الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأنشطة التراثية ترسخ ملامح الهوية لدى الأجيال الصاعدة

الأنشطة التراثية ترسخ ملامح الهوية لدى الأجيال الصاعدة
24 أغسطس 2013 20:15
تبذل الدولة جهوداً كبيرة في حفظ التراث الإماراتي، ونقله من جيل إلى جيل، عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة، التي ينظمها نادي تراث الإمارات في مختلف أنحاء الدولة، يسعى من خلالها إلى توصيل مفردات التراث الإماراتي إلى الأجيال الجديدة بأسلوب جذاب يجعلهم حريصين على المشاركة في مناشطه المختلفة، وبالتالي تتكرس فيهم مبادئ الولاء للوطن، وتتشكل ملامح الهوية الإماراتية في نفوسهم، ما يجعلهم أكثر عطاءً للوطن، وحرصاً على تقديم أفضل ما لديهم من أجل رفعة وطنهم، والإسهام في منظومة التطور التي تشهدها دولة الإمارات، بأيدي أبنائها وسواعد رجالها الذين تربوا على معانى الحب والبذل في سبيل إسعاد الآخرين. تعتبر الأنشطة الموجهة إلى النشء والأطفال من أهم الجهود التي يقوم على تنظيمها نادي تراث الإمارات، وتستهدف قطاعات واسعة من أبناء الإمارات، من خلال التنوع الكبير في تلك الأنشطة، من حرف تراثية، إلى ألعاب شعبية، وعادات اجتماعية مارسها أهل الإمارات عبر الزمن، ولازالوا متمسكين بها إلى الآن، كونها تمثل أحد الجوانب المضيئة في شخصية الإنسان الإماراتي، بما فيها من كرم، وسمو أخلاقي، وسلوكيات حميدة، جعلت منه شخصية محبوبة في أي مكان تطؤه قدماه، سواء داخل الدولة أو خارجها. قاعدة طلابية حول الآليات التي يتبعها النادي لتحقيق أهدافه، يقول سعيد المناعي، مدير إدارة الأنشطة والسباقات بالإنابة في نادي تراث الإمارات، إن النادي حريص على السير في مشروع تعزيز ملامح الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة، وبناء قاعدة طلابية تعتز بتراثها، محصنة ضد الاختراق من قبل العولمة وأساليبها الحديثة، وذلك من خلال عدة إجراءات، منها التركيز على ممارسة الأنشطة التراثية التي كان يمارسها الآباء والأجداد، وإعطاء خلاصة خبرات الأقدمين إلى الأجيال الجديدة بطريقة سهلة ومحببة إلى نفوسهم. وتزويد الطلبة بالمعلومات الموثقة، التي تعينهم على معرفة الكثير عن ملامح الحياة في الماضي، ومن ذلك الكتاب الذي أصدره النادي، عن الألعاب الشعبية، ووزعت منه آلاف النسخ على طلاب المراكز التابعة للنادي، وسيتم توزيعه على طلاب المدارس في العام الدراسي الجديد. وكتاب “المواطنة الفاعلة”، الذي يضم مجموعة من أقوال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، المتعلقة بحب الوطن، والحقوق والواجبات، الواجب على الجميع تقديمها لدولة الإمارات التي أعطتنا الكثير في سائر مجالات الحياة. وإعطاء الشباب فرصة ممارسة القيادة، من خلال تطبيق ما تعلموه في نادي تراث الإمارات، حيث تم تعيين بعض من طلاب المراحل الثانوية، مساعدي مدربين لبعض الأنشطة التراثية والألعاب التي تمارس داخل النادي. مهرجان الثقافة الشعبية يلفت المناعي إلى أن الأجيال الصاعدة التي تشربت تراث الأجداد، نجدهم ناجحين في عديد من المواقع، معتزين بوطنهم، وعلى دراية كبيرة بالكثير من مفردات تراثهم ومكونات البيئة الإماراتية الأصيلة من حصون وقلاع، وسلالات الهجن وسباقات الخيول، وغيرها من معالم الحياة الإماراتية، بحيث يكون الطالب الذي تخرج من نادي التراث، لديه الحد المطلوب من المعارف والخبرات التي تفيده كإماراتي يعتز بهويته. وفيما يتعلق بالفترة المقبلة، يكشف المناعي عن مبادرة جديدة، يتم من خلالها استخدام أسلوب تعليم الشباب بالشباب، بحيث يتم توصيل رسائل التراث إلى الآخرين، بطريقة سهلة عبر أقرانهم من الفئة العمرية نفسها، أو القريبة منها، وهو أسلوب تربوي حديث يتم استخدامه في نقل المعارف والخبرات المختلفة، خاصة تلك المتعلقة بأمور الحياة اليومية، التي كان يستخدمها الأقدمون، ويسعى النادي إلى تعريفها للنشء للأجيال الصاعدة. ومن المشاريع المنتظر أن ينفذها نادي التراث في العام 2014، والتي تسهم في ترسيخ معاني التراث “مهرجان الثقافة الشعبية”، ومن خلاله يتم التركيز على شخصية إماراتية بارزة، أضافت الكثير للساحة الشعبية والثقافية في الإمارات، وستكون شخصية العام، هي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. والمهرجان عبارة عن مسابقة كبيرة يشترك فيها منتسبو المراكز التابعة للنادي في وضع كتاب عن الشخصية التي يتم اختيارها، ويتم الاستناد إلى مجموعة كبيرة من المصادر والمعلومات التي ستوفرها إدارة النادي، للطلاب المشاركين في المسابقة، ومن خلال تجربة وضع الكتاب، سيتم ترسيخ العديد من المعارف والعلوم المتعلقة بالبيئة الإماراتية، كما سيتم اكتشاف آفاق واسعة من عالم التراث وما يحويه من أسرار، لا تعرفها الأجيال الجديدة أمام كل من يشارك في هذا المهرجان التثقيفي التراثي الضخم. الحرف التراثية يشير المناعي إلى واحد من أهم الفعاليات التي ينظمها نادي التراث، وتجذب قطاعات كثيرة من أبناء الإمارات على اختلاف ميولهم، وهو ملتقى السمالية الصيفي، الذي تشارك فيه أعداد كبيرة من الأشبال والناشئة، بهدف المحافظة على تراث دولة الإمارات وتعليم وتثقيف الأجيال بتراث الآباء والأجداد، وتنظيم وتطوير الأنشطة المتعلقة بتراث الدولة، وإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بتراث الإمارات والأدب الشعبي مثل الشعر والقصص، ونشر الوعي الفكري والثقافي لتعميق الحس الوطني لدى الأبناء، وتأكيد الالتزام بتراث الآباء والأجداد وإثراء النفس بكل معطيات الثقافة والمعرفة والعلوم المتعلقة بذلك. ويلفت المناعي إلي دور القرية التراثية، التابعة للنادي، باعتبارها من أهم الميادين التي يتعلم فيها النشء المهارات والحرف التراثية، ومنها صناعة الفخار، وصناعة النسيج، ونقش الخشب، وصناعة الزجاج، وصناعة الخناجر والسيوف، وصناعة فن نوى التمر، وصناعة النحاس، وصناعة بعض المنتجات الجلدية، وممارسة الألعاب الشعبية، بالإضافة إلي القيام ببعض الرزفات الشعبية، وحضور الفعاليات الثقافية للقرية. أهداف الأنشطة الطلابية يقول سعيد المناعي مدير إدارة الأنشطة والسباقات بالإنابة في نادي تراث الإمارات، إن أهداف الأنشطة الطلابية في النادي تتمثل في تكوين اتجاهات إيجابية لدى أعضاء النشاط نحو الإرث الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونحو الحاضر المتجدد والمستقبل المشرق، والتعريف بمكونات الهوية الوطنية، وتبصيرهم بالأخطاء والتحديات التي تواجهها والدور المطلوب لحمايتها من الاختراق، تعويد أعضاء النشاط الاعتماد على النفس وتحمّل المسؤولية وتنمية القيادة الراشدة والتبعية الواعية واحترام الآخرين والتعاون البناء