الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«خليفة الإنسانية».. أيقونة «زايد التراثي»

«خليفة الإنسانية».. أيقونة «زايد التراثي»
30 ديسمبر 2017 23:49
لكبيرة التونسي (أبوظبي) يحتضن جناح مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، بمهرجان الشيخ زايد التراثي 2017 الذي يستمر إلى 27 من يناير، العديد من الورش والحرفيين والأكلات الشعبية والسوق والمتحف، ليسلط الضوء على إنجازات الدولة وينقل للزوار ما تتميز به الإمارات من موروث عريق عبر الورش الفنية ومسابقات الأكلات الشعبية ومقتنيات المتحف، أما السوق، والذي يتضمن أكثر من 121 محلاً تجارياً، فيقدم للزوار باقة متنوعة من الحرف والمنتجات التي أبدعتها أيدي المرأة الإماراتية وبرعت فيها على مر العصور. ورش فنية وتشرف «خليفة الإنسانية»، على «الأحياء» التراثية الإماراتية والخليجية والعربية والعالمية من خلال فريق عمل يضم 50 منسقاً ومنسقة من المواطنين، ويقوم الفريق بتنظيم ومتابعة وتنسيق وإبراز إنجازات المؤسسة، ونقل رسالتها وأهدافها لزوار المهرجان، وتشمل مهام المؤسسة الإشراف على كل ما يخص وفود الدول المشاركة في المهرجان، والتنسيق والسهر على متطلبات الوفود، كما يشتمل الجناح على متحف إنجازات المؤسسة وورش فنية للأطفال والكبار، ودورات تدريبية في فن الديكوباج والماكياج ولغة الصم والرسم على الخشب والرسم بالرمل والرسم الشمعي وغيرها، إضافة إلى ركن للمطالعة، حيث تتوفر العديد من الكتب والقصص التي تناسب جميع الأعمار، وبنفس الجناح تقدم خمس إماراتيات يوميا حرفا تراثية أمام الجمهور، وتمثل هذه الحرف الكاجوجة، الخوص، السدو، الغزل، قرض البراقع والتلي، بالإضافة لمسابقة الأكلات الشعبية التي تحيي بعض الأطباق القديمة الشهيرة، فضلاً عن مبادرة لدعم الأسر المواطنة، حيث تقدم منتجات متنوعة من بهارات وعطور وملابس تراثية جاهزة وبهارات، وأوان، واستوديو تراثي للتصوير، وصالون نسائي، وغيرها ذلك الكثير. أفلام وصور خصصت «خليفة الإنسانية» مساحة كبيرة من جناحها، لعرض الأفلام والصور الفوتوغرافية لأهم ما تم تنفيذه من مشاريع في العديد من الدول حول العالم لتعريف زوار المهرجان بالدور الحيوي الذي تقوم به المؤسسة، من خلال عرض المئات من الصور الفوتوغرافية التي تلقي الضوء على أهم إنجازاتها مثل بناء المستشفيات والمستوصفات والمدارس ومعاهد التعليم المهني والشوارع والجسور وحفر الآبار وتأمين مياه الشرب والإغاثات والمساعدات الإنسانية، وتقديم المساعدات التي تعني بالصحة والتعليم، وتجسيد العطاء بمفهومه الشامل بأسلوب علمي متطور يسهم في نهضة المجتمع داخل الدولة وخارجها. الرسم على الدلال ويشهد مركز الورش الفنية بجناح المؤسسة في الدورة الحالية للمهرجان إقبالا كبيرا من جانب الأطفال، لاسيما أن الورش تقدمها نخبة من المبدعات مثل الفنانة التشكيلية ومصممة المجوهرات عزة القبيسي، ومبدعات في فن الديكوباج لتعليم الزوار الرسم على الدلال والفناجين، وتقدم عزة القبيسي ورشة كرب النخل مستفيدة مما تمنحه الطبيعة في وطنها من الموروث الإماراتي، حيث تشكل من قطع النخيل لوحات فنية تجذب الزوار. من جهتها، قالت الطفلة سلمى السويدي، أنها مصرة على تمضية وقت جميل ومفيد بالورشات يوميا، مؤكدة أنها استفادت من 3 ورشات وهي الرسم بالرمل وفن الديكوباج والرسم على الدلال، أما صديقتها آمنة محمد فقالت إن المهرجان يقدم للأطفال فرصة ذهبية لتعلم العديد من الفنون، مشيرة إلى أنها تأتي للمهرجان أكثر من مرة في الأسبوع لولوج هذه الورش والاستفادة منها مستغلة الإجازة المدرسية. منتجات محلية من خلال سوق كبير مصمم بطريقة الأسواق الشعبية القديمة، تدعم مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية عدداً من الأسر المواطنة المنتجة، والتي تشارك في مهرجان زايد التراثي من خلال عرض منتجاتها في مختلف المجالات، كالأزياء التراثية، والبهارات، والعطور والبخور والحلويات، والأكلات الشعبية التراثية، التمور والديكورات والأشغال اليدوية والتراثية مثل السدو والتلي والخوص والرسم وصناعة البخور والملابس والعبايات والشيل والتطريز وغيرها، وبذلك يشتمل