الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحمد عبيد يعمل على جمع وتحقيق قصائد لشعراء من العصرين الجاهلي والإسلامي في الخليج

أحمد عبيد يعمل على جمع وتحقيق قصائد لشعراء من العصرين الجاهلي والإسلامي في الخليج
23 نوفمبر 2010 00:27
أشار الكاتب والباحث الإماراتي أحمد محمد عبيد إلى أنه يعمل حاليا على إنجاز مشروع كبير لجمع وتحقيق القصائد المجهولة والمتناثرة التي أنتجها شعراء عاشوا العصرين الجاهلي والإسلامي في منطقة الخليج. وأضاف أن مشروعه البحثي هذا سوف يتناول أيضا شعراء عمانيين قدامى أهملتهم المراجع الشعرية والوثائق التاريخية بسبب ظروف وملابسات تتعلق بثنائية المتن والهامش، وبسبب الطبيعة الجغرافية التي أبعدت عمان عن مناطق الحروب والصراعات التي ساهمت بدورها في بروز أسماء شعرية في المركز، اكتسبت صيتها وشهرتها من خلال مشاركتها في هذه الانعطافات الكبرى التي شهدها العصر الجاهلي، والفترات الإسلامية اللاحقة. جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية التي استضافها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مساء أمس الأول في مقره على ضفاف قناة القصباء بالشارقة، وجاءت الجلسة بمثابة احتفاء أدبي من الاتحاد بفوز آخر إصدارات أحمد عبيد .المعنون بـ «شعر بن معدان الأشقري» بجائزة أفضل كتاب لمؤلف إماراتي في الدورة الأخيرة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب. وتحدث عبيد خلال الجلسة عن مؤلفه الجديد مشيرا إلى أن أهمية شاعر مثل كعب الأشقري تأتي من ارتباطه الوثيق بالظروف التاريخية والاجتماعية والسياسية التي تشكلت في الفترة التي رافق خلالها المهلب بن أبي صفرة، وأبناءه من بعده، حيث شاركهم في فتوحاتهم في خراسان، وكان لحضور قبيلته ( الأزد) أثر في شعره، إذ كانت هذه القبيلة الكبيرة من المفاصل المؤثرة والمشاركة بقوة في الفتوحات والمعارك التي خاضها الجيش الأموي في حروبه الخارجية وفي مواجهاته مع الخوارج. وأوضح عبيد إلى أن المتوفر من شعر كعب الأشقري قليل ومتناثر مقارنة بنتاجه الشعري الضخم، خصوصا وأن الإخباريين أشاروا إلى أنه استفرغ شعره في مدح المهلب وولده، وقد ذكر هو نفسه في إحدى قصائده أنه مدح آل المهلب خمسين عاما. وأضاف عبيد «كان كعب شاعرا معروفا أيام عبدالملك بن مروان، ومن بعده إلى الفترة التي تولى خلافتها يزيد بن عبدالملك، وأنه عندما هجا يزيد بن المهلب هرب إلى عمان، فدس يزيد إليه ابن أخ له فقتله، رغم اعتذار كعب في قصيدة يقول مطلعها: أفنيت خمسين عاما في مديحكم ثم اغتررت بقول الظالم العادي ومن هنا ــ وكما يشير الباحث ــ يبدو أن علاقة كعب بآل المهلب بدأت وهو في العشرين أو الثلاثين من عمره، تضاف إليها خمسون سنة من المعايشة والتواصل معهم، فيكون عمره حين قتل بين السبعين والثمانين. وعن طبيعة شعره وتصنيفه وسط قصائد معاصريه، قال الباحث أحمد عبيد « لم يصلنا الكثير من شعر كعب، إذ لا يقاس ما وصلنا منه بأشعار معاصريه من حيث الكم، فربما كان كثيرا، ولا يشك في ذلك، لكنه ضاع، وربما أتت عليه الحادثات، ويدل على ما قيل عنه أنه كان ذا منزلة شعرية رفيعة، فهو شاعر فارس، وخطيب معدود في الشجعان ــحسب ما ورد في كتاب الأغاني ــ وقال عنه الفرزدق « شعراء الإسلام أربعة: أنا وجرير والأخطل وكعب الأشقري»، وسأل ذات مرة: يا أبا فراس أشعرت أنه نبغ من عمان شاعر من الأزد يقال له كعب»؟ ، فرد « إي والذي خلق الشعراء» وسئل عمر بن عبدالعزيز عن شعر سمعه فقيل: إنه لرجل من أزد عمان يقال له كعب الأشقري، فرد: «ما كنت أظن أهل عمان يقولون مثل هذه الشعر». ثم قرأ عبيد مجموعة من القصائد التي أوردها في كتابه ومنها هذا المقطع من قصيدة موجهة للخليفة عمر بن عبدالعزيز يقول فيها: إن كنت تحفظ ما يليك فإنما عمال أرضك في البلاد ذئاب لن يستجيبوا للذي تدعوا له حتى تجلّد بالسيوف رقاب لولا قريش نصرها ودفاعها ألفيت منقطعا بي الأسباب وفي ختام الجلسة فتح باب النقاش مع الحضور الذين أشار معظمهم إلى ضرورة البحث والتنقيب في التراث الشعري للمنطقة، لأنه تراث واسع وممتد ولكنه يختبئ ــ كما أجمع الحضور ــ تحت ركام هائل من النسيان والإهمال، لذلك فإن البحث عن هذا التراث المنسي بات مطلبا ضروريا وهو بحاجة لإسهام الجهات والمؤسسات الثقافية من أجل إماطة اللثام عن هذا الكنز الشعري الهائل، والضائع والمتناثر في ذات الوقت.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©