قال توماس دي ميزير وزير الدفاع الألماني إنه لا يتوقع أن تكون هناك ضرورة لنشر قوات سلام دولية مستقبلاً في ليبيا. وفي مقابلة مع صحيفة “تاجسشبيجل” الألمانية الصادرة أمس، قال دي ميزير إنني “أتوقع أنه سيكون بمقدور الحكومة الليبية المقبلة الاضطلاع بنفسها بأمن البلاد ولن تكون في حاجة إلى مساعدة من الخارج، في هذا الشأن”. واستطرد الوزير الألماني حديثه قائلاً إن بعض المحللين في الغرب توقعوا نشوب حرب أهلية طويلة الأمد في ليبيا “لكن لحسن الحظ لا توجد نذر لمثل هذه الحرب”.
وأعرب دي ميزير عن تمنيه ألا يوجه طلب إلى بلاده للمشاركة في مثل هذه المهمة في ليبيا. وفي الوقت نفسه اتسمت إجابة دي ميزير بالحذر حول موقف بلاده في حال توجيه طلب إليها بهذا الشأن، حيث قال إن مثل هذا الطلب “سيجري بحثه بشكل بناء”. وطالب شميت ألا تقتصر بعثة السلام على حلف شمال الأطلسي “الناتو” وحده. وطالب أن تشمل كذلك الجيران العرب وجيران الشمال الأفريقي “لكن إذا وجه الطلب للناتو فسيكون الطلب إلينا كذلك”.
ولكن كريستيان شميت وكيل وزارة الدفاع كان قد أعلن أن ألمانيا لن ترفض المشاركة في مثل هذه المهمة في حال وجه طلب إليها بهذا الخصوص. وقال شميت في مقابلة مع صحيفة “فرانكفورتر الجماينه تسايتونج” الصادرة أمس إننا “بالطبع لن يكون في مقدورنا إهمال طلب كهذا وذلك في إطار مصالحنا الذاتية ومسؤوليتنا الدولية”.
ومن جهة أخرى، أشار وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير إلى ارتكاب المجتمع الدولي أخطاء في تقدير حقيقة الوضع في ليبيا. وفي كلمة له بالأكاديمية الاتحادية للسياسات الأمنية في برلين قال دي ميزير أمس لقد “أخطأنا 3 مرات على الأقل، في أزمة ليبيا، ليس نحن الألمان فقط بل الغرب برمته”. وتحدث الوزير الألماني عن أن الأخطاء الثلاثة تتمثل في “التهوين المبالغ فيه” بشأن العقيد الليبي معمر القذافي في أول الأمر، ثم “التهويل المبالغ فيه” بشأنه لاحقاً، ثم “قولنا إن الأزمة ستستمر لفترة طويلة ولن يكون هناك أي تغييرات مطلقاً، وفي أسبوع واحد فتحت طرابلس”. ورأى دي ميزير أنه لا ينبغي أن يدور النقاش الاستراتيجي حول أمر كهذا، بل حول الدور الذي يمكن ويجب على الغرب برمته أن يلعبه في هذه المرحلة. وأضاف دي ميزير أن الأفضل أن “نبدأ بالسؤال ماذا نعرف في الواقع عن ليبيا؟”.
عدد اليوم
