الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

منصور بن زايد : الإمارات ملتزمة ببناء رأس المال البشري عبر التعليم والأبحاث

23 نوفمبر 2010 21:17
أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، أمس أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تولي العنصر البشري أهمية قصوى باعتباره محور عملية التنمية ومحركها. وشدد سموه، خلال افتتاحه الحرم الجامعي لمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في مدينة مصدر أمس على الالتزام ببناء رأس المال البشري والكفاءات المتميزة من خلال الاستثمار في التعليم العالي والأبحاث والتطوير، خاصة في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة. وافتتح سموه الحرم الجامعي للمعهد تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وفخامة أولافور راجنار جريمسون رئيس أيسلندا. وحضر الافتتاح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والشيخ طحنون بن سعيد بن شخبوط آل نهيان ومعالي محمد أحمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي في إمارة أبوظبي ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية وأحمد علي الصايغ رئيس مجلس إدارة “مصدر” وعدد من كبار الضيوف، يتقدمهم الدكتور عدنان بدران رئيس الوزراء الأردني الأسبق واللورد نورمان فوستر والمهندس المعماري العالمي الذي أسهم في تصميم مدينة مصدر ورافاييل ريف عميد معهد ماساشوستس للتكنولوجيا. وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان أن طلاب معهد مصدر هم أكاديميو وباحثو المستقبل الذين يمثلون القيادات المسؤولة عن تطوير وتحسين التقنيات وإيجاد الحلول المبتكرة من أجل التصدي لتحديات الطاقة الأكثر إلحاحاً، إضافة إلى المساهمة في عملية التنويع الاقتصادي وضمان مستقبل أكثر تنمية واستدامة. وقام سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيوخ والضيوف بجولة اطلعوا خلالها على مباني المعهد التي تم تشييدها وفقاً لمعايير تضمن كفاءة الطاقة والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية لحماية البيئة. والتقى سموه أعضاء الهيئة التعليمية وطلاب المعهد. وشدد سموه على ضرورة الاستثمار في التعليم العالي وابتكارات الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة لما لها من دور حيوي في تنويع اقتصاد أبوظبي وتعزيز ركائزه ومقوماته. واطلع سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على أهم إنجازات معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في العامين الأخيرين، والتي تضمنت ارتفاع أعداد طلاب برنامج الماجستير من مواطني دولة الإمارات بنسبة 20% وإطلاق برنامج جديد لدرجة الماجستير في علوم هندسة النظم الدقيقة وبرنامج الدكتوراه، إضافة إلى إجراءات تسجيل عدد من براءات الاختراع. من جانبه، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لـ”مصدر” رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس أمناء المعهد إنه “بفضل النظرة الثاقبة والتوجيهات السديدة لصاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تولي إمارة أبوظبي أهمية للتعليم العالي والأبحاث اللذين يشكلان الركيزة الأساسية لتطوير وتنفيذ حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة على نطاق تجاري واسع”. وأكد أنه “في هذا الإطار يأتي معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا ليسهم في بناء العقول وقادة العلم المستقبليين، فيما يعد نواة أساسية في السير باتجاه الاقتصاد القائم على المعرفة من خلال التركيز على تطوير رأس المال البشري”. وأشار إلى أنه إلى جانب السياسات والمبادرات المتميزة، يعد التعليم أحد الدوافع الأساسية لاكتشاف وتطوير وتطبيق التقنيات المستقبلية، موضحاً أن معهد مصدر يسهم في دعم هذه الجهود. وأضاف أن التقدم في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة يعد من العوامل الأساسية في تنويع اقتصاد أبوظبي، فهو يسهم في إيجاد فرص عمل جديدة، فضلاً عن المساهمة في تلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة وتنويع مصادرها والاستمرار في استثمار موارد النفط والغاز لأطول فترة ممكنة. وقال الرئيس التنفيذي لـ”مصدر” إن «مصدر» أثبتت أن الريادة في مجال الطاقة المتجددة تتطلب التركيز على التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى والتأني ودراسة القرارات بدقة والتحلي بالمرونة والقدرة على التكيف ومواكبة أحدث الابتكارات التكنولوجية. وأشار البروفيسور فريد موفنزاده رئيس معهد مصدر إلى أن المعهد يقوم بتوفير الدراسات والأبحاث الأكاديمية التي تسهم في الوصول إلى ابتكارات جديدة وتوفير فرص تجارية مجزية في المنطقة. وأوضح أن طلاب المعهد الذين يمثلون نخبة من ألمع العقول من المنطقة والعالم يعملون على توفير الحلول لبعض من أكبر التحديات في العصر مثل تغير المناخ وأمن الطاقة وبذلك يسهمون في المحافظة على المكانة العالمية المتميزة لدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الطاقة. وقال إن هذا الحرم الجامعي المتطور يمثل منبر فخر ومنصة مثالية لدعم الابتكار وتطوير التقنيات الأساسية الضرورية لتوفير الطاقة في المستقبل، مشيراً إلى أن أنشطتهم بدأت تكتسب زخماً قوياً ما لفت أنظار المجتمع الدولي إلى البرامج المتطورة والأبحاث الفريدة التي يقوم بها المعهد في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة. ويعد معهد مصدر أول مؤسسة أكاديمية للدراسات العليا في منطقة الشرق الأوسط تختص بأبحاث الطاقة البديلة والتقنيات البيئية. وتم تصميم مباني المعهد لتوفر خصائص استثنائية ترتقي بالتجربة التعليمية وبيئة العيش للطلاب مع الأخذ في الاعتبار معايير كفاءة استخدام الطاقة والمياه وضمان الأداء المتميز من الناحية التقنية والبيئية. ويقل استهلاك مباني المعهد من المياه بنحو 54% عن المعدل العام لاستهلاك المباني المشابهة من حيث الحجم في دولة الإمارات، بينما يخفض استهلاكه من الكهرباء بنسبة 51%، علماً بأنه يستمد حاجته من الكهرباء بالكامل من الطاقة الشمسية. وتم أثناء تشييد المباني استخدام مزيج من الخرسانة الإسمنتية بحيث تتسبب بأقل قدر ممكن من الانبعاثات الكربونية، كما جلبت الأخشاب المستخدمة في تشييد المبنى من غابات تجري إدارتها وفقاً لأرقى المعايير البيئية، إذ تركز مصدر على استخدام مواد صديقة للبيئة وإعادة تدوير الفائض منها لتحقيق الفائدة القصوى. وكان معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا استقبل الدفعة الثانية من طلابه في سبتمبر من العام الحالي. وتضم الهيئة التعليمية للمعهد 41 أستاذاً من أصحاب الخبرات المتميزة ويبلغ عدد طلابه 170 طالباً من مواطني الدولة و32 طالباً من مختلف أنحاء العالم. ويستخدم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس حالياً المرافق المتطورة والفريدة لإجراء البحوث في عدد من المجالات العلمية الرئيسية، بما في ذلك الوقود الحيوي للطيران وإنتاج الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة والأنظمة الدقيقة وتكنولوجيا النانو وكفاءة الطاقة والتقاط الكربون وتخزينه والطاقة الشمسية. وتركز أبحاث المعهد على تطوير تقنيات جديدة يمكن تنفيذها على نطاق تجاري واسع لتوفير حلول لتحديات الطاقة. ويركز الطلاب والأساتذة على مشاريع حيوية مثل إيجاد طرق لتحلية المياه لا تتسبب بانبعاثات كربونية كبيرة واكتشاف تقنيات لدمج الطاقة المتجددة بكفاءة مع شبكات نقل الطاقة. يذكر أن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا تأسس وفق رؤية حكومة أبوظبي والتزامها بعيد المدى ببناء اقتصاد المعرفة والتركيز على التنمية المستدامة. وتم تطوير المعهد بالتعاون مع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا “ام اي تي” في كامبريدج ماساشوستس بالولايات المتحدة الأميركية، الذي يعد أحد أبرز المؤسسات الأكاديمية المرموقة في العالم. ويعد معهد مصدر النواة الأساسية لمصدر، وهو يشكل مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه التي أطلقتها شركة مبادلة للتنمية. ويسهم المعهد في إمداد أبوظبي والمنطقة والعالم بالكوادر من أصحاب الكفاءات رفيعة المستوى وبالتالي تعزيز التنمية الاقتصادية من خلال رأس المال البشري والابتكارات التكنولوجية. ويقع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في مدينة مصدر، المجمع العالمي الجديد للطاقة النظيفة التي تطمح لأن تكون من أكثر المناطق الحضرية استدامة على مستوى العالم والتي تستمد الطاقة فيها من مصادر متجددة. وأعلن المعهد مؤخراً عن بدء العمل بالمرحلة الثانية من تشييد حرمه الجامعي والتي تعتمد المعايير نفسها بالنسبة للتصميم والكفاءة في استخدام الطاقة، وذلك من خلال عناصر مثل الطرقات المظللة والتهوية الطبيعية والواجهات العاكسة للحرارة، وغيرها من المزايا التي تجعل من مقر المعهد أحد المباني الفريدة على مستوى العالم، من حيث الجوانب البيئية والتقنية والعمرانية. ويقدم معهد مصدر عند إنجاز المرحلة الثانية الخدمات التعليمية لما يزيد على 600 طالب في مرحلة الدراسات العليا ويضم العديد من التسهيلات المتطورة بما فيها 9 مختبرات مفتوحة وغرفتان نظيفتان لأغراض الاختبارات و13 مختبراً مرتفعة الأسقف وقاعة محاضرات تستوعب 90 شخصاً و12 قاعة للتدريس، إضافة إلى وحدات سكنية تستوعب 324 طالباً. وتعد الغرفتان النظيفتان وهما من الفئة /1000/ و /100/ بالنسبة لمستوى الخلو من الشوائب الوحيدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي مخصصة لإجراء التجارب والأنشطة التي تتطلب بيئة خالية من الشوائب والغبار، ويتم استخدامهما لدعم الأبحاث والاحتياجات التعليمية الخاصة ببرنامج الماجستير في هندسة النظم الدقيقة الذي سيدعم الأبحاث في مجال أشباه الموصلات وتقنيات التصنيع وابتكار دارات إلكترونية وضوئية جديدة. ويجري حالياً العمل على تجهيز الغرف النظيفة بأحدث التجهيزات المتطورة لأغراض التعليم والأبحاث.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©