الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف تعود شاباً في دقائق

كيف تعود شاباً في دقائق
12 سبتمبر 2014 20:40
قال علماء من كلية الطب بجامعة هارفارد، إنهم نجحوا في تجربة تماثل العمل على تجديد عمر عضلات إنسان في عمر الستين وإعادتها لما كانت عليه في عمر العشرين. وتمكن العلماء من إعادة الشباب في أنسجة (فئران تجارب) تقدمت بالسن بعد زيادة معدلات مادة كيميائية يطلقُ عليها اسم (إن إيه دي). انتهى الاقتباس. يعني هذا أنني بعد ثلاث سنوات سوف أتمكن من استعادة لياقتي الجسدي عندما كنت في سن العشرين، وسوف أعود إلى سن الشباب من أجل أن أخبر شبابي ما فعل المشيب بي، تنفيذاً بالإنابة لأمنية الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي، الذي تمنى قائلاً: إلا ليت الشــباب يعـود يوماً لأخبـره بمـا فعــل المشــيب وهناك سوف اكتشف بأن هذه العودة المفاجئة إلى سن الشباب سوف توقعني في العديد من التعقيدات التي لم أتنبه لها خلال فرحتي بالريعان الجديد الذي حظيت به. ولعل أولها هي المشكلة «الطرماء» مع أم العيال التي دخلت سن الخمسين بينما عدت أنا إلى العشرين . . يعني صرت أصغر من أكبر أبنائي بسنتين !! فماذا أعمل أنا مع هذه «الختيارة» التي تدعى زوجتي، وأنا أصغر من أكبر أبنائها؟؟؟؟ وماذا تفعل هي مع هذا الشاب الصغير الأهوج؟. وهذه قضية لم يناقش حيثياتها أي فقه ديني، سماوي أو أرضي، وهل يجوز الطلاق من دون دفع النفقة ؟ على اعتبار أنني صغير في السن وأنوي تكوين نفسي، وليس من العدل توريطي بدفع آلاف الدنانير في مطلع حياتي. إضافة إلى تعقيدات متنوعة أخرى لا مجال إلى ذكرها هنا، منعاً للتشطيب. لنفترض أنني تجاوزت التعقيدات الاجتماعية بما فيها زوجتي وأصدقائي الخيتارية، فقد تذكرت بأن هذه العودة إلى الشباب ذات علاقة بتجديد خلايا العضلات وليس بالدماغ أو بالأجهزة الداخلية معدومة أو قليلة العضلات التي سوف تشيخ معي وأنا في ريعان الشباب، وعلى رأسها الدماغ والغدد الصماء والعمياء وغيرها. وبناء عليه، فهنالك احتمال كبير بأن أصاب بضغط الدم في الثانية والعشرين وبالسكري في الخامسة والعشرين، وبضمور الغدة الدرقية في السابعة والعشرين، ويتم نزع البروستاتا في الثامنة والعشرين. ولن أصل إلى سن الثلاثين إلا وأكون قد أصبت بعدة جلطات وامتلأت شراييني بالشبكيات. وربما أكون قد تعرضت للفالج (يقول المثل الشعبي: فالج لا تعالج)، الذي يسمى بالعربية الفصحى، الشلل النصفي، في الخامسة والثلاثين. أما في الأربعين من عمري الجديد(ثمانون بالحسبة القديمة) فأكون قد أودعت ثلثي أصدقائي القدامى في المقابر، على الأقل، لكنني أنسى ذلك، لأني قد أكون وصلت إلى مرحلة متقدمة من خرف الشيخوخة، وربما أصابني مرض (الزهايمر) في الخامسة والأربعين، وتم إيداعي في ملجأ للعجزة في سن الخمسين (التسعون سابقاً)، هذا إذا افترضنا أنني لم أكون قد هلكت قبل ذلك بكثير. بمعنى، أنني أحمل إلى سن العشرين كافة أوجاع الشيخوخة وأمراضها وتعقيداتها الجسدية والنفسية. فلا داعي إذا لهذه العملية المكلفة، وقد تذكرت الآن أنني لا أستطيع أصلاً أن ادفع تكاليفها المرتفعة، التي تحتاج إلى مليونير على الأقل، وهي بالتأكيد غير مشمولة بالتأمين الصحي المتواضع الذي تقدمه لي جهة عملي. ها قد عدت إلى ما بعد الثامنة والخمسين بقليل شيخاً شاباً، أو شاباً شيخاً لا فرق، قبل أن أقلب بيت المتنبي لأقول: الا ليـت المشـيخ يعـود يوما لأخبـره بمـا صنــع الشــباب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©