الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد:برنامج خليفة الوطني يعزز مكانة الاتحاد ويرسخ الاستقرار

7 نوفمبر 2006 02:07
أبوظبي مركز اقتصادي·· ومقصد آمن للاستثمار العالمي أجرى الحوار - عبـد الله رشـيـد: أكّد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أنّ العملية الانتخابية المقبلة في الدولة بداية الطريق نحو انتخابات كاملة، وتمثل خطوة مهمة نحو تمكين أبناء الدولة من اختيار ممثليهم للمجلس، وتفتح آفاقاً جديدة في الحياة النيابية في الدولة، وقال سموه في حوار شامل أجرته مع سموه ''الاتحاد'': ''تشكل هذه الخطوة قفزة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو تفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي، وتطوير آليات عمله دعماً لمسيرة الاتحاد، وآلية لترسيخ الاستقرار الذي تنعم به الدولة''·· وأضاف سموه: إنّه ومع اقتراب موعد انتخابات المجلس الوطني الاتحادي تصبح الحاجة ملحة للتأكيد على ضرورة إجراء انتخابات نزيهة وشفافة، وقال سموه: ''لا نريد انتخابات تؤدي إلى خلق أحزاب أو اتجاهات تتلقى تعليمات من الخارج، بل نطمح أن تفرز هذه الانتخابات ممثلين ولاؤهم الأول والأخير للوطن'' وأضاف: ''نريد انتخابات تفرز أعضاء في مجلس وطني قوي يناقش قضايا الوطن وهموم المواطنين بشفافية وبعيداً عن المهاترات لتتويج مسيرة العمل والانتماء الوطني بمزيد من النجاح، وتجسيد وتوطيد قيم المشاركة ونهج الشورى بين أبناء الدولة''·· كما أكّد سمو الشيخ محمد بن زايد أنّ الفوز بعضوية المجلس ''تكليف لا تشريف''·· وحول فرص فوز المرأة بمقعد لها تحت قبة البرلمان أشار سموه إلى أنّ الفرصة مهيأة بقوة أمام المرأة لتحجز مقعداً لها في المجلس الوطني المرتقب· وأكّد سموه: أنّ التعليم يمثل أولوية وطنية قصوى، ولابد أن يواكب العصر، ويلبي احتياجات الدولة من تأهيل كوادر وطنية متخصصة في مختلف المجالات، موضحاً بأنّ التعليم في إمارة أبوظبي مقبل على نقلة نوعية غير مسبوقة، وقال سموه: ''لدينا صيغة جديدة لإدارة التعليم تتكامل فيها جهود وزارة التربية والتعليم مع جهود مجالس التعليم'' وأضاف سموه: هدفنا أن نصل بالتعليم إلى مستوى لا يقل عن الدول المتقدمة مع المحافظة على خصوصيتنا وهويتنا الثقافية وقيمنا العربية والإسلامية، كما أكّد سموه أنّ قطاع الرعاية الصحية يحظى بأهمية فائقة ضمن قطاعات التنمية الشاملة، وانطلاقاً من هذه الأهمية حرصت الحكومة على المضي قدماً في تطوير هذا القطاع وجاءت الاتفاقية بين ''مبادلة'' و''كليفلاند كلينك'' كخطوة جديدة نحو استقطاب المؤسسات العالمية الرائدة في مجال الرعاية الصحية· وفيما يتعلق بمشكلة الخلل في التركيبة السكانية أوضح سموه أنّ هذا الخلل ليس بجديد، وإنما هو ناجم عن عوامل عديدة تراكمت على مدار العقود الماضية، وفي ضوء ما أفرزته التجربة خلال الفترة الماضية كان لابد من إعادة النظر في تدابير الدخول والإقامة للقضاء على سلبيات النظم والأساليبب القديمة التي أدت إلى هذه الحالة، مشيراً إلى أنّ المرحلة المقبلة لابد لها أن تكون مرحلة التحديد القاطع لنوعية العمالة التي تريدها الدولة· كما أشار سموه إلى أنّ إمارة أبوظبي خطت خطوات عملاقة نحو دفع عجلة اقتصادها نحو العالمية، وعززت مكانتها كمركز اقتصادي هام بحيث أصبحت خلال فترة وجيزة مقصداً آمناً للاستثمار تواكبها استراتيجية واضحة المعالم والأهداف، وقال سموه: إننا انطلقنا من رؤية واضحة بضرورة مشاركة القطاع الخاص في مشاريع مشتركة مع القطاع العام للمساهمة في صناعة التطورات خلال السنوات القليلة المقبلة، وقال سموه: إنّ اتفاقية التطوير المشترك بين كل من شركة ألمنيوم دبي المحدودة (دوبال)، و''مبادلة'' للتنمية تمثل ولادة تحالف استراتيجي بالغ الأهمية بين كل من أبوظبي ودبي، وقفزةً نوعيةً كبرى في تعزيز المسيرة التنموية للاقتصاد الوطني، وبموجب هذه الاتفاقية فسيقوم الجانبان ببناء وتشغيل مجمع صناعي ضخم لإنتاج الألمنيوم باستثمارات تتجاوز 6 مليارات دولار أميركي وبطاقة إنتاجية تصل إلى 1,2 مليون طن سنوياً مما يجعله أضخم مصهر مستقل لإنتاج الألمنيوم في العالم· وفيما يلي نص الحوار الشامل: ؟ تمر هذه الأيام وهي تحمل بين طياتها الذكرى السنوية الثانية لرحيل الأب البار بأبنائه، والمحب لشعبه وأمته، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه)·· ما الكلمات التي تدور في خلد سموكم بهذه المناسبة؟ ؟؟ في الذكرى السنوية الثانية لرحيل الوالد الشيخ زايد نترحم عليه، وندعو له، ونحمل إرثه في أعماق ضمائرنا وعقولنا وننقله لأبنائنا وأحفادنا، ونزرعه غرساً مثمراً في نفوس الأجيال القادمة·· واليوم يمتزج إيماننا بقضاء الله وقدره بمشاعر فخرنا واعتزازنا لصاحب الذكرى، الذي كرّمه الله في حياته بحب الناس، والتفافهم حوله، لقد ترك الوالد الشيخ زايد طيب الأثر بشخصيته الفذة والمتميزة، ومواقفه البارزة مثالاً ساطعًا لكل معاني الخير والعطاء، وعبر مرور قطار السنين، وإلى أن يشاء الله رب العالمين، ستبقى ذكراه وسيرته سائرة بين البشر، وخالدة في التاريخ·· ومع بزوغ فجر كل يوم جديد، يبقى زايد في أعماق نفوسنا بنهجه، وسيرته، ووصاياه، نحس بروحه بيننا، ونستلهم أفكاره التي تمدنا بالعزم والتفاؤل، وبصوته يحثنا على مواصلة العمل وفعل الخير واستمرارية العطاء·· إنّ التاريخ سوف يسجل لزايد دوره التاريخي في إرساء قواعد أنجح تجربة وحدوية عربية في العصر الحديث هي تجربة دولة الامارات العربية المتحدة، فقد كانت جهوده الدؤوبة والجبارة هي القاطرة المحركة لاتمام هذه التجربة الاتحادية المتميزة في الامارات، ورعايتها وتنميتها على مدى أكثر من ثلاثين عاماً إلى أن أصبحت كياناً دولياً مرموقاً يحظى بالاحترام والتقدير عربياً وعالمياً·· كما أنّ العطاء والحكمة ميزت هذا القائد، ولازمته في كفاحه الطويل من أجل بناء وطن سعيد، ومن أجل أمة مرفوعة الهامة والجبين، عزيزة وكريمة·· حدث تاريخي ؟ دولة الإمارات العربية المتحدة مقبلة على حدث تاريخي مهم في حياتها السياسية يتمثل في انتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي من قبل هيئة انتخابية·· ما الغايات والأهداف التي ترمي إليها هذه التجربة الديمقراطية؟ ؟؟ لا شك أنّ الانتخابات هي عصب الديمقراطية وأهم آليات بناء الشرعية للنظام السياسي، كما أن البرلمان في أي دولة ديمقراطية يلعب دوراً أساسياً في الحياة السياسية، وأستطيع أن أؤكد لكَ أنّ العملية الانتخابية المقبلة تمثل بداية الطريق نحو انتخابات كاملة بعد نجاحها بعون الله تعالى، وتعتبر خطوة مهمة على طريق تمكين أبناء دولة الامارات من اختيار ممثليهم للمجلس، وتفتح آفاقاً جديدة في الحياة النيابية في الدولة، وهي الخطوة التي تبناها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في كلمته في ديسمبر 2005 انطلاقاً من حرص سموه على تعزيز دور المجلس الوطني في مؤازرة السلطة التنفيذية، وتحقيق الرفاهية والتقدم للدولة من خلال مشاركة المواطنين في صنع القرار، كما تشكل هذه الخطوة قفزة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو تفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وتطوير آليات عمله دعماً لمسيرة الاتحاد، وآلية لترسيخ الاستقرار الذي تنعم به الدولة· ونرى أنّ انتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني سيضع الدولة والشعب أمام طموحات جديدة، ويُساهم في تقريب وجهات النظر عبر المنابر الديمقراطية، كما سيترتب على الناخبين وقفةٌ صادقةٌ مع النفس لاختيار المرشح الأفضل والقادر على المساهمة بفاعلية في عملية البناء والعطاء·· ولذلك ومع اقتراب موعد انتخابات المجلس الوطني الاتحادي تصبح الحاجة ملحة للتأكيد على ضرورة إجراء انتخابات نزيهة وشفافة، وأود أن أؤكد في هذا الصدد بأننا لا نريد انتخابات تؤدي إلى خلق أحزاب أو اتجاهات تتلقى تعليمات خارجية، بل نطمح أن تفرز هذه الانتخابات ممثلين ولاؤهم الأول والأخير للوطن، نريد انتخابات تفرز أعضاء في مجلس وطني قوي يناقش قضايا الوطن وهموم المواطنين بشفافية وبعيداً عن المهاترات لتتويج مسيرة العمل والانتماء الوطني بمزيد من النجاح، وتجسيد وتوطيد قيم المشاركة ونهج الشورى بين أبناء الدولة· المرأة في البرلمان ؟ ·· وكيف يرى سموكم حظ المرأة من إمكانية الفوز وحجز مقعد لها تحت قبة البرلمان؟ ؟؟ ليس غريباً على المرأة الإماراتية أن تفوز في الانتخابات المقبلة، وأن تكون عضواً فاعلاً في المجلس الوطني المرتقب، فالمرأة المواطنة حققت العديد من الإنجازات في المراكز والمناصب التي تبوأتها في الدولة خلال الفترة الماضية·· وقد حظيت المرأة المواطنة بثقة واهتمام ورعاية سامية من صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله وبفضل هذه الثقة الغالية وبفضل ما يتاح لها من فرص كبيرة ومتكافئة للتعليم والرعاية الصحية والاجتماعية ومن تدريب وفرص عمل وكثمرة لجهودها كذلك، استطاعت المرأة المواطنة أن تشغل مساحة كبيرة في مختلف مجالات العمل والانتاج، بل وأن تصل بكفاءتها وعطائها إلى أعلى مناصب الجهاز الإداري في الدولة، كما نالت نصيباً وافراً من معطيات النهضة الشاملة في الدولة، وأصبحت تشارك في رسم وتنفيذ سياسات العمل المختلفة من خلال تبوأها للمناصب القيادية في القطاعين العام والخاص، وهي تقوم بدور مهم في تنمية مختلف القطاعات، وتمكنت من إثبات جدارتها وقدرتها وكفاءتها إلى جانب الرجل لخدمة المجتمع والنهوض به·· وكما تعلم فإنّه لدينا اليوم 1189 مواطنة في الهيئات الانتخابية من أصل 6689 عضواً ممن يحق لهم الانتخاب والترشح، وبالتالي فإنّ الفرصة مهيأة وبشكل كبير للمرأة الإماراتية لحجز مقعد لها تحت قبة البرلمان، وأدعوها إلى التواجد القوي المدعوم بالثقة بالنفس في الانتخابات المقبلة سواء من خلال الترشيح أو التصويت· تكليف لا تشريف ؟ ما الكلمة التي يوجهها سموكم للأعضاء المتوقع فوزهم في الانتخابات المقبلة؟ ؟؟ إنّ الفوز بعضوية المجلس تكليف لا تشريف، وإني على ثقة تامة بأنّ الأعضاء الذين سينتخبهم المواطنون أهل لهذا التكليف المهم الذي يتطلب تغليب العام على الخاص، ووضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، فهناك ملفات عديدة على طاولة المجلس الوطني المرتقب ينبغي أن تُؤخذ بعين الاعتبار، وأن يمنحها الأعضاء أهمية بالغة للخروج بقرارات تساعد في تعزيز أسس الديمقراطية، والاصلاح، والتنمية الشاملة التي تعيشها دولة الإمارات، وأتمنى أن تشهد الفترة المقبلة مشاركة فعالة من قبل الأعضاء المنتخبين، وأن يولوا اهتماماً كبيراً بقضايا التربية والتعليم، والصحة، والمرأة، والشباب، والتنمية الاقتصادية الشاملة، من خلال طرح الموضوعات بروح من المصداقية العالية والشفافية التي تخدم مسيرة العمل الاتحادي· أولوية وطنية ؟ شهدت إمارة أبوظبي في نهاية عام 2005 إنشاء مجلس أبوظبي للتعليم برئاسة سموكم ·· في وقت أصبح فيه تطوير التعليم من التحديات الجسام التي تتطلب تضافر جهود القطاعين العام والخاص في سبيل تحقيق المصلحة الوطنية·· ما رؤية سموكم لبناء نظام تعليمي جديد في الإمارة يواكب تطلعات القيادة في إحداث تطوير جذري للموارد البشرية المواطنة خلال المرحلة المقبلة؟ ؟؟ إنّ التعليم عندما يقترن بإدارة متطورة وواعية فإنّ دور المدرسة يتسع من مجرد تعليم المعرفة إلى دور أكبر وأشمل يستهدف إعداد الفرد الإعداد العلمي السليم للمستقبل وتهيئته للمشاركة بفاعلية في مسيرة النهضة الشاملة بالدولة، وجهود مجالس التعليم متممة لجهود وزارة التربية والتعليم وليست بديلاً عنها، ونحن لدينا صيغة جديدة لإدارة التعليم تتكامل فيها جهود الوزارة مع المجالس، وأستطيع أن أؤكد لكَ أنّ التعليم في إمارة أبوظبي مقبل على نقلة نوعية غير مسبوقة بفضل التوجيهات السديدة والرؤية الثاقبة لصاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله ، التي تهدف إلى توفير أرقى فرص التدريب للعاملين في الميدان التربوي بالتعاون مع المؤسسات العالمية المتخصصة في هذا المجال خصوصاً وأنّ نوعية مخرجات أي نظام تعليمي تتوقف على مدى توافر الهيئات التعليمية المدربة، والماهرة التي تتقن الكفايات الأساسية للتدريس بمفهومه المتطور وتحترم قدرات المتعلم، وتعتبره بؤرة الارتكاز في العملية التعليمية، وتعمل على تنمية قدراته العقلية، وتساعده على الإبداع والتميز، ولذلك فقد أعلن مجلس أبوظبي للتعليم مؤخراً عن مشروع رائد للشراكة بين المجلس والقطاع التعليمي الخاص في إمارة أبوظبي يهدف إلى وضع حجر الأساس لبناء نظام تعليمي جديد في الإمارة يواكب تطلعات القيادة في إحداث التطوير الجذري للموارد البشرية المواطنة خلال المرحلة المقبلة· تطوير المناهج ؟ ما أهم مشاريع التعليم العام الذي يحظى باهتمام مجلس أبوظبي للتعليم؟ ؟؟ من أهم المشاريع العاجلة التي بدأ المجلس بتنفيذها، مشروع مدارس الشراكة الذي يهدف إلى تطوير شامل للتعليم في 30 مدرسة حكومية بأبوظبي والعين والغربية، ويتضمن تطوير المناهج وتدريب وتأهيل الهيئات الإدارية والتدريسية والفنية وعناصر البيئة التعليمية وقدرات التلاميذ في اللغة الإنجليزية وتقنية المعلومات·· ومشروع تأهيل طلبة الثانوية لاختبار (CEPA) الذي يقضي بضرورة اجتياز طالبي الثانوية اختبار الكفاءة التربوية (CEPA) الذي تشترطه وزارة التعليم العالي لطلبة الصف الثالث الثانوي سنويا وبنسبة نجاح لا تقل عن 70% كشرط أساسي لقبول الطالب أو الطالبة في مؤسسات التعليم العالي الحكومية· بالإضافة إلى مشروع تطوير المدارس النموذجية ومشروع تدريس اللغة الإنجليزية من قبل مدرسين متخصصين في التعليم الإنجليزي· ؟ فيما يخص مستقبل التطوير المهني وتحسين الجودة في مجال التعليم، ما رؤية سموكم في هذا المجال؟ ؟؟ في التخطيط لمستقبل التعليم، كان حرصنا الأول ولا يزال التركيز على التطوير المهني وتحسين مستوى المعلمين وأساتذة الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس·· ولتحقيق هذا الهدف قام مجلس أبوظبي للتعليم بإنشاء مركز الإمارات الوطني للتطوير التربوي، ليكون مركزا لتدريب وتأهيل الكوادر العاملة في الميدان التربوي على اختلاف تخصصاتهم، وذلك بهدف صقل مهاراتهم وخبراتهم وتزويدهم بكل ما هو جديد ومتطور في حق التعليم· وقد بلغ إجمالي عدد المستفيدين من برامج التدريب التي قام المركز بتنفيذها للعاملين للهيئات الإدارية والتدريسية والموجهين حتى الآن أكثر من 1200 متدرب· وقد قام مجلس أبوظبي للتعليم في شهر أكتوبر الماضي بتوقيع اتفاقية مع المعهد الوطني للتعليم في سنغافورة لإنشاء مركز تعليمي جديد يحمل نفس الاسم (مركز الإمارات الوطني للتطوير التربوي)، ويعتبر الأول من نوعه على مستوى المنطقة من حيث مساحته وتجهيزاته، ويقام في مدينة الشيخ محمد بن زايد بالقرب من المطار وذلك على مساحة 141 ألف متر مربع·· ويمنح درجة البكالوريوس في التربية وتبدأ الدراسة فيه العام المقبل ·2007 ؟ يحظى التعليم العالي برعاية خاصة من سموكم·· ما أهم المشاريع المستقبلية في هذا المجال؟ ؟؟ مشاريع التعليم العالي تحظى باهتمام كبير من قبل القيادة الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله ·· وسوف ألخص لكم بعضا من هذه المشاريع التي بدأ العمل بها، ،منها مشروع جامعة السربون في أبوظبي، الذي يعتبر أول فرع لهذه الجامعة الفرنسية العريقة خارج فرنسا·· وسوف تمنح درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جميع التخصصات العلمية المهمة·· ومشروع ابتعاث الطلاب للدراسة في كليات التقنيات العليا في إمارة أبوظبي، والتي لم تستطع كليات التقنية العليا بالإمارة استيعابهم بسبب العجز في الميزانية·· وحاليا يستفيد حوالي 1165 طالبا وطالبة من هذا المشروع·· ومشروع إنشاء مركز الدراسات العليا والبحوث (إنسياد) الذي تم بالاتفاق مع مؤسسة (إنسياد) الفرنسية التعليمية الرائدة في مجال التعليم الإداري والتجاري والدراسات العليا·· ومشروع كلية فليتشر، وهي إحدى كليات جامعة (تافس) الأميركية المشهورة لتدريس تخصصات القانون الدولي والدبلوماسية والأمن الدولي·· ومشروع المدينة الجامعية، حيث يجري العمل حاليا على وضع دراسة ضخمة بهدف وضع رؤية استراتيجية لإنشاء مدينة جامعية على أحدث مستوى، وسوف يتم الانتهاء من هذه الدراسة مع بداية العام المقبل بإذن الله· مركز التطوير ؟ ·· وماذا عن اتفاقية التعاون التي وقعها مجلس أبوظبي للتعليم مع المعهد الوطني للتعليم بجامعة نانيانغ للتكنولوجيا في سنغافورة وغيرها من الاتفاقيات؟ ؟؟ وفقاً لهذه الاتفاقية فإنّه سيتم تأسيس مركز الامارات الوطني للتطوير التربوي الجديد في أبوظبي والذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط من حيث مساحته وتجهيزاته حيث سيقام على مساحة 141 ألف متر مربع، ويتكون من قسمين هما مبنى المعهد والآخر سكن طلابي، ومن المزمع أن يبدأ العمل في إنشائه في شهر يناير المقبل، ويُنتظر أن يتم الانتهاء منه في غضون عامين، ونطمح من خلال هذا المركز إلى رفع كفاءة العاملين بالهيئتين التدريسية والإدارية، وتنمية مهاراتهم من خلال التدريب الحديث والمستمر· كما أنّ هناك مشروع شراكة بين مجلس أبوظبي للتعليم والقطاع الخاص في إمارة أبوظبي تتولى بموجبه أربع مؤسسات تعليمية عالمية الإشراف التربوي والإداري على (30) مدرسة حكومية لمدة ثلاث سنوات وستحقق هيئة رقابية مستقلة من التزام تلك المؤسسات بالمعايير والشروط الأكاديمية والمالية المتفق عليها· وتم أيضا الاتفاق بين المجلس وكلية فليتشر الاميريكية يتم بموجبه إنشاء مركزين أكاديميين يختص أحدهما بالدبلوماسية والآخر بالعلاقات الدولية يحملان اسم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتهدف الاتفاقية إلى مواكبة التطور في القطاع التعليمي وتوفير فرصة للطلبة والطالبات بالالتحاق بالتخصصات الأكاديمية ذات الجودة العلمية العالية، والدراسة بأعرق الجامعات العالمية، وتقديم فرص لهم بالدراسة بتخصصات لم تطرح سابقا كالعلاقات الدولية، والدبلوماسية، والأمن الدولي، وتأهيلهم على توسيع آفاق المعرفة والثقافة لديهم· الرسوم الدراسية ؟ أصدر سموكم قراراً بإعفاء جميع طلبة المدارس النموذجية بإمارة أبوظبي من كافة الرسوم الدراسية على أن يتحمل مجلس أبوظبي للتعليم التكلفة الكاملة لإدارة وتطوير تلك المدارس·· ما رؤيتكم التي بنيتم على أساسها هذا القرار؟ ؟؟ جاء هذا القرار تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله '' بحفز المتفوقين دراسياً، ومكافأة المتميزين من الطلاب، وتخفيف العبء عن أولياء الأمور· كما يأتي هذا القرار ليؤكد حرصنا على ضرورة تطوير العملية التعليمية، ورفدها بأحدث المناهج وتكنولوجيا التعليم، وتمكين الطالب الاماراتي من تحقيق التفوق، والتميز، والابداع، وذلك ضمن رؤى وخطة استراتيجية يسعى مجلس أبوظبي للتعليم لتحقيقها سعياً لإحداث نقلة نوعية في المسيرة التربوية والتنمية البشرية في إمارة أبوظبي، والنهوض بالتعليم في مختلف مراحله باعتباره محور النهضة الشاملة التي تستشرفها الدولة، كما أود أن أشير إلى أنّ القرار يأتي ضمن مشاريع مجلس أبوظبي للتعليم لتوفير البيئة الملائمة لطلاب المدارس النموذجية بما يمكنهم من الاستفادة من البرامج التعليمية والتربوية على نحو أفضل، ويحقق وظيفة تلك المدارس المتمثلة في رفد المجتمع عامة، ومؤسسات التعليم العالي خاصة بخريجين منتمين لوطنهم متمسكين بقيم وثقافة أمتهم الأصيلة، ويمتلكون من المهارات والتقنيات الحديثة ما يؤهلهم على المنافسة محلياً وإقليمياً وعالمياً·· إننا أخذنا على عاتقنا بأن يكون تطوير التعليم في سلم أولوياتنا، ونأمل أن نحقق نتائج إيجابية على أرض الواقع، وأن نحقق طموحات قيادتنا الحكيمة في هذا المجال·· وأؤكد لكَ بأننا أمام مرحلة مقبلة لطرح الكثير من البرامج والمشاريع التربوية لتطوير المسيرة التعليمية، وهدفنا أن نصل بالتعليم إلى مستوى لا يقل عن الدول المتقدمة مع المحافظة على خصوصيتنا وهويتنا الثقافية وقيمنا العربية والإسلامية· القيادات التربوية ؟ ما رسالة سموكم للقيادات التربوية بالميدان؟ ؟؟ إنّ ثقتنا كبيرة في القيادات التربوية بالميدان، ونقدر لهم جهودهم المخلصة والمبذولة لتعزيز المسيرة التعليمية، وأقول: إنّ أمثال هؤلاء تعول عليهم قيادة البلاد كثيراً في صنع رجال المستقبل، وتراهن على دورهم في تنشئة أجيال الغد من أبناء الوطن الذين يحملون الراية لمواصلة مسيرة التقدم والبناء والتنمية للوطن·· وأدعو المجتمع إلى أن يجعل المعلم موضع التقدير والثقة فهو يؤدي دوراً ريادياً في الإرشاد والتوجيه وتزويد رجال المستقبل بالعلم والمعرفة·· كما أنّ الولاء للوطن يجب أن يكون ركيزة أساسية في المنظومة التعليمية، وتنمية الموارد البشرية المواطنة التي تمثل هدفاً استراتيجياً في المرحلة المقبلة· ويواصل سموه حديثه قائلاً: ''إنّ التعليم يمثل أولوية وطنية قصوى، كما أنّ الاستثمار في الانسان هو الاستثمار الحقيقي الذي ننشده، ولابد أن يواكب التعليم العصر، ويلبي احتياجات الدولة من تأهيل كوادر وطنية متخصصة في مختلف المجالات·· وهذا يتطلب تطويراً جذرياً للمناهج الدراسية، وخطط وبرامج العمل ضمن منظومة شاملة من التطوير الذي يستهدف تحديث المرافق التعليمية، والبنية التحتية في جميع المدارس وفق أرقى المعايير العالمية التي تأخذ بها المؤسسات العلمية المرموقة في العالم· بناء الإنسان ؟ ما رؤية سموكم للتعليم خلال 25 سنة المقبلة؟ وما هي محاور التطوير لهذا القطاع الحيوي الذي يمثل ركيزة أساسية للتنمية الوطنية؟ ؟؟ أؤكد لكَ أنّ الكادر التعليمي يمثل ضرورة حيوية لتطوير التعليم، ومن هنا يأتي دور مجلس أبوظبي للتعليم، وحرصه على إحداث نقلة نوعية في هذا الصدد من خلال تدريب وتأهيل المواطنين، وتطوير قدراتهم بما يواكب العصر، ويتفاعل مع تحدياته التقنية والعلمية التي يشهدها حالياً، وبالتالي فإنّ الرؤية المستقبلية للتعليم ستعتمد على الانفتاح التعليمي على البرامج والتخصصات العلمية التي تواكب العصر، استناداً على عدد من المحاور من أهمها: ـــــ مدرسة فعالة تقدم تعليماً عالي الجودة لكل متعلم، فى بيئة تعليمية غير نمطية ترتكز على المتعلم، وتقوم على وسائل وأساليب التعلم النشط، واستخدام تكنولوجيا الاتصال· ـــــ معلم متميز على مستوى عال من المهنية والخبرة التى تمكنه من القيادة التربوية، والتخطيط الجيد، والتفكير المتأمل وتجعل منه عنصراً فعالاً فى التغيير والتطوير، إضافةً إلى مناهج ترتكز على التعلم النشط ترتبط باحتياجات الواقع المحلي، وتدعم التفكير العلمي الناقد، وحل المشكلات، إلى جانب تكنولوجيا تعليم متقدمة تندمج فى العملية التعليمية· ؟ في قطاع الصحة شهدت إمارة أبوظبي توقيع اتفاقية إنشاء وتطوير وتشغيل مستشفى كليفلاند كلينك والذي تم بالشراكة مع ''مبادلة'' للتنمية·· ماذا يأمل سموكم من هذه الشراكة؟ ؟؟ كما تعلم فإنّ قطاعي التعليم والصحة من القطاعات المهمة والضرورية لارتباطهما الوثيق واللصيق بجميع أفراد المجتمع بلا استثناء·· ولا تقف عملية بناء الإنسان عند الجانب التعليمي، بل تسبقه في جوانب التنشئة، وتتلازم معه منذ مولده وحتى مماته في جوانب الرعاية الصحية، ولهذا فإنّ قطاع الرعاية الصحية يحظى بأهمية فائقة ضمن قطاعات التنمية الشاملة باعتباره القطاع المسؤول عن حماية الإنسان من كافة الأمراض والوقاية منها، ولما يساهم به بصورة مباشرة في تحسين نوعية الحياة وزيادة الإنتاجية الجماعية·· وانطلاقاً من هذه الأهمية حرصت الحكومة على المضي قدماً في تطوير هذا القطاع وجاءت الاتفاقية بين ''مبادلة'' وكليفلاند كخطوة جديدة نحو تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ، والتي تهدف لتوفير أفضل مستويات الخدمات الطبية، وأحدث منشآت الرعاية الصحية في العالم للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما جاءت في إطار سعينا الدؤوب لاستقطاب المؤسسات العالمية الرائدة في مجال الرعاية الصحية لكون ذلك يمثل عنصراً رئيسياً في سياسة حكومة أبوظبي في هذا القطاع، كما تهدف المبادرة إلى تأسيس نموذج فريد يعمل على نقل مستويات الرعاية الصحية المقدمة لسكان أبوظبي، ودولة الإمارات، وبقية دول المنطقة إلى آفاق أرحب، وسوف تضمن مشاركة كليفلاند كلينك توفير خدمات رعاية صحية ذات جودة عالية، وتكنولوجيا حديثة، وتعليم طبي متواصل حيث ستقوم ''كليفلاند كلينك'' بموجب الاتفاق الذي تبلغ مدته 15 عاماً بتطوير وتشغيل مستشفى تخصصي عالمي، وعيادة تابعة له في أبوظبي يتم فيه استخدام الأنظمة والإجراءات والإرشادات والمعايير المتبعة في جميع منشآت كليفلاند كلينك الطبية في الولايات المتحدة سيطلق عليه اسم مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، ويُنتظر أن يبدأ المستشفى العمل خلال ثلاثة أعوام·· وسينضم المستشفى إلى المجموعة الطبية التابعة لكليفلاند كلينك حيث يوفر تشكيلة واسعة من الخدمات·· وأود أن أشير في هذا الصدد إلى أنّه يتم حالياً إعداد دراسة متكاملة يُتوقع الانتهاء من إعدادها في أوائل 2007 تُحدد متطلبات مستشفى كليفلاند أبوظبي التخصصية لتلبية الطلب على الخدمات العلاجية المتطورة على مستوى الدولة، وبقية دول المنطقة· ندرس حالياً متطلبات مدينة بينونة للصناعات البتروكيماوية حول تقييم سموه لدور المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة كمصدر لجذب الاستثمار وزيادة مصادر الدخل في أبوظبي قال سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إنّ إمارة أبوظبي، وباهتمام من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ، تولي المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة عناية خاصة كونها واحدة من المؤسسات التي تحمل على كاهلها مسؤولية تعزيز الاداء الاقتصادي للدولة بإنشاء مناطق اقتصادية متنوعة تساهم بشكل فعال في دفع عجلة التنمية والعمل في دولة الإمارات، وترفد اقتصادنا الوطني بروافد ثابتة ومتطورة، وأود أن أؤكد أنّ رؤية الحكومة تهدف إلى تخطي سياسة الاعتماد على مورد واحد، خاصة وأنّ دولة الإمارات تنظر لأجيالها نظرة مستقبلية من خلال استراتيجية بناءة وطموحة توفر لها كافة العناصر التي تؤمن لها حياة مستقرة وآمنة·· كما أنّ اطلاق هذه المؤسسة يأتي في إطار حرص الحكومة على تهيئة مدن صناعية متكاملة الخدمات والمرافق، وفق أطر عالية المستوى بما يتكافل مع بقية البنى التحتية في إمارات الدولة، إذ تنظر إمارة أبوظبي إلى هذه المؤسسة باهتمام كبير كمصدر من مصادر الدخل للإمارة، وضخ المزيد من رؤوس الأموال المحلية، والخليجية، والعالمية في استثمارات صناعية تحقق لها الأمن والاستقرار والتطور في ظل بنية استثمارية نموذجية ومثالية·· وأود أن أشير إلى أنّ ما نشهده اليوم من مشاريع مختلفة في كافة المجالات هو تجسيد لرؤية بعيدة المدى، تساهم بشكل فعال في تطوير اقتصادنا، وتفتح مجالات مختلفة مهنية وإدارية وفنية لليد العاملة المواطنة، لتقود الحركة التنموية، وتواصل المسيرة بكل كفاءة واقتدار، وأرى بأنّ هذه الخطوة تستهدف توسيع رقعة مناطق الاستثمار في الدولة كي تلبي الاحتياجات المتنامية للمستثمرين في مشاريع تؤمن لهم البنى التحتية المتطورة المزودة بأحدث وسائل المواصلات، والاتصالات، والتقنية الحديثة ضمن مناخ محفز، وبيئة متكاملة، توفر عليهم الوقت، والجهد، والتكلفة معاً·· وأود أن أشير إلى أنّ انطلاق مشروع مدينة العين الصناعية يُعد واحداً من المشاريع المستقبلية لمدن صناعية متخصصة في العديد من مناطق إمارة أبوظبي، بعد نجاح تجربتنا في مدينة أبوظبي الصناعية الأولى (أيكاد1) ومدينة أبوظبي الصناعية (أيكاد2)، بحيث تتميز كل مدينة صناعية ببنى تحتية متطورة تعتمد صناعاتها على التكنولوجيا والطاقة وتتمتع برساميل فاعلة، وأؤكد لكَ أنّ مدينة العين الصناعية تشكل نقطة تحول إيجابية في استراتيجية المؤسسة بالبحث عن مناطق جغرافية تسد احتياجات هذه المناطق بحيث ترفدها بموارد مختلفة تحقق من خلالها حركة اقتصادية نشطة، تهدف إلى تسويق الاستثمار في مدينة العين الصناعية، بحيث تضيف إلى سمعتها السياحية والثقافية بعداً آخر كمدينة استثمارية في الحقل الصناعي، وتأمل الحكومة في أن يكون لهذه المدينة الصناعية الوليــدة دورٌ بـــــــارزٌ في خريطة المواقع الصناعية لدولة الإمارات خاصة وأنها واحدة من المناطق المؤهلة للتوسع، بحيث تتماشى مع مراحل التطور والازدهار التي تعم الدولة بكافة إماراتها، حيث استطاعت دولة الإمارات خلال فترة وجيزة من الزمن أن تكون مركزاً مالياً واقتصادياً مثالياً لرؤوس الأموال المحلية والدولية لما تقدمه من مزايا وتسهيلات ومناخ مشجع للاستثمار في بيئة آمنة ومستقرة ومتفاعلة·· إننا نتطلع دائماً إلى تنفيذ استراتيجية اقتصادية شاملة ومتكاملة في إمارة أبوظبي بما يحقق الطموحات المستقبلية لبناء اقتصاد قوي يعتمد على تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على مصدر وحيد للدخل، ولذا فإننا نعلق على المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة في أبوظبي أهمية كبرى وآمالاً تتناسب وحجم طموحاتنا وأهدافنا الحالية والمستقبلية بأن تكون هذه المؤسسة الواجهة الاقتصادية لاقتصاد مميز قادر على أن يلبي كافة احتياجات المستثمرين من خلال ما تقدمه من امتيازات واضحة وبنية تحتية أكثر تطوراً، وخدمات متوافرة، وسهلة، وعلاقات مترابطة تجسد الرؤية المستقبلية لاقتصاد يتفاعل مع الركائز الأساسية للاقتصاد العالمي نحقق من خلاله الانفتاح على المنافسة العالمية· الشراكة بين دوبال و مبادلة نموذج حي لتكامل اقتصادي استراتيجي بين إمارات الدولة عن التحالف الاستراتيجي بين شركة ألمنيوم دبي المحدودة دوبال ، وشركة مبادلة للتنمية قال سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: يُعد هذا التحالف الإستراتيجي الهام بين ''دوبال'' ومبادلة للتنمية حدثاً تاريخياً وقفزةً نوعيةً كبرى تعزز المسيرة التنموية لاقتصادنا الوطني عبر تعظيم سبل الاستفادة من البنية التحتية الممتازة والخبرات النسبية التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث جاء هذا التحالف الإستراتيجي تماشياً مع الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الهادفة إلى إحراز تقدم كبير في كافة الجوانب التنموية بالدولة، في ظل التوجه المتواصل نحو تنويع مصادر الدخل وتدشين المشروعات التنموية العملاقة مما يساعد في توفير المزيد من فرص العمل لمواطني الدولة· وأستطيع القول إنّ هذا البروتوكول المشترك يمثل القاعدة التي ستقوم على أساسها الشركتان بتطوير العديد من المشاريع في مجال إنتاج الألمنيوم، والاستكشاف المشترك للفرص الاستثمارية المتنوعة في مجال إنتاج المواد الخام، والترويج لمختلف جوانب هذا القطاع الصناعي الحيوي بالإضافة إلى مشروعات تطوير وإنتاج المواد الخام المستخدمة في الصناعة·· كما سيضفي المشروع الجديد مزيداً من القيمة على قطاع الطاقة الوطني عبر تدشين مشروع صناعي مشترك، يقوم بإنتاج أكثر من مليوني طن من الألمنيوم فضلاً عن إنتاج المواد الخام ومشتقاتها·· وبموجب اتفاقية التطوير المشترك، سيقوم الجانبان ببناء وتشغيل مجمع صناعي ضخم لإنتاج الألمنيوم بإستثمارات تتجاوز 6 مليارات دولار أميركي وبطاقة إنتاجية تصل إلى 1,2 مليون طن سنوياً مما يجعله أضخم مصهر مستقل لإنتاج الألمنيوم في العالم، بالإضافة إلى مختلف المنشآت والخدمات الأخرى ذات الصلة في ميناء ومنطقة خليفة الصناعية بالطويلة في أبوظبي·· وسوف يتم بناء وتطوير مصهر إنتاج الألمنيوم الجديد على مرحلتين حيث من المتوقع أن تكون المرحلة الأولى جاهزة للعمل خلال العام 2010 فيما يشهد العام المقبل 2007 الانتهاء من الدراسات الهندسية والتصميمات· وأود أن أُشير إلى أنّ هذا التحالف القوي بين الجانبين يتمتع بالآليات اللازمة لتحقيق آفاق واعدة من النجاحات نظراً لانطلاقه من قاعدة الخبرة والتميز التي تتمتع بها ''دوبال'' كشركة رائدة بمجال إنتاج وتسويق الألمنيوم على الصعيد العالمي، وسجل ''مبادلة'' للتنمية الحافل بالنجاحات والإنجازات على صعيد هيكلة وتمويل المشروعات التنموية العملاقة·· ويعكف الجانبان حالياً على وضع الخطط والدراسات لتأسيس شركة مشتركة بنسبة متساوية (50%) لكل من مبادلة للتنمية ودوبال حيث ستقوم الشركة بالإشراف على تشغيل وإدارة مصهر الألمنيوم الجديد، إضافة إلى ذلك، يمثل بروتوكول التعاون قاعدة لكل من ''مبادلة'' للتنمية و''دوبال'' للانطلاق نحو الاستكشاف المفصل لمختلف الفرص الاستثمارية ضمن شبكة توريدات الألمنيوم مثل مشروعات إنتاج الألومينا والاستثمار في تطوير وزيادة الطاقة الإنتاجية الحالية والتطوير المشترك لمصاهر إنتاج الألمنيوم في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد تم بالفعل تشكيل لجنة إشرافية مشتركة بين الجانبين لاستكشاف فرص الأعمال المتاحة ودراسة إمكانية تدشين مركز إماراتي للتميز والبحوث والتطوير في مجال إنتاج الألمنيوم، كما تتولى هذه اللجنة الاشرافية أيضاً مسؤولية دراسة وتطوير القواعد الاقتصادية، والفرص الاستثمارية المشتركة في مشروعات الألمنيوم بشقيها سواء على مستوى استخراج المواد الخام أو إنتاج الألمنيوم· وأستطيع القول أنّ هذا التحالف الاستراتيجي سوف يساهم في توفير أكثر من 4 آلاف