الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جامعة شتوتجارت تسعى للتوصل إلى رجل آلي «خارق»

جامعة شتوتجارت تسعى للتوصل إلى رجل آلي «خارق»
27 أغسطس 2011 23:31
يحيى أبوسالم (أبوظبي) -ما زال المعاقون يحطمون الحاجز تلو الحاجز من أجل تحقيق مزيد من التفاعل والاندماج مع المجتمع، وإبراز ما لديهم من قدرات وإمكانات لا تقل في كثير من الأحوال عن تلك التي يمتلكها الأسوياء، وكان آخر هذه الإنجازات ما يشهده نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي هذه الأيام، عبر دورته الرمضانية التي اشتملت رياضات عديدة، حيث تمكن منتسبو نادي أبوظبي لذوي الإعاقة من المشاركة في فعالياتها ودخول معترك رياضة الأسوياء ومنافستهم بقوة عبر ستة من الفرق الرياضية ضمنها فريق كرة القدم الذي شكلوه وخاضوا به غمار تلك المسابقة الرمضانية. لهذا السبب يعمل العلماء الآن على تطوير إنسان آلي قادر على إصلاح نفسه بنفسه. إنسان آلي مكون من عدة روبوتات مثل نماذج لعبة “اللوجو”. وفي حالة حدوث خلل ما، يقوم باستبدال الجزء المعطل بجزء آخر. الفكرة سبقت إليها أفلام الخيال العلمي، لكن العلماء وإن كانوا لم يتمكنوا من تحقيقها بعد إلا أنهم يعملون باجتهاد على تحويلها إلى واقع علمي. سلوك النحل ويحاول العلماء تسخير مبادئ الطبيعة لتطوير أجهزة الكمبيوتر والروبوتات. ففي جامعة شتوتجارت يقوم العلماء بأبحاث على سلوك النحل، الذي يتحرك في أسراب للبحث عن الطعام ولرعاية النسل. وعلى غرار سلوك النحل يحاول العلماء تطوير روبوتات صغيرة، تستطيع أن تتحد مع بعضها لتصبح روبوتاً كبيراً، لديه القدرة على القيام بمهام أكثر تعقيداً. وقال بول ليفي، عالم الكمبيوتر في قسم الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات في جامعة شتوتجارت “نستطيع بهذه الطريقة تطوير روبوتات قادرة على إصلاح نفسها بنفسها، وفك وتجميع نفسها بنفسها وأن تبني أيضا خلايا جديدة”. ويقول العلماء إن هناك العديد من الحالات، التي يحتاج فيها الإنسان للروبوت الخارق. وأفضل مثال على ذلك هو العمل في مجال نزع الألغام، فعند قيام الروبوت بهذه المهمة، يمكنه أن يفك نفسه الى روبوتات صغيرة للزحف خلال الشقوق الضيقة. كما يستطيع الروبوت أن يتحد كجزء واحد على شكل عنكبوت للتغلب على صعوبات أخرى. التحدي الحقيقي العقبة التي تواجه الباحثين ليست في التحام الروبوتات الصغيرة ببعضها البعض، ولكن في تنسيق العمل بينها، اي أن تعمل الروبوتات كوحدة واحدة بعقل واحد. ويقول داريو فلورينو من جامعة البوليتيكنيك في لوزان إن المشكلة لا تتعلق فقط بقدرات الروبوت بل بالعوامل الخارجية المحيطة بها. وأضاف “تخيل أن لديك 20 روبوتا، تستطيع أن تتحد في شكل أفعى، تمسك. وعندما لا يكون هناك مهندس فإنه يتحتم على الروبوتات أن تقوم بهذه العملية عن طريق أجهزة الاستشعار. وبشكل دقيق للغاية، بحيث تتركب أجزاء الروبوتات فوق بعضها البعض في صورة بطيئة. ولكن تخيل أن هذه الروبوتات، التي تتحد على شكل أفعى، لا تقف على أرض مسطحة، بل على أرضية وعرة، حينها ستجد الروبوتات صعوبة في أن تلتحم ببعضها وهذا هو التحدي الحقيقي”. ولإيجاد حل لهذه المشكلة يتعاون عدد من الباحثين من مجالات علم الميكانيكا والالكترونيات والحاسوب وعلم الأحياء وعلم الحيوان في ورشة عمل واحدة في جامعة شتوتجارت الألمانية. وقال رونالد تينيوس، عالم الأحياء النمساوي والباحث في سلوك النحل بأن هناك إمكانيتين اثنتين لتطوير الروبوت بهذا الشكل المستقل “الأولى تعتمد على أسلوب الجيش، فهناك قائد يملي أوامره على الجيش، قائلاً افعل هذا وذاك، اي بشكل هرمي”. والبديل الثاني فهو أن يتم إعطاء الروبوتات تعليمات محددة، تستطيع أن تنفذها وحدها بشكل مستقل على غرار عالم النحل، فالنحل يعمل بصورة متناغمة وبشكل مستقل في ذات الوقت. فك الطلاسم وأوضح تينيوس أن “كل نحلة في الخلية تعمل في مجال محدد لا يتجاوز بضع سنتيمترات. ولا تعرف النحلة التي تتحرك في الناحية الأمامية ما يحدث في الخلف. والشغالة لا تعرف ماذا يحدث في غرفة العسل. العمل في عالم النحل يتم بشكل منظم ذاتياً عن طريق اتباع كل نحلة قواعد معينة”. ويوضح عالم الأحياء أن العلماء يأخذون نمو الجنين في البويضة كنموذج، يمكن تطوير الروبوتات على غراره بحيث تعمل الروبوتات الصغيرة في النهاية كأنها وحدة واحدة. لا أحد يعرف بالتحديد ما الذي سيسفر عنه دمج علم الروبوت بعلم الأحياء، ربما سينجح العلماء في جامعة شتوتجارت بعد عامين من البحث والدراسة بالفعل في تطوير الإنسان الآلي الخارق. إنسان آلي قادر على استكشاف عوالم الفضاء الخارجي المجهولة وفك طلاسم ألغاز كثير، عجز الإنسان عن حلها بنفسه. إنسان آلي مبدع يذكر أنه في أواخر القرن الـ 18 وأوائل القرن الـ 19، جاب عواصم العالم “إنسان آلي” مبدع إلى حد العبقرية يلعب الشطرنج. ولقد فاز هذا الإنسان الآلي الذي أطلق عليه اسم “التركي” في مباريات ضد أشخاص مثل نابليون وبنيامين فرانكلين، واستعصى على العديد من العقول العظيمة وقتها اكتشاف سره. وكان إخفاء لاعب بشري في حجرة متنقلة وسط متاهة من العُدد المبهرة المظهر خادعا إلى حد كبير، حتى أن الأمر استغرق عقودا من الزمان قبل أن يتوصل الناس إلى تخمين الكيفية التي عمل بها “التركي” حقا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©