400 ألف فلسطيني يحيون ليلة القدر في «الأقصى»

أحيا مئات الآلاف من الفلسطينيين ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك وملحقاته بالقدس الشرقية المحتلة الليلة قبل الماضية، على الرغم من اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلي القادمين من أنحاء المدينة والضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967 والأراضي الفلسينية المحتلة منذ عام 1948 وإخضاعهم للتفتيش في حاجزها العسكرية والاعتداء على عدد منهم، ومنها الرجال من أهالي الضفة الغربية الذين تزيد أعمارهم على 40 عاماً من دخول القدس الشرقية. وأوضح مدير دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب أكثر من 400 ألف شخص مصل ومتسوق شاركوا في إحياء ليلة القدر والاحتفالات المواكبة لذلك في أجواء من الهدوء والسكينة وأدوا عباداتهم براحة. وقال “نحن مسرورون لأن الأمور سارت على ما يرام ولم يحدث هذا من قبل”. وأضاف أن الدائرة أعدت برنامجاً خاصاً لليلة القدر، حيث وقامت أعدت تكية “خاصكي سلطان” التابعة لها عشرات الآلاف من الوجبات الساخنة للوافدين للإفطار والسحور، انتشرت الدروس الدينية على مساطب العلم في ساحات المسجد وداخله، وأقيمت صلاة التراويح والتهجد. وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، إن شرطة الاحتلال منعت اقتراب الحافلات السيارات من بوابات القدس والبلدة القديمة وسط المدينة، ما يجعل وصول المسنين والمرضى إلى المسجد الأقصى وباحاته صعباً عليهم. وأضاف “أهالي القدس يستبشرون خيراً بزيارة أبناء شعبنا إلى القدس ويتمنون لو أن كل الأيام هي ليالي قدر، كما أن زيارة هذه الأعداد، وبهذا الشكل المتقاطر لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى تدل على حرص الناس على المسجد والقدس من المخاطر التي تحدق بهما”. ودعا إمام المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو سنينة في الركعة العشرين والأخيرة من صلاة التراويح الله سبحانه وتعالى إلى نصرة الإسلام والمسلمين خاصة أقلية الروهينجيا في ميانمار، وفك الحصار الإسرائيلي عن أهل قطاع غزة. كما دعا إلى تحرير المسجد الأقصى والقدس من الاحتلال الإسرائيلي، وتحرر الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وتحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية الفلسطينية. وشوهد خلال إحياء ليلة القدر عدد كبير من فرق الكشافة والمتطوعين وشباب البلدة القديمة ينتشرون بشكل لافت في ساحات المسجد وكافة أركانه من أجل حفظ النظام ومنع ازدحام المصلين، فيما شهدت بوابات المسجد الأقصى والبلدة القديمة ازدحاماً شديداً بعد انتهاء صلاة التراويح. واكتظت ساحات المسجد الأقصى وصحن قبة الصخرة ولوواين وقناطر ومساطب المسجد حتى الأبواب بالمصلين والمصليات خلال إحياء ليلة القدر، وسادت الازدحامات الشوارع والأحياء المجاورة لسور القدس حتى بعد منتصف الليل. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية باللغة العربية لُبى لوبا سمري “إن نحو 300 ألف شخص شاركوا في إحياء ليلة القدر، وانتشر آلاف من رجال الشرطة في أنحاء المدينة لحفظ النظام”. وأوضحت أن سلطات الاحتلال سمحت لجميع النساء وللرجال فوق الأربعين عاماً والفتيان دون 12 عاماً من سكان الضفة الغربية وللمقدسيين وأهالي الأراضي المحتلة عام 1948 بالوصول إلى المسجد الأقصى. في غضون ذلك، قال الشاب يوسف المحاريق من بلدة السموع جنوب الخليل، إن جنود الحاجز العسكري الإسرائيلي في معبر زعيم شمال القدس اعتدوا عليه وعلى شابين من رام الله بالضرب المبرح بالأيدي والهراوات، أثناء توجههم إلى القدس. وذكر المتحدث باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان اليهودي في بلدة بيت أمر إن جنديين من قوات “حرس الحدود” الإسرائيلية اعتديا على الشاب ثائر ربحي محمد عوض (23 عاماً)، وهو من سكان البلدة أثناء توجهه إلى إلى الحرم القدسي الشريف حيث ألقياه من فوق جدار بارتفاع مترين وواصلا ضربه بشدة واجبراه على الحبو على قدميه ويديه بطريقة مهينة لمسافة 50 متراً حتى لم يعد بإمكانه الحركة. وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين اليهود أمس اعتداءاتها في الضفة الغربية. واعتقل جنود إسرائيليون الشاب عبد العزيز نضال الفاخوري (20 عاماً) في شارع الشلالة وسط مدينة الخليل واقتادوه إلى جهة غير معلومة. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال الأربعاء هدمت ثلاث آبار مياه ارتوازية في قريتي بيت قاد ودير أبو ضعيف شرق جنين. وقال محافظ جنين طلال دويكات، إننا ندين هذه السياسة العدوانية التي تنتهجها قوات الاحتلال بهدف محاربة شعبنا في شربة المياه ولقمة عيشه” وأضاف “الاحتلال يطل علينا من جديد بسياسة محاربة كل مقدرات شعبنا من خلال قيامه بهدم آبار المياه، بعد أن هدم العشرات منها في السابق في محافظة جنين والتي تعاني أصلاً نقصاً ملحوظاً في المياه سيؤثر سلباً على قدرة المزارعين على العيش بكرامة، ضارباً بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية”. وقال الباحث المختص في مركز أبحاث الأراضي الفلسطيني راجح تلاحمة، إن مستوطنين اقتحموا مزرعة في بلدة سعير شرق الخليل وسحبوا مئات الأمتار المكعبة من مياه بئر لري المزروعات وسقي المواشي.