الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزياء خليجية مستوحاة من حكايات القصور ولوحات المستشرقين

أزياء خليجية مستوحاة من حكايات القصور ولوحات المستشرقين
27 أغسطس 2011 23:34
اتخذت المصممة الإماراتية الشابة وعد بن حماد من التراث عنواناً لها، مبتدعة من خلاله أفكاراً جميلة لنماذج متنوعة ومختلفة من التصاميم والموديلات، لتلعب على وتر إدخال عنصري التجديد والمعاصرة على الجلابية الشرقية والعباءة الخليجية، مخرجة إياها من خزانة المرأة العربية وقالبها التقليدي الذي أطرها، لتنطلق في آفاق رحبة من الأناقة والجمال. أزهار البياتي (الشارقة) - بالرغم أن بدايتها لم تتجاوز بضع سنوات معدودات، حين أنشأت علامتها التجارية في العام 2006، إلا أنها أثبتت جدارتها مبكراً بعد أن وضعت قدمها على أول سلالم النجاح، مدفوعة بشغف كبير لعشق الموضة والأزياء. لمسات زاهية لموسمي رمضان والعيد المباركين أطلقت بن حماد، تشكيلتها الصيفية الجديدة، والتي جاءت بألوان ولمسات زاهية وفرحة وكأنها تحتفل بالحياة، لتنعم بمختلف الظلال والتدرجات اللونية المثيرة، وكأن المصممة أرادت أن تهدي المرأة في فصلي الربيع والصيف، باقة غنية من الألوان القوية الجذابة، بدرجات تقترب من غنى الأحجار الكريمة، بدءاً من الزفير الأزرق، والزمرد الأخضر، والأمثيتيس البنفسجي، والكهرمان الأصفر، والروبي الأحمر، والتوباز الفوشيا، مع الفيروز التركواز. إلى ذلك، تقول “كل الألوان جميلة ومعبرة، ولكل لون ميزة، معنى، وخصوصية، وكوننا شرقيين فنحن نعشق الألوان القوية ذات الحضور المؤثر، لأنها ببساطة تعكس لقطات ومشاهد من محيطنا العام، حيث رمال الصحارى، هدير الأمواج، وفورة المشاعر وحميميتها لدينا”. واتسمت مجموعة رمضان والعيد من الجلابيات الملونة، بطراز خليجي أصيل وروح شرقية غنية، فتعددت الموديلات واختلفت الأشكال، ولكن ظلت كلها تصب في خندق واحد، تحمل فيما بينها ملامح التناغم والانسجام، لتظهر موديلات راقية ومثيرة تلف القوام بنعومة الحرير ودلال المطرزات، ولكن ضمن إطار كلاسيكي يذكر بالقصور وأساطير ألف ليلة وليلة، حيث نماذج متعددة من الخطوط المنسابة والأكمام المبتكرة التي تطعمها لمسات من الشك والتطريز اليدوي على الوسط والأطراف، مع سراويل رقيقة وفضفاضة تحتضن السيقان، وقطع أخرى بعضها أقرب لتصميم الفستان. في هذا السياق، تقول بن حماد “تشكيلتي الأخيرة استوحيتها من ليالي الشرق ولوحات المستشرقين، لأنفذها بخامات وأقمشة وثيرة وناعمة، تمتلك قواما وثقلا، كالحرير الطبيعي، التفتا الفرنسي، الشيفون الرقيق، مع الدانتيل المحبوك، لأميزها بحرارة الألوان التي تناسب بشرتنا السمراء، هادفة إرضاء ذوق المرأة الخليجية والشرقية مع لفت أنظار العالم الغربي إلى تفرّد وروعة أزيائنا المحليّة وخصوصيتها”. وتقول بن حماد “لطالما كانت الموضة واتجاهاتها العالمية في طليعة اهتماماتي منذ الصغر، كما كنت شغوفة بالإطلاع على فنون الرسم والزخرفة، مدربة عيني على رصد الجمال أينما كان، ومتابعة كل ما يتعلق بالتراث، حيث الأصالة والإبداع وحرارة الألوان تلون كل مفردات الحياة، ولعل هذا الشغف هو ما كون لدي هذا الخزين من الأفكار والخيال، لأبدأ منه مشوار احترافي مع عالم الأزياء، منطلقة بمشروعي الصغير من بيتي أولاً، ولأتوسع منه بعد ذلك وافتتح داراً للأزياء في إمارة الشارقة”. عشق الموضة وتضيف “اتخذت من التراث العربي عنواناً لتصميماتي، ووضعت لعملي إطارا ومضمونا، مفضلة مجال تفصيل الجلابية الشرقية والعباءة الخليجية على غيره، وأنا مؤمنة بمبدأ التخصص في كل شيء، حيث يركز الإنسان جل اهتمامه وتركيزه في حقل محدد، ليّلم بكافة جوانبه ويعطيه أفضل ما عنده فيبدع ويبرع فيه، ولقد كان من اليسير عليّ أن أتماشى مع الاتجاه السائد واختار تصميم الموديلات الغربية التي تملأ الأسواق، ولكني انتصرت لجذوري الخليجية وأصولي الشرقية، مكتشفة في التراث العربي والإسلامي كنزاً من الفنون، ومتأثرةً بحكايات الأساطير والقصور”. وتكمل بن حماد “اخترت ما ينسجم مع طبيعة مجتمعي وخصوصيته، لأني أتفهم قيم العادات والتقاليد، وارتباطها الوثيق بما نشأنا وتربينا عليه، وبالرغم من ظهور الكثير من المصممات الخليجيات في الآونة الأخيرة، إلى أن السوق كبير وواسع، وما يزال يفتقر لنوعية الأزياء المحليّة والشرقية بل ويحتاجها بشكل ملح، لما تتميّز به من وقار وحشمة، مع خطوطها الانسيابية المريحة وغنى الزخارف والمطرزات التي توشيها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©