الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية تتعهد بـ «تعليق» الأنشطة النووية

27 أغسطس 2011 04:39
لاشك أن ذلك الوعد الذي قال عدد من التقارير الإعلامية إن الزعيم الكوري الشمالي "كيم يونج إيل" قدمه للرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ومؤداه أن بلاده ستقوم بـ"تعليق" التجارب النووية في حال تم استئناف المحادثات الدولية السداسية، قد بدا فارغاً وغير مقنع بالنسبة لمسؤولين ومحللين قاموا بتقييم القمة التي عقدت في سيبيريا بين الزعيمين الروسي والكوري الشمالي. ففي وقت يعود فيه "كيم" إلى بلاده بواسطة القطار بعد اجتماعه مع ميدفيديف في الشرق الأقصى الروسي، يقول عدد من المسؤولين في واشنطن وسيئول إن ذلك التعهد الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام وهلل له بعض المراقبين لا يضيف شيئاً تقريبـاً إلى الجهـود الراميـة إلى حمـل كوريـا الشمـالية على التـخلي عن برنامجها النووي. وفي هذا الإطار، قال متحدث رسمي في وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية لوسائل الإعلام في سيئول إن التعهد الكوري الشمالي لروسيا كان "غامضاً" بشكل واضح، في حين وصفته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند بأنه "غير كافٍ" وهي عبارة يفهم منها عدم رضا واشنطن عن هذا التعهد المزعوم، أو على الأقل عدم وصوله حتى لو كان جديّاً إلى سقف تطلعات المجتمع الدولي الذي يريد وقفاً حقيقيّاً وعلى نحو يمكن التحقق منه لأنشطة كوريا الشمالية النووية. ويقول محللون في سيئول إن إحدى المشاكل تتمثل في أنه ليس ثمة حتى الآن تأكيد محدد لما قيل عدا تصريح لمتحدثة رسمية روسية يفيد بأن "كيم" قال لميدفيديف إن "بلاده ستكون مستعدة لحل مشكلة فرض تعليق على الاختبارات وإنتاج الأسلحة النووية". ونقلت وسائل الإعلام الكورية الشمالية أن "كيم" التقى مع ميدفيديف بعد زيارة قام بها إلى محطة لتوليد الطاقة المائية وحضوره لعرض فني، إلا أنها لم تأت على ذكر أي "تعليق" للأنشطة النووية، بالمعنى المحدد للكلمة. كما أنه لم يصدر أي تعليق آخر عن مسؤولين أو صحافيين روس قاموا بتغطية الحدث. وعلى أي حال، فقد نظر بعض المحللين إلى إشارة "كيم" إلى التعليق كلفتة تجاه مضيفيه الروس أكثر منها إشارة جدية إلى استعداد لتقليص برنامج كوريا الشمالية النووي أو التخلي عنه. وفي هذا السياق، يقول "تشوي جين ووك"، المتخصص في الشؤون الكورية الشمالية بالمعهد الكوري للوحدة الوطنية في سيئول: "إن الأمر يتعلق بهدية إلى الروس"، مضيفاً "إنهم يرغبون في منح الروس القوة والنفوذ" باعتبارهم قوة إقليمية كبرى، مع العمل في الوقت نفسه على دفع مقترحات موجودة منذ فترة طويلة بخصوص صفقات تهم الغاز الطبيعي والكهرباء، وقبول هدية عبارة عن 50 ألف طن من المواد الغذائية لشعب كوريا الشمالية الجائع. إلى ذلك، يشير تشوي إلى أن كوريا الشمالية لم تقم أبداً بإجراء اختبار لصواريخ أو رؤوس نووية خلال المحادثات السداسية، التي عقدت آخر مرة في العاصمة الصينية بكين في ديسمبر 2008. ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن كوريا الشمالية أجرت تجارب نووية تحت الأرض مرتين، الأولى في أكتوبر 2006 ومرة أخرى في مايو 2009؛ غير أنه يُعتقد أن من غير المحتمل أن تقدم على إجراء تجربة ثالثة في وقت عبرت فيه عن اهتمامها، في محادثات مع مسؤولين أميركيين في نيويورك، ومع الزعماء الصينيين في بكين ثم مرة أخرى في قمة في سيبيريا، بالعودة إلى طاولة المفاوضات. وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول تشوي: "من الطبيعي إلى حد ما ألا يقوم كيم يونج إيل باختبار سلاح نووي في وقت تعقد فيه المحادثات"، مضيفاً "على الأرجح أن يكون ذلك هو ما يعنيه التعليق". ومع ذلك، فقد تكون قمة كيم- ميدفيديف قد ساهمت في تسريع الخطوات نحو العودة إلى المفاوضات السداسية، وذلك على رغم أن المسؤولين يقولون إنه لا آمال حقيقية لديهم في أن تؤدي المحادثات في حد ذاتها إلى حل للمشاكل العالقة. وقبل الالتقاء في بكين مع المفاوض الصيني "وو دووي"، قال المفاوض النووي الكوري الجنوبي "وي سون لاك" لصحافيين كوريين جنوبيين إنه يرغب في تسريع العملية. ومع ذلك فإن كلا من الكوريين الجنوبيين والأميركيين يقولون إن على كوريا الشمالية أن تبدي إشارات على أنها جادة بشأن التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية. وعن موقف الولايات المتحدة من هذه التطورات الأخيرة، قالت المتحدثة "نولاند" بمقر وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لن تعود إلى المحادثات السداسية "حتى يكون الكوريون الشماليون مستعدين للوفاء بكل الالتزامات". ومن الجدير بالذكر هنا أن كلا من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قالتا إن على كوريا الشمالية أن تدعو إلى وقف للبرنامج، وأن تسمح للمفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بالتحقق من أنها تفي بما التزمت به بالأفعال وليس فقط الأقوال. دونالد كيرك - سيئول ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©