السوق على منتجات متنوعة تفي باحتياجات الزوار، وتقدم لهم لمحة شاملة عن المنتج الإماراتي الغني بالمفردات. فرصة للانتشار وقالت مدية جمعة الرميثي، من الأسر المشاركة في هذا السوق، إنها تعرض مداخن مزينة بالتلي، وأخرى عليها رسومات تراثية، كما تعرض خلطات للعطور والبخور، والعود باللبان، ورشوش للأفرشة، مؤكدة أنها سعيدة بهذه المشاركة التي فتحت لها آفاقا واسعة وسمحت لها بالتعرف إلى سيدات تعمل في نفس المجال. أما فاطمة المحيربي فتعرض بعض الفساتين والقطع التراثية والكنادير والبراقع والتذكارات وأطباق الخبز والصابون، حيث لا يقتصر محلها على نوع واحد من المنتجات، موضحة أن المهرجان منحها فرصة الانتشار. «رخصة مبدعة» وأشارت شيخة الظاهري من العين، والحاصلة على «رخصة مبدعة»، إلى أنها تشارك بالعديد من المنتجات منها الأزياء التراثية، موضحة أنها غيرت رخصة مبدعة من البخور والعطور إلى الأزياء، وأصبحت تسافر إلى الهند وتأتي بالأقمشة والقطع الحريرية وغيرها، ومنها أبوطيرة وبوفقليم، ومزراي والحراير والأقطان والمطرزات وتصمم الأزياء التي تناسب جميع الفئات والأعمار، وتوضح الظاهري التي تشارك في العديد من المهرجانات والمعارض التي تقام في الدولة، أنها تستفيد من هذه الفعاليات التي تمنحها فرصة انتشار بضائعها، وتبادل الخبرات مع مجموعة من العارضين سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو العالمي من خلال الأجنحة المشاركة. صناعة الخوص عائشة الهاملي تشارك بمجموعة من البهارات وخل الليمون والإبزار المخلوط والسمن وغيرها من المنتجات، مشيرة إلى أن كل ما تقدمه هو من عمل البيت، وتحرص على اقتناء المكونات وتنظيفها وتجهيزها بنفسها بطريقة تقليدية، كما أنها تتقن صناعة الخوص، والتي تعتبر من مهن الأجداد منذ القدم، حيث كانت المرأة الإماراتية تؤمّن معظم احتياجاتها من منتجات الخوص على اختلاف أشكالهـا وكانت تمارسها بمهارة وجدارة لتصنع منها السلال والصناديق وأدوات الزينة، واليوم أصبحت تدخل في صناعة الديكورات والإكسسوارات المنزلية دون أن تفقد روحها وأصالتها. مسابقة الأكلات الشعبية تجلس 5 سيدات خبيرات في التذوق تختبر ما يقدمه المتسابقون في الأكلات الشعبية، ليحصد المتسابق الأول جائزة مالية تصل إلى 10 آلاف درهم، وعن هذه المسابقة، قالت المنسقة شوق المحرمي إن هذه الفعالية تسلط الضوء على الأكلات الشعبية القديمة، وبعض المكونات الأساسية التي تدخل في تجهيز الأكل التراثي، ومنها الجامي، والبزار الإماراتي، والمخيض، اللقط، الممروسة، وغيرها، مشيرة إلى أن كل متسابق يجب أن يحرص على استيفاء كل الشروط والمعايير حتى يدخل في المسابقة، وبمجرد تسليم المرشح لمشاركته، يوضع رقم على ما قدمه، بحيث لا تصل إلى اللجنة المحكمة أي أسماء، تجنباً لأي تحيز أثناء المسابقة ولضمان قدر عالٍ من الشفافية والنزاهة، وخلال نهاية كل أسبوع تعلن النتائج بناء على الأرقام التي منحت للمشاركين، وتشمل المسابقة جميع الفئات ابتداءً من 21 سنة وما فوق. وعن طريقة معرفة السيدات بهذه المسابقة أوضحت المحرمي أنه تمت الدعاية لهذه المسابقة قبل بداية المهرجان بشهور في الإذاعة والتلفزيون وجميع وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها تعرف إقبالاً كبيراً من طرف المواطنات. غزل خيوط التلي داخل مبنى زجاجي أنجزت 5 سيدات خبيرات في التراث، كل في مجال حرفتها، ما تعلمته لتقدمه للجمهور، وبطريقة تفاعلية حيث يجلس بعض الزوار ليتعلموا طريقة غزل الصوف أو إنجاز خيوط التلي الفضية، أو تعلم النسيج أو قرض البراقع وغيرها من المهن التي تعلمها السيدات الإماراتيات برحابة صدر وابتسامة عريضة للصغار والكبار، مما يجعل هذا الموروث ينتقل للأجيال ولكل الجنسيات عبر هؤلاء السفيرات. وقالت ريتا بونوم من فرنسا إنها لطالما بحثت عن مكان يجمع العديد من الصناعات والمهن في مكان واحد، وبهذا المهرجان وجدت كل ما تبحث عنه، حيث اعتبرته مهرجاناً عالمياً يعكس روح التسامح بين الحضارات، وقد تفاعلت ريتا مع مهنة غزل الصوف واستمعت إلى شرح المدربة عن المراحل التي تمر منها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©