يعايش أبناء الخليج العربي بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، التي تُعتبر من أهم وأقدم البطولات الكروية العربية، حيث يعايش أبناء الخليج والعروبة، أجمل وأمتع الأوقات الكروية التي يجتمع فيها أبناء الخليج الواحد. كم يسعدنا ويزيدنا شوقاً هذا التجمع الرياضي، الاجتماعي والإنساني الكبير، الذي يلتقي فيه أبناء الخليج، في أجواء تفاعلية أخوية مفعمة بالوئام والمحبة، والسعادة والفرح، وذلك من خلال التفاعل الجماهيري مع المباريات التي تقام في مختلف الدورات، التي نحتفل فيها الآن بالدورة الثالثة والعشرين، التي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة. هذه البطولة لها في قلوب أبناء الخليج المعزة والتقدير، لأن فيها الذكريات الجميلة التي عايشناها منذ انطلاق الدورة الأولى لكأس الخليج العربي في دولة البحرين الشقيقة عام 1970، كما يبقى الأثر الكبير في تطوّر وتقدم الكرة الخليجية، من حيث مستوى الأداء الفني الكروي والتنظيم الإداري، على المستويين الإقليمي والعالمي. وبفضل هذا التطور أصحبت الكرة الخليجية تنافس بقوة وجدارة على مراكز متقدمة في مختلف البطولات القارية والعالمية. منها على سبيل المثال ما حققته الفرق الخليجية من نتائج طيبة في البطولات الآسيوية والأفريقية، وكذلك وصول بعض دولنا الخليجية إلى مسابقة بطولة كأس العالم، كالإمارات والسعودية والكويت.
هذه الإنجازات في النتائج، لم تأت من فراغ، بل هي نتاج جهود كبيرة بذلتها دولنا الخليجية، من حيث توفير كل المراكز والمنشآت الرياضية، على أرقى المستويات العالمية. إلى جانب تأهيل كافة الكوادر الرياضية والإدارية في كرة القدم، ونتمنى أن تلقى الألعاب الفردية والجماعية الدعم والرعاية والاهتمام، كما يحظى به مجال كرة القدم. وبرغم هذه الرعاية، وما تحقق من إنجازات ونتائج، فإن هذه الإنجازات ما زالت دون المستوى المطلوب، مقارنة بما بذل من الجهود والأموال الطائلة التي صرفت على مدى العقود الماضية، من أجل توفير البنية الرياضية، أو ما صرف من أجل الاحتراف، فالاحتراف في مجال كرة القدم يحتاج إلى ميزانيات كبيرة، وقد صرفت الأندية والمنتخبات الكثير من الأموال، التي لم تحقق لنا المستوى المطلوب والنتائج التي تُرضي طموحاتنا. نتمنى التوفيق لكل الفرق في هذه البطولة الغالية علينا جميعاً.
همسة قصيرة: في الحركة بركة، والرياضة أسلوب حياة يتوجب علينا اتباعه.
عدد اليوم
