والاستقرار في الإمارة والمناطق المجاورة. ثم اختتم الأوبريت الغنائي الراقص بمسيرة الاتحاد التي بدأت بفكرة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقيام دولة فتية يشار إليها بالبنان الآن في كافة المحافل لدولية، ثم الدور الفاعل الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في دعم حركة النمو والتقدم في الدولة. كوادر فنية عالمية ويقول محمد سعيد الضنحاني مؤلف الأوبريت، إن هذا العمل يؤكد أن الفجيرة بلد له تاريخ ضارب في القدم وخاصة مدينة دبا الفجيرة تحديدا التي عمرت بالحركة في وقت كانت ممرا للعالم، وكانت تعمر بالأسواق القديمة وبحركة التجارة والأدب وكانت أشبه ما يكون بسوق المربد المعروف في تاريخ العراق القديم. ويضيف الضنحاني: تم الاستعانة بكوادر فنية من مختلف دول العالم العربي والأجنبي، وشاركت حوالي 20 جنسية في صنع هذا الأوبريت التاريخي المهم وقد استخدمت تقنية جديدة في العمل لأول مرة وهي تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد، واستغرق العمل في إعداد وتصميم الرقصات والأغاني والتدريبات قرابة عام تقريبا. ويوضح الضنحاني أن الفجيرة تسعى دائما إلى تقديم الأفكار الجديدة في المهرجان حتى يصبح مهرجاناً ثرياً للإبداع الفني والفكري على المستوى الإنساني. سحر التكنولوجيا ومن جانبه يقول المهندس محمد سيف الأفخم المشرف العام على العمل الفني: واجهتنا العديد من الصعوبات خاصة أننا أردنا إدخال قلعة الفجيرة ضمن العمل ذاته باستخدام خاصية التصوير ثلاثي الأبعاد من على القلعة نفسها، وهذا الأمر احتاج إلى ترتيبات وتقنيات فنية عكفنا عليها فترة طويلة حتى توصلنا إلى هذه النتائج التي شاهدها الجمهور، وقد استعنا بفرق وفنيين عرب وعالميين من أفضل الكفاءات لتحقيق الهدف المرجو منه. أما إياد الخزوز مخرج الأوبريت، فيقول: لقد ساهمت التقنيات الحديثة المستخدمة في العمل في إبراز الأفكار التي نريدها أن تصل للجمهور بشكل لا يخلو من الدهشة. وقد حاولنا ببساطة شديدة مكنتنا منها تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد المستخدمة في العمل من إقامة قلاع وحصون وهدم الأخرى وتدمير أشياء يراها الجمهور رؤيا العين تنهار أمامه بينما الحقيقة غير ذلك تماما وهذا هو سحر تلك التكنولوجيا الحديثة. توهج فني وثقافي وعبر عدد من الفنانين العرب الذين شاهدوا أوبريت “الفجيرة.. العالم يمر من هنا” عن سعادتهم الكبيرة بعد مشاهدة العرض الذي وصفوه بالباهر والمدهش، حيث يقول الفنان هاني رمزي: الفجيرة تثبت يوما بعد آخر أن هناك حالة متقدة ومتفردة من الإبداع الفني المتواصل تشهده هذه البقعة من أرض الإمارات. ولفت أن هذه هي المشاركة الأولى له في المهرجان. وقد أدهشني كثيرا نظرا لاستخدامات الصورة والفعل الحركي للفرقة والتوافق الفني بين الاثنين، وفي الحقيقة لم يكن لدى علم من قبل أن الفجيرة تمتلك كل هذا الزخم الفني وقد زرت أبوظبي ودبي ورأيت فيهما تقدما كبيرا على كافة أصعدة الفنون والإبداع، واليوم تضاف الفجيرة ضمن الإمارات المبدعة الصانعة لأبنائها وضيوفها حالة من التوهج الفني والثقافي. ويشير الفنان سامح الصريطي إلى أن هذا توظيف رائع وجيد للتكنولوجيا التي نريدها دائما أن تكون إلى جانب الفن الراقي، وقد وظفت في عرض الافتتاح بهدف شرح تاريخ المنطقة وتوصيل المعلومة عبر مشهد ثلاثي الأبعاد أكثر إبداعا وعمقا وأثرا. ويوضح الصريطي أنه مشارك منذ الدورة الأولى في مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ويرى أن المهرجان يحقق كل دورة إضافة نوعية وقد تمثلت تلك الإضافة في أوبريت حفل الافتتاح، وتستحق إدارة المهرجان كل الشكر والثناء على هذا العمل التاريخي الموجز والموحي. الإمارات.. صانعة الفن الراقي يقول الفنان المصري نور الشريف: لأول مرة في حياتي أرى خاصية التصوير ثلاثي الأبعاد وهذا أمر مدهش للغاية، وقد أعجبت به كثيرا وسوف التقي بفريق العمل للاستعانة به في بعض الأعمال الفنية الكبرى التي أنوي تنفيذها قريبا من أجل إثراء عملي الفني. ويضيف الشريف أن هذا الأوبريت يعد الأول الذي شاهدته في دولة الإمارات، بالرغم من أن مشاركتي في دورة سابقة للمهرجان الذي أبهرني كثيرا، موضحا أن الإمارات أصبحت تضاف لقائمة الدولة صانعة الفن الراقي والجميل وخير دليل على ذلك ما شهدناه الآن من رقي في الطرح وتقدم في الوسائل التقنية المستخدمة.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©