الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

شماعة الموازنة

23 نوفمبر 2010 21:02
دورة الألعاب الآسيوية الـ16 في جوانزهو، أعادتنا إلى إخفاقاتنا السابقة في معظم الألعاب، باستثناء منتخبنا الأولمبي الكروي الذي يشق طريقه بثبات، وهناك بصيص أمل في الرماية التي حققت لنا أول فضية على يد الرامي الشيخ جمعة بن دلموك آل مكتوم في الدبل تراب، وفضية قفز الحواجز، في الوقت الذي تهاوت فيه كل الآمال والأحلام والوعود عند صخرة الإمكانات المادية التي دائما هي الشماعة في كل بطولة قارية أو دولية بعد الذهبية الأولمبية في أثينا من بطلنا الأولمبي الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم، والميداليات العشر في آسياد الدوحة. اللجنة الأولمبية ومنذ إعادة تشكيلها بدأت الاستعداد للدورة من خلال لجنتها الفنية، التي اجتمعت مع كل الاتحادات ووضعت معايير المشاركة من واقع أرقام كل لعبة، وعقدت عشرات الاجتماعات معها للوقوف على جاهزيتها للمشاركة والنتائج المتوقعة وأعطتنا بعض المؤشرات والوعود لإنجاز قد يتحقق .. ثم ما لبثت أن تراجعت مع انطلاقة الدورة، وتغنت بالمشاركة والاحتكاك، واعتبرتهما فرصة للظهور وكسب الخبرة، كأن المشاركة إنجاز بحد ذاته. ثم توالت ردود أفعال المسؤولين بين الاستياء وتقبل واقع الأمر، وألقوا باللائمة على الموازنات التي اعتمدت لهم، وكأنها اعتمدت ثم تم العدول عن توفيرها، ولم يتطرق أي من الاتحادات المشاركة عن شح الموازنة، وتذمرت قلة على الرغم من أن الموازنة المرصودة تكاد تكفي لإعداد منتخب واحد لهذا الحدث القاري، ناهيك عن المشاركة في 16 لعبة، التي تتطلب الإعداد الجيد بموازنة مضاعفة ومشاركة مثمرة. القائمون على اللجنة الأولمبية والاتحادات ليسوا حديثي العهد برياضتنا ويدركون أن بناء اللاعب للمشاركة القارية أو الأولمبية بحاجة إلى عشرات أو بضع مئات من الملايين، إلا أنهم يقبلون واقع الحال قبل بدء العد التنازلي ومع أول إخفاق في الظهور الأول في الدورة يبدأ البحث عن مبررات الإخفاق وأسهلها لإقناع الرأي العام هي الموازنة الشحيحة، وهكذا عودتنا رياضتنا في كل إخفاقاتها السابقة، وأعتقد قد تكون اللاحقة إذا استمر بنا الحال في إدارة رياضتنا بهذه النمطية في الطرح والتداول. نعم ندرك موقعنا الرياضي على خارطة العالم في بعض الألعاب، وندرك أننا لن نقارع الصين أو الكوريتين أو اليابان في كرة الطاولة والسباحة والجمباز وألعاب القوى وغيرها ولكننا نستطيع إثبات جدارتنا في ألعاب أخرى، مثل الدراجات والشطرنج والسنوكر والكاراتيه والتايكوندو وبعض الألعاب الجماعية التي لنا فيها بعض الإنجازات الخليجية والعربية، فنحن لسنا بهذا السوء فلماذا إذاً شماعة الموازنة. لم يطالبهم أحد بإنجاز يفوق قدراتهم، والمسؤولون يدركون ذلك من خلال الأرقام الرياضية والموازنات المالية، ويدركون أن بعض دول القارة تسيّدت بعض الرياضات، ولكن هل وصل بنا الأمر إلى هذه الدرجة من تدني المستوى قارياً لنختلق الأعذار. لقد تعالت الأصوات بأن موازنة الإعداد يجب ألا تقل عن مائتي مليون درهم لتحقيق الحلم، ولكننا تناسينا أن موازنة الجهة المشرفة على الرياضة لا تصل إلى هذا الرقم، فكيف لنا أن نطالبها بما ليس في وسعها إلا إذا طلبنا منها الاستدانة على حساب موازنات أعوام قادمة أو نوقف الدعم عن أنشطتنا المحلية لسنوات لتوفيرها للمشاركة القادمة. هناك دول لا تملك نصف موازنتنا وتحقق إنجازاً، وهناك لجان أولمبية تمول جزءاً من موازنتها ذاتياً من خلال برامجها، وأخرى تحقق إنجازات من خلال الموازنات القليلة المرصودة ولا تلقي باللائمة على الموازنة، فمتى نلغي ذريعة الموازنة ونسعى للعمل بمقتضاها لنحقق ما نصبو إليه. abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©