الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برامج استعادة الملفات المحذوفة تتسبب في مشاكل اجتماعية

برامج استعادة الملفات المحذوفة تتسبب في مشاكل اجتماعية
23 نوفمبر 2010 20:07
يختلف الكمبيوتر الشخصي عن جهاز الكمبيوتر المكتبي بأنه يحتوي على معلومات خاصة، وأحيانا سريّة، ترتبط بعمل أو حياة صاحبه، لذلك يفضل أصحاب أجهزة “اللاب توب” أن يكون هنالك كلمة سريّة أو رمز معيّن لا يفتح الجهاز إلا من خلاله، أما في حالة التخلص منه عن طريق البيع مثلا، فإنهم يكتفون بعملية حذف الملفات أو البيانات الخاصة منه عن طريق إعادته إلى حالة المصنع أي ما يسمى بالعامية “الفرمتة”، ظنا منهم بأنها يمكن أن تلغي وجود مثل هذه الملفات دون أن يتمكن أي شخص آخر من استعادتها أو كشفها. لكن ما لا يعرفه الكثيرون بأنه يمكن استعادة أي معلومات أو بيانات كانت موجودة على جهاز الكمبيوتر، باستخدام برامج معينة موجودة في الأسواق، الأمر الذي يحذر منه خبراء ومختصون في تقنيات أجهزة الحاسوب، حيث يتسبب في حدوث مشاكل في المجتمع. برامج مبسطة يشير أحمد سليم، وهو مهندس كمبيوتر، إلى أنه يوجد في الأسواق حاليا برامج مبسطة يستطيع مستخدمها إعادة أية معلومات تم حذفها بالصورة النهائية من ذاكرة أجهزة الحاسوب الشخصي على وجه التحديد، وهي برامج يمكن تحميلها أيضا عن طريق شبكة “الإنترنت”، وهي “ليست محظورة”، لذلك فإنه يفضّل القيام بإتلاف حاسوبه القديم على أن يبيعه لأحد، خاصة إذا كان يحتوي على ملفات أو صور شخصية أو عائلية لا يجوز لأحدهم الاطلاع عليها. ويؤكد ملاك زاهور، الذي يعمل في مجال تصليح أجهزة الحاسوب، أن عملية إعادة الملفات المحذوفة لا تحتاج إلى رجل صاحب خبرة أو تقني محترف للقيام بذلك فهي معروفة بين الهواة، وغالبا ما يلجأ أي شخص عند شرائه حاسوبا شخصيا إلى معرفة ما كان يحتويه في الماضي من أسرار، علّه يجد ما يتسلّى به أو يثير فضوله. ويضيف زاهور “حدث أن جاءني شخص قبل فترة قصيرة، وسألني عن جهاز حاسوب شخصي باعني إيّاه بعد أن حذف منه كافة الملفات والبرامج الشخصية التي كانت تحتويه معيدا إياه إلى حالة المصنع “الفرمتة”، وقال لي إن مقطعا ساخرا كان قد صوّره مع أخيه في بلدهم قد تم نشره على موقع “اليوتيوب” علما بأنه تم حذفه نهائيا عن جهاز الحاسوب، وهنا أبلغته بأنني تاجر أبيع وأشتري الأجهزة ولا أذكر لمن بعت هذا الجهاز، كما أوضحت له بأنه من السهولة إعادة أي ملف عن جهاز الحاسوب الشخصي باستخدام برامج مبسطة ورخيصة وفي متناول اليد”. ذاكرة الهواتف يلفت الدكتور راجح عيسى، المتخصص في تقنية المعلومات، إلى مسألة أخطر من ذلك، وهي أن إعادة أية معلومات محذوفة بصورة نهائية، لا يقتصر على ذاكرة الحاسب الشخصي فقط، بل يمكن القيام بذلك أيضا مع ذاكرة الهواتف المتحركة وذاكرة الكاميرات الفوتوغرافية وكاميرات الفيديو، لذلك لا يمكن لأي شخص أن يجزم بأنه أعدم ملفا ما عن بطاقة ذاكرة إلكترونية سواء كانت تعود إلى حاسب شخصي أو إلى هاتف متحرك أو إلى أي جهاز تخزن فيه المعلومات على بطاقات الذاكرة. ويوضح عيسى أن المشكلة لا تكمن فقط في وجود أجهزة إعادة الملفات المحذوفة، بل بكون الخبراء لم يتمكنوا من ابتكار أجهزة تقوم بعمل الحذف النهائي لتلك الملفات، أي أن أي شخص يمتلك جهاز حاسوب شخصي ويريد بيعه أو إعطاءه لأي شخص آخر أو حتى إعادته إلى العمل بعد أن ينتهي من استخدامه في مجاله المهني، لن يتمكن من إجراء عملية الحذف النهائي للملفات الشخصية، وبطبيعة الحال لا يمكن ضمان نفوس البشر، فقد يعبث شخص ما في ذاكرة جهاز حاسوب كان مستخدما في السابق، ليستخرج ملفات قديمة تعود لأول مستخدم وتحتوي على صور شخصية أو مقاطع فيديو أو معلومات سرية لا ينبغي لأحد غير صاحبها الحصول عليها، وقد تزيد المسألة خطورة إلى حد وقوع مشاكل كبرى في المجتمع بسبب هذا الأمر، ما يدعو الناس إلى وجوب الحذر من حواسيبهم الشخصية وهواتفهم النقالة، وعدم تخزين صور أو ملفات خاصة جدا عليها تجنبا لحدوث المشاكل مستقبلا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©