المجاملات تفرض أبناء وإخوة النجوم على الوسط الفني

أفرزت الساحة الفنية المصرية في مسلسلات رمضان هذا العام، ظاهرة الأسماء الفنية المنتمية لعائلة واحدة، حيث تشهد مسلسلات رمضان وجوداً كبيراً للفنانين وأبنائهم، أو الفنانين وأشقائهم، وأبرز مثال على ذلك عائلة سمير غانم الذي يشