الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تخفيف العقوبات عن إيران

26 يناير 2014 23:49
أوقفت إيران أكثر أنشطتها النووية حساسية مؤخراً، معلقة عملية التطوير النووي للمرة الأولى فيمـا يقرب من عشرة أعوام، ليبـدأ بذلك العد التنازلي لمدة ستة أشهر، هي المهلة المحددة من أجل التوصل إلى اتفاق شامل مع القوى العالمية. وانتشر المفتشون التابعون للأمم المتحدة لتفتيش المنشآت النووية، حيث أظهر التلفزيون الحكومي علماء إيرانيين يوقفون إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 20 في المئة -على بعد خطوات تقنية قليلة من الدرجة اللازمة لتصنيع قنبلة نووية- بينما وضع المفتشون الأختام على الأجهزة إيذاناً بإغلاقها. وبعد أن تأكدت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» من أن إيران اتخذت هذه الخطوات وبدأت تخفيف مخزونها من اليورانيوم المخصب عند 20 في المئة، بدأت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تخفيفاً طفيفاً للعقوبات، بموجب الاتفاق الموقع في جنيف في نوفمبر الماضي. وأوضحت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن هذه خطوة أولى مهمة، ولكن لابد من بذل مزيد من العمل لمعالجة مخاوف المجتمع الدولي بشكل كامل بشأن الطبيعة السلمية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني. ومن المزمع أن تبدأ الشهر المقبل مفاوضات الاتفاق النهائي، التي تهدف إلى الحيلولة دون تمكين إيران بشكل دائم من الحصول على سلاح نووي في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المكبلة. وستحصل إيران على 4.2 مليار دولار من إيراداتها النفطية المجمدة في حسابات خارجية على مدار الأشهر الستة المقبلة، كما سيتم رفع عقوبات على صناعات البتروكيماويات والذهب والمعادن النفيسة الأخرى وقطع غيار الطائرات والسيارات، بقيمة تتراوح حسب تقديرات البيت الأبيض بين مليارين وثلاثة مليارات دولار. وفي هذه الأثناء، ستبقى العقوبات الأساسية الأكثر إضراراً على التعاملات المالية والصادرات النفطية، في حين تتوقع إيران أن تخسر نحو 30 مليار دولار خلال فترة هذا الاتفاق. وفي حين وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الاتفاق بأنه مكسب للجميع، بينما قوبل توقيعه بترحيب من قبل الإيرانيين الذين يأملون في أن يخفف الاتفاق الضغوط الاقتصادية ويضع حداً لتهديد الحرب، انتقده المعارضون ووصفوه بأنه تنازل، وقالت بعض وسائل الإعلام الإيرانية المتعصبة إنه هزيمة لطهران. وعلى سبيل المثال، نشرت صحيفة «فاتان إي إيمروز» اسمها اليوم محاطاً بشارة حزن سوداء، بينما جاء عنوانها الرئيسي «هولوكست نووي»، متهمة فريق التفاوض الإيراني بالكذب، قائلة إن إيران كانت هي الجانب الخاسر في الاتفاق بتخليها عما يزيد على 60 في المئة من أنشطة التخصيب، بينما لم تحصل على مقابل كبير. وقالت الصحيفة «بينما نزيل مخاوف الولايات المتحدة وإسرائيل، لا تزال المخاوف الإيرانية قائمة»، زاعمة أن إيران ستجبر على إغلاق غالبية مواقعها النووية، وأن الاتفاق المبدئي أظهر مدى إمكانية «تدمير الخطط والإنجازات» الإيرانية. وأضافت «إن إزالة مخزون اليورانيوم المخصب عند 20 في المئة كان أفضل خبر بالنسبة إلى إسرائيل». وطرحت صحيفة «كيهان» مزاعم مماثلة، ويترأس تحرير الصحيفة رجل أفاد الشهر الماضي بأن الفريق النووي الإيراني خُدع في جنيف. وأوضحت «كيهان» أن وصف روحاني مؤخراً الاتفاق بأنه «استسلام» من قبل القوى العالمية أمام قوة إيران ربما يصعب تبريره، ولاسيما أن طهران -من وجهة نظر الصحيفة- قدمت أشياء كثيرة جداً، ولم تحصل في المقابل سوى على أشياء قليلة الأهمية. وبموجب الاتفاق، يمكن لإيران مواصلة تخصيب اليورانيوم عند درجة 5 في المئة، وهو مستوى ملائم لإنتاج الطاقة وليس الأسلحة. وزادت هذه التسوية -التي ستترك بالتأكيد قدرات تخصيب في إيران في ظل أي اتفاق نهائي- مخاوف في الكونجرس الأميركي وإسرائيل. وعلى رغم أن البيت الأبيض وكثيراً من الخبراء في إيران يعتقدون أن الاتفاق ربما يكون هو الفرصة الوحيدة للتوصل إلى حل دبلوماسي مع طهران، يدرس الكونجرس تمرير مشروع قانون من شأنه فرض عقوبات جديدة إذا لم تلتزم إيران بالاتفاق. وعلى رغم أن العقوبات الإضافية لن تكون سارية إلا إذا أخلت إيران ببنود الاتفاق، إلا أن قادتها وصفوا مشروع القانون بأنه انتهاك لروح اتفاقية جنيف. ‎سكوت بيترسون إسطنبول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©