دبي-عاطف فتحي:
جاءت رياح الأسهم في المرحلة التالية لشهر رمضان على عكس ما تشتهيه سفينة المستثمرين وعلى خلاف توقعات المراقبين والمحللين تماما، ففي الوقت الذي انتظر فيه الجميع نموا في حدود 15% خلال آخر شهرين من العام، تراجعت أسهم دبي بما يوازي النسبة ذاتها منذ انتهاء إجازة عيد الفطر، منها ما يزيد على 7% في 3 جلسات فقط للأسبوع الحالي ليهوي المؤشر العام للسوق إلى مستويات غير مسبوقة، وسط ارتباك متزايد في أوساط المستثمرين وتوالي الدعوات إلى تأجيل الاكتتاب الأولي في أسهم سوق دبي المالي الذي يبدأ الأحد المقبل ويستمر حتى 23 نوفمبر على الرغم من ادراك الغالبية أن الاكتتاب لا يتحمل المسؤولية عما يحدث، وان مشاركته في تلك المسؤولية محدودة في أقصى تقدير·
واختبر المؤشر العام للسوق مستويات متدنية جديدة، فيما يشبه السوق الحرة التي لا يوجد حدود ملموسة لتوقفها، حيث هبط خلال الجلسة إلى 371,81 نقطة قبل أن يتعافى قليلا عند الإغلاق وصولا إلى 374,56 نقطة بتراجع قدره 8,61 نقطة ونسبته 2,25%، علما بأن المؤشر تراجع يوم الأحد بنسبة 3,6% ويوم الاثنين بنسبة 1,32% ليصل معدل التراجع منذ بداية الأسبوع إلى ما يزيد على 7%·
وتراجعت القيمة السوقية لأسهم دبي إلى 255,7 مليار درهم بنهاية معاملات أمس، غير أن قيمة المعاملات حافظت على مستوياتها فوق المليار درهم وصولا إلى 1,154 مليار درهم من خلال تداول 157,3 مليون سهم تمثل أسهم 18 شركة واقتصر الحضور في سجل الرابحين على 3 شركات هي الخليجية بنسبة 2,03% وأريج بنسبة 1,12% ودو بنسبة 0,45%، في حين كانت الأسهم الأكثر تضررا هي بنك الإمارات الذي تراجع بنسبة 4,58% ودبي للاستثمار بنسبة 3,58% واعمار بنسبة 3,21% وتمويل بنسبة 3,08%·
وتخلت الأسهم بوجه عام ، والقيادية منها بوجه خاص، عن نقاط الدعم الواحدة تلو الأخرى وخاصة سهم اعمار القيادي الذي خسر خلال جلسة الأمس معركة المستوى 12 درهما حيث تم تداوله دون ذلك عند 11,80 درهم قبل أن يتعافى قليلا إلى 12,05 درهم عند نهاية الجلسة علما بأن أعلى سعر سجله أمس هو 12,30 درهم·
وعاد اعمار إلى مستويات تداوله في منتصف أغسطس الماضي عندما بدأ مسيرة صعود، ومعه السوق، أوصلته إلى مشارف المستوى 15 درهما لكنه لم يعمر طويلا وعاد ادراجه·
وزادت حركة التداول منذ بداية الأسبوع الحالي لغز الأسهم تعقيدا حيث عجز المراقبون والمحللون عن تفسير السبب الحقيقي لما يحدث وتراوحت الآراء بين الربط النفسي مع السوق السعودية، وبين المخاوف الإقليمية المتزايدة جراء الاحتمالات المفتوحة في كل اتجاه بشأن البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى عدم وجود تطورات جوهرية من شأنها دفع شرائح من المستثمرين إلى التمسك بمراكزهم في هذه المرحلة، وكذلك ضعف السيولة خاصة وان غالبية المحافظ تستثمر كامل ما لديها من أصول ولا يوجد مجال لضخ المزيد·
وأعرب محلل تحدث لـ''الاتحاد'' عن اعتقاده بأن توالي الأنباء بشأن استمرار تراجع أسعار النفط وسط تقديرات بأن يصل سعر البرميل إلى حدود 40 دولارا لعب أيضا دورا في تعزيز مخاوف المستثمرين ودفعهم إلى تسييل استثماراتهم خشية حدوث مزيد من التراجع·
وجاء استمرار التراجع على الرغم من إبداء السوق السعودية التي يحلو للكثيرين الربط بينها وبين سوق دبي على الرغم من إبداء الأولى نوعا من التماسك وتحقيقها لمكاسب جيدة في بداية المعاملات صباح أمس، الأمر الذي دفع بالمستثمرين إلى ترقب تماسك مماثل في دبي أمس ·
وتصدر سهم اعمار قائمة الأسهم الأكثر تداولا من خلال تداول 51,2 مليون سهم مقابل 21 مليون سهم لـ''دو'' و17 مليون سهم لتمويل و16 مليون سهم لأملاك و12 مليون سهم لاياك·
وفيما يتعلق بالشركات الأكثر نشاطاً من حيث قيمة التداول حققت شركة اعمار العقارية تداولات بقيمة 617 مليون درهم ثم شركة الاتصالات المتكاملة بقيمة 143 مليون درهم ثم شركة أملاك للتمويل بقيمة 98 مليون درهم·
وبلغت نسبة تداول الأجانب 28,87% من إجمالي قيمة تداولات السوق، توزعت على جنسيات مختلفة، فقد بلغت نسبة تداول الخليجيين 6,42% من إجمالي نسبة التداولات، فيما حقق المستثمرون العرب نسبة تداول بلغت 14,95% وأخيرا بلغت نسبة تداولات بقية الجنسيات 7,49% من إجمالي نسبة التداول·
عدد اليوم