وظيفة ستخصص في معظمها إلى مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة· القطاع الخاص مطالب باستيعاب المزيد من الكوادر المواطنة بشأن تشكيل مجلس أبوظبي للتوطين وماذا يؤمل منه قال سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إنّ تشكيل هذا المجلس يأتي مكملاً للجهود الأخرى الرامية إلى دفع عجلة التوطين إلى الأمام، حيث يهدف إلى إعداد إستراتيجيات وبرامج لتنفيذ خطط التوطين في القطاعين العام والخاص في إمارة أبوظبي، واقتراح التشريعات واللوائح اللازمة لتطبيق هذه الخطط، من خلال تحديد فئات العاطلين عن العمل في الإمارة، ومن ثم تأهيلهم وتوفير فرص العمل لهم في المؤسسات والشركات المختلفة، ومتابعة خطط التوطين في هذه المؤسسات للتأكد من تحقيقها لنسب التوطين المستهدفة والمحافظة عليها·· كما أنّ هذا المجلس مطالب بإجراء أعلى مستويات التنسيق مع الشركات والجهات الحكومية والخاصة لتطبيق الأهداف المشتركة في تطوير الكوادر الوطنية، وتوفير الظروف الملائمة التي من شأنها أن تؤدي إلى زيادة إقبال المواطنين على كافة القطاعات، وبالأخص القطاع الخاص، كما يهدف المجلس إلى الاستفادة من الدراسات والاجتهادات المحلية التي قامت بها الجهات المختلفة والاستفادة من خبرات وتجارب دول المنطقة والدول الاجنبية في مجال التوطين والتوظيف ولكن الأهم يتم إعداد المواطنين وتطوير قدراتهم ومهاراتهم لتحمل العبء الحقيقي للعمل في القطاعين العام والخاص ومن ثم المضي قدماً في عملية توطين الوظائف· خلل التركيبة السكانية تراكمي وعلاجه التحديد القاطع لنوعية العمالة رداً على سؤال حول التركيبة السكانية قال سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: كما تعلم فإنّ الخلل في التركيبة السكانية ليس بجديد، وإنما هو ناجم عن عوامل عديدة تراكمت على مدار العقود الماضية، ولا يوجد حل جذري وسريع لمعالجة الموضوع بشكل تام، فدولة الإمارات دولة نامية اقتضت ظروفها في المرحلة الماضية الإقدام على عملية تنمية ونهضة عمرانية واقتصادية وصناعية واسعة ومتسارعة، الأمر الذي فرض ضرورة الحصول على خبرات متعددة، وأيدٍ عاملة كثيرة، وفي مجالات مختلفة، وقد أدّى ذلك إلى تشجيع غير المواطنين على القدوم إلى الدولة للمساهمة في تنفيذ عملية التنمية، من دون ضوابط مدروسة ومقننة، الأمر الذي ترتب عليه الكثير من الآثار السلبية التي أفضت إلى وجود أعداد كبيرة من الأفراد الذين لا يساهمون في عملية التنمية وإنما يمثلون عبئاً عليها، وفي ضوء ما أفرزته التجربة خلال الفترة الماضية كان لابد من إعادة النظر في تدابير الدخول والإقامة للقضاء على سلبيات النظم والأساليبب القديمة التي أدت إلى هذه الحالة، وإحكام هذه التدابير بحيث لا تسمح بدخول العناصر التي أشرت إليها·· وأتصور بأن المرحلة المقبلة لابد لها أن تكون مرحلة التحديد القاطع لنوعية العمالة التي تريدها الدولة، وبالتالي وضع السياسات والتدابير الواضحة لجلبها·· وبالتأكيد فإنّ الدولة تحتاج في المرحلة المقبلة إلى بقاء الكفاءات الماهرة الوافدة حتى تصبح الكوادر الوطنية قادرة على تحمل تبعات النمو والتطور، وفي هذا الصدد أود أن أشير إلى أنّ مجلس الوزراء شكّل لجنةً عليا لتصويب سوق العمالة الوافدة وتقييم الحاجة الضرورية من هذه العمالة، والمواءمة بين عمليات التنمية ومعضلة التوازن السكاني، كما أود أن أؤكد أنّ أحد الحلول يكمن في المضي قدماً في عملية إعادة هيكلة اقتصاد الدولة الذي يمر في مرحلة انتقال من الاقتصاد التقليدي المعتمد على العمالة الكثيفة غير الماهرة إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة والعمالة الماهرة، وهنا يأتي أهمية دور القطاع الخاص في استيعاب الكوادر المواطنة من خلال زجهم في عملية تدريب وتأهيل حقيقية تجعل منهم قوة منافسة في السوق، لا بقرارات مفروضة تجعل من عملية استخدامهم عملية صورية· وحول تصحيح مسارات سوق العمل أكد سموه أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة تنظر لتخطيط القوى البشرية وإيجاد التوازن في سوق العمل ما بين العرض والطلب مع التركيز على دور العمالة المواطنة في إشغال الوظائف والايفاء بإحتياجات سوق العمل على أنه إحدى الركائز الاستراتيجية لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفي اطار تنفيذ ذلك تم وضع برامج متعددة لتصويب أوضاع سوق العمل ولإيجاد قنوات وفرص حقيقية لتوظيف المواطنين، وأناطت الدولة بأجهزتها التنفيذية متابعة حسن أدائها لضمان تحقيق الغاية على المديين القريب والمتوسط، وكانت النتائج مطمئنة إلى حد بعيد حيث شهدت نسب توطين المهن في القطاعين العام والخاص ارتفاعاً ملحوظا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©