توقعت ''أخبار الساعة'' نجاح منظمة ''أوبك'' في الحد من هبوط أسعار النفط إذا عمدت إلى تطبيق قرارها الأخير القاضي بخفض السقف الإنتاجي بنحو 2ر1 مليون برميل يوميا وإقدامها على تخفيضات مماثلة في الفترة المقبلة في حال استمرار اتجاه الأسعار نحو الهبوط·
وأوضحت النشرة، التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في افتتاحيتها أمس تحت عنوان ''خفض إنتاج النفط واستجابة الأسعار'' أن النظرية الاقتصادية تؤيد ذلك فبما أن سعر أي سلعة يتحدد بتقاطع منحيي العرض والطلب فإن من شأن خفض العرض مع بقاء الطلب ثابتا أن يؤدي بالسعر إلى الارتفاع·
وأضافت انه في حالة سوق النفط فإن إقدام ''أوبك'' على خفض العرض سيقود إلى مثل هذه النتيجة ولنا أن نأخذ ردة فعل السوق حيال قرار ''أوبك'' الأخير والذي تمثل في ارتفاع أسعار الخام دعما لوجهة النظر هذه بيد أن سوق النفط في واقع الأمر أعقد بكثير مما توحي به النظرية الاقتصادية وحقيقة أن خفض العرض سيؤدي حتما إلى ارتفاع الأسعار أو على الأقل منع هبوطها موضحة أن ذلك يعود إلى أن أسعار النفط لا تتحدد فقط بعوامل العرض والطلب القائمة بل وأيضا بعوامل خارجية أخرى وعديدة·
وأشار الى أن العامل الرئيسي الذي دفع بالأسعار نحو الصعود خلال فترة الأعوام الثلاثة الماضية لا يعود إلى تقاطع العرض والطلب بقدر ما كان نتيجة لضعف طاقة الإنتاج الاحتياطية العالمية وبلوغها مستويات لا تكاد تكفي لتغطية أي نقص جدي قد يطرأ على الإمدادات العالمية·
وأوضحت النشرة أنه مع إقدام جميع الدول المنتجة تقريبا على ضخ ما تسمح به طاقاتها الإنتاجية الكاملة هبط الاحتياطي من طاقة الإنتاج العالمي الذي يستخدم في العادة كمصد ضد الهزات التي تطرأ على الإمدادات إلى أدنى مستوى له لم يتعد 5ر1 مليون برميل يوميا·
وقالت: مع عودة ''أوبك'' إلى سياسة تخفيض الإنتاج فإن ذلك سينعكس بطبيعة الحال على ارتفاع طاقة الإنتاج الاحتياطية العالمية بكمية الخفض نفسه الذي تقدم عليه دول المنظمة مؤكدة أن ذلك يعني أن قرار ''أوبك'' سيؤدي إلى زيادة طاقة الإنتاج الاحتياطي بنحو 2ر1 مليون برميل يوميا·
وأضافت أن من شأن ذلك أن يؤدي بدوره إلى تبديد أو إضعاف أهم العوامل التي أسهمت في صعود الأسعار وعلى هذا الأساس يتعين على ''أوبك'' إن أرادت حماية الأسعار ومنعها من الهبوط أن تلتفت إلى حقيقة أن سياسة الخفض سيف ذو حدين وقد لا تؤدي بالضرورة إلى دعم الأسعار فبقدر ما يؤدي الخفض إلى تقليص حجم المعروض من الخام في السوق فإنه يقود إلى إلغاء العامل الرئيسي والذي وقف وراء الأسعار المرتفعة للنفط·
وأكدت ''أخبار الساعة'' أن حركة الأسعار التي أعقبت قرار ''أوبك'' وبدء الدول الأعضاء تطبيقه اعتبارا من الأول من الشهر الجاري وما كشفت عنه من تراجع دليل على أن خفض'' أوبك'' لإنتاجها قد لا يؤدي دوما إلى تحقيق الهدف المنشود· ''وام''
عدد اليوم
