السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزواج يُفيد صحة القلب ويُقلل سلبيات التوتر

الزواج يُفيد صحة القلب ويُقلل سلبيات التوتر
27 أغسطس 2011 23:31
أبوظبي (الاتحاد) - كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص المتزوجين، الذين سبق لهم إجراء عملية جراحية في الشريان التاجي، كانت حظوظهم في الحياة لمدة 15 سنة بعد العملية تفوق حظوظ غير المتزوجين في عيش الفترة نفسها بثلاثة أضعاف. وعزى الباحثون ذلك بشكل كبير إلى التأثير الإيجابي للدعم الذي يتلقاه الزوج من زوجته أو الزوجة من زوجها، والأثر المهم لذلك في جعل الشريك المريض يشعر بتحسن ويضبط مواعيده مع الطبيب ويتذكر تناول الأدوية وغيره من الأنشطة. ناهيك عن كون الزواج بحد ذاته يُعد دافعاً قوياً لرفع شعور المريض بالمسؤولية، وتشجيعه على الاهتمام أكثر بصحته من أجل أسرته، إن لم يكن من أجل نفسه. غير أن ما وراء ذلك أهم وأعظم، كما يقول منجزو الدراسة نفسها، فمزاج الشخص المريض وتقلباته بين الغضب والفرح والحزن يؤثر على صحة قلبه بشكل مباشر. وإذا كان الشخصان المتزوجان سعيدين وأقل توتراً، حتى لو كانا يُكثران من تبادل الانتقادات فترة شيخوختهما، فإن قلب كل واحد منهما يجني فوائد صحية جيدة على الصعيدين الفيزيولوجي والنفسي. وبحسب برنامج نمط العيش الصحي لمركز الطبي بجامعة بيتسبورج، الذي خططه ويقوده عالم متخصص في دراسة علاقة ما يجري في الذهن بما يجري في البدن، فإن التوتر له مفعول سيئ على العديد من النواحي، من بينها أنه يجعل قلبك يخفق بشكل أسرع ويرفع ضغط دمك، ويرفع مخاطر تعرضك للجلطات القلبية بسبب التراكم المتسارع للكولسترول في شرايين الدم بالقلب وتضييق الشرايين الدموية. كما يجعل الصفيحات الدموية تنعقد مع بعضها وتزيد من ثم احتمال سد أحد الشرايين الدموية بالقلب. ومن تبعات التوتر أيضاً أن قدرة الجسم على التعافي من الجروح ومقاومة الأمراض المعدية تضعُف، وهو ما يجعل أمراض المناعة الذاتية مثل الصُداف وتصلب الأنسجة المتعدد والتهاب المفاصل الرثياني وداء الأمعاء الالتهابي أكثر قوةً وقدرةً على النشاط داخل الجسم والفتك به. ويضر الالتهاب بالجسم من جميع النواحي، بل إن هناك دلائل متزايدة تُفيد بأنه قد يكون مرتبطاً بعدد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وحتى الخرف. ومن المعروف أن أدوية «ستاتين» تُقلل حدة الالتهاب وتُخفض مستويات الكولسترول في الدم، فيصبح القلب متمتعاً بحماية أكثر. ومن مساوئ التوتر أنه يتسبب في ارتفاع السكر في دم مرضى السكري نوع 2. ويرجع ذلك إلى كون الجسم يستجيب لشعور التوتر بمطالبته بالقيام برد فعل قصير المدى يُترجم إلى ضخ جليكوز إضافي في مجرى الدم ليكون الجسم قادراً على تحمل أي إجهاد قد يتعرض له الجسم فجأةً. ويُدرك مرضى القلب بشكل خاص أن ارتفاع سكر الدم في الجسم يضرهم باعتباره يتسبب في تصلب الأنسجة مع مرور الوقت، بما فيها الشرايين الدموية والقلب نفسه. وتجدر الإشارة إلى أن الزواج ليس مرتبطاً دوماً بقلة التوتر وقدرة الشريكين على العيش أطول، بل إن بعض الزيجات غير المخططة جيداً وغير الموفقة لها مفاعيل عكسية تماماً، إذ تصبح هي سبب ارتفاع مستويات الالتهاب والضغط وما يتبعهما من أمراض. لكن لا بُد من القول أيضاً أن بذل الزوجين لجهود شخصية من أجل استدامة سعادة زواجهما وتجنب مسببات التوتر ومقاومته عند حدوثه يبقى أساسياً، إذ هناك طرق بسيطة في هذا الصدد تُسهم في تحسين مزاج الزوجين وتنأى بهما عن التوتر من قبيل ممارسة التمارين الرياضية والتأمل وتقوية شبكة العلاقات الاجتماعية. عن «لوس أنجلوس تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©