معهم، اكتشاف الموهوبين وذوي الاستعدادات والطاقات الثقافية والرياضية والعلمية، وإثراء معارفهم وتنشيط قدراتهم الإبداعية وتوجيههم ورعايتهم. «السمالية» مسرح مفتوح لتجسيد الحياة في الماضي تمثل جزيرة السمالية أكبر مسرح مفتوح في المنطقة، لممارسة الفعاليات التراثية كافة، بشكل طبيعي يحاكي أساليب الحياة التي كان يعيشها الأقدمون. وتقع جزيرة السمالية على بعد نحو 12 كيلومتراً شرق مدينة أبوظبي، وتبلغ مساحتها ما يقارب 14 كيلومتراً مربعاً، ويحيط بها ما مساحته 8 كيلومترات مربعة تقريباً من نباتات القرم، وعلى الرغم من صغر مساحتها إلا أنها غنية بتنوعها الحيوي (البيولوجي)، كما تتعدد الأنظمة البيئية الموجودة بها، إضافة إلى كونها مركزاً تراثياً مهماً يعرض جوانب عديدة من تراث دولة الإمارات، حيث تستقطب العديد من الوفود التعليمية والرسمية من داخل الدولة وخارجها. من هنا برزت أهمية التعريف بهذه الجزيرة والجهود الضخمة التي بذلت لكي تصبح مركزاً مرموقاً للسياحة البيئية والتراثية على مستوى الدولة، حيث يشتمل البرنامج على تنظيم رحلات وزيارات لطلبة المدارس والكليات والجامعات ووفود المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة، ويتضمن برنامج الرحلة زيارة المشاريع والبرامج البيئية بالجزيرة، إضافة إلى ممارسة الزوار لبعض الأنشطة التراثية كالرماية وركوب الخيل والهجن، حيث تولي إدارة النادي هذه الأنشطة، وغيرها كالتجديف والشراع والصقارة، اهتماماً كبيراً، كما تسعى جاهدة لغرس القيم التراثية والموروث الثقافي من العادات والتقاليد لمجتمع الإمارات في الأجيال الجديدة من الشباب والفتيات من خلال إقامة الأنشطة والملتقيات الصيفية والربيعية. وتتميز السمالية بوجود غطاء نباتي يتكون أساساً من النباتات الملحية مثل: القصبة والخريز والسويده والقرم، إلا أنه وبهدف زيادة التنوع الحيوي تم زراعة العديد من النباتات المحلية مثل النخيل والغاف والسدر والسمر، كما قام مركز البحوث البيئية بإجراء تجارب على زراعة وإكثار بعض النباتات الرعوية المحلية مثل الليبد لما لها من أهمية رعوية واقتصادية. كما أقيمت في الجزيرة إحدى أكبر غابات القرم الصناعية في العالم وهي تغطي نحو 8 كيلومترات مربعة، وتكمن أهمية هذا النبات في كونه يوفر بيئة ملائمة لحماية وتكاثر العديد من الكائنات الحية كالطيور والأحياء البحرية، كما أن له قيمة غذائية عالية للحيوانات، إضافة إلى تقليله من ظاهرة تآكل السواحل. وهناك ممر القرم، الذي يمتد لمسافة 900 متر بين أشجار القرم، ويعتبر فريداً من نوعه على مستوى منطقة الخليج، حيث أنشئ لأهداف تعليمية وتوعوية، فيستطيع الزائر التعرف عن قرب إلى البيئة الرائعة لأشجار القرم، حيث يشاهد العديد من الكائنات الحية كالقشريات والرخويات وصغار الأسماك التي توجد في هذه البيئة الغنية بتنوعها الحيوي، كما يمكن للزائر من خلال غرفة مراقبة الطيور الموجودة على الممر مشاهدة العديد من أنواع الطيور البحرية مثل البلشون الرمادي وأبومغزل والبقويقة. كما بدأ العمل في إنشاء حديقة للنباتات المحلية لتكون محطة جذب لزوار الجزيرة، ولتكون موقعاً تعليمياً وتوعوياً بما تحويه من الكثير من الأشجار والشجيرات والأعشاب المحلية التي تنمو في بيئة الدولة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©