الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تدريب الطفل على الاستغناء عن «الحفاض» يحتاج إلى ذكاء الأم لا وصفات الأطباء

تدريب الطفل على الاستغناء عن «الحفاض» يحتاج إلى ذكاء الأم لا وصفات الأطباء
27 أغسطس 2011 23:30
تغفل الكثير من الأمهات عن تدريب الطفل على الاعتماد على نفسه في استخدام الحمام، فتواظب على إلباسه الحفاضات إلى وقت متأخر من طفولته، في حين أن كل التربويين ينصحون بأهمية تعويد الطفل على الاعتماد على نفسه بمجرد نمو مهاراته الإدراكية التي تكفل له استيعاب ذلك وكيفة تطبيقه. وفي حال تهاونت الأمهات في تدريب أطفالهن على ذلك ورمين حبل الاستغناء عن الحفاضات على الغارب ، فإن ذلك قد ينعكس سلباً على صحتهم النفسية والبدنية في فترة لاحقة. أبوظبي (الاتحاد) - يميل الطفل في بداية تدريبه على استخدام الحمام إلى مقاومة كل ما من شأنه أن ينأى به عن أحضان أمه وأيديها واهتمامها، فيرفض الامتثال وقد يتمرد على توجيهاتها عمداً، ويفعل ما بوسعه لثنيها عن قرارها كأن يتخذ أي مكان في البيت بديلاً عن الحمام ويقضي فيه حاجته أو يرفض الذهاب للمرحاض عند حضور أقاربها ويفر في البيت عارياً استفزازاً لها، وما إلى ذلك من التصرفات التي يُسخرها الطفل بذكاء لمقاومة التغيير الذي يهدف إلى فك ارتباطه بأمه. رحلات وحوادث ينصح أطباء الأطفال بالتدرج في تدريب الطفل على الاستقلال في استخدام الحمام وتحبيب الأمر إليه ومكافأته عند إبداء تعاون. لكنهم يُقرون بأنه لا توجد وصفة موحدة يمكنها ضمان نجاح خطة الأم في تعويد طفلها على الاستقلال في استخدام الحمام في مدة دنيا، ولا دليل ملموس يمكن اعتباره منطلقاً لوضع وصفة مضمونة. الدكتورة دارسي كيدو متخصصة في جراحة وطب الأطفال في جامعة ألبرتا أنجزت بحثاً حاولت فيه تجميع تجارب أمهات وبيانات علمية للوصول إلى نتائج قابلة للقياس. ومن بين الخلاصات التي توصلت إليها دارسي أن الطرق التي تستخدمها الأمهات في تعويد أطفالهن على استخدام الحمام تغيرت بشكل كبير خلال المائة سنة الماضية من طرق سلبية تنقصها المقاربة البنيوية المدروسة، إلى طرق الإجبار والإكراه بصرامة، ثم إلى طُرق موجهة للطفل وشبه بنيوية. وأضافت دارسي أن خبراء مثل بيري برازلتون وبنيامين سبوك يتبنون مقاربات موجهة قائمة على مدى جاهزية الطفل لتلقي التدريب اللازم. بينما يدعو ناثان أزرين وريتشارد فوكس الآباء إلى اعتماد طريقة سريعة تقوم على أربع خطوات تكون عبارة عن رحلات مبرمجة إلى الحمام وترتكز على الدعم الإيجابي، مع التدخل لتصحيح أي «حوادث» قد تقع للطفل في كل «رحلة إلى الحمام» بشكل كامل. اضطرابات التبول لم تسُق دارسي إلا عدداً قليلاً جداً من البحوث التي تتحدث عن المقاربات المختلفة التي استُخدمت في تدريب الطفل على استخدام الحمام، ولم تُوفر أي منها دراسات مقارنة شاملة يمكن الخلوص منها إلى استنتاجات أو وضع حلول جديدة جاهزة. وأوردت دارسي أنه توجد بعض الأدلة التي تُفيد بأن الأطفال الذين بدؤوا التدرب على استخدام الحمام بشكل مستقل يكونون معرضين أكثر للمعاناة من مشكلات الإقصاء فيما بعد. ومن بين الدراسات التي تُعضد هذا الرأي دراسة تُشير إلى أن تدريب الطفل على استخدام الحمام بعد تجاوزه الشهر الـ32 له صلة بسلس البول، فيما أشارت دراسة أخرى إلى أن تدريب الطفل على ذلك بعد بلوغه الشهر الـ24 له علاقة بارتفاع اضطرابات التبول اللاإرادي للطفل في النهار. إلا أن دارسي تحدثت أيضاً عن دراسة سابقة كانت قد أشارت إلى أن الأطفال الذين يتلقون تدريباً مبكراً على استخدام الحمام يقضون وقتاً أطول في تعلم ذلك، لكنهم لا يُعانون خلال عملية التدريب. كما ساقت دراسةً أخرى أظهرت أن عدم تجاوب الطفل مع هذا النوع من التدريب ليس له أية علاقة بظهور اضطرابات التبول لدى الطفل في وقت لاحق. السيطرة على العضلات تنصح دراسات أخرى الأمهات بعدم الاستعجال في تخليص أطفالهن من الحفاظات، لكنها تضع بلوغ الطفل سن التمدرس خطاً أحمر يجب أن يكون الطفل عنده قد فك ارتباطه نهائياً بالحفاظات. ويتعلل المدافعون عن هذه المقاربة بكون الطفل لا يكون قادراً على التحكم في عضلات بدء تدفق البول وحبسه خلال الأشهر الأولى من عمره، وأن الإناث يكتسبن هذه المهارة قبل الذكور وتصبح السيطرة لديهن أسهل مما عليه الحال لدى الذكور، ومن ثم وجب عدم التسرع في حمل الطفل على الاستقلال في قضاء حاجته، وإنما التدرج في التدريب عبر الانتقال السلس من الحفاظ إلى نونية الأطفال ثم المرحاض. وتختم دارسي دراساتها بالقول إنه «في حالة عدم وجود دليل علمي واضح علمي واضح بشأن التقنية الأنجع لنجاح التدريب أو السن الأنسب لذلك، فإنه لا مفر من اللجوء إلى آراء الخبراء التي تشترك في قاسم واحد وهو الحث على المحاولة مع الطفل متى شعرت الأم بقدرة مداركه على استيعاب ذلك والتجاوب معه دون الإضرار بصحته النفسية أو البدنية، ومراعاة ذكائه وتحبيبه في تعلم ذلك وربطه في ذهنه بكل ما هو إيجابي». عن «واشنطن بوست» ترجمة هشام أحناش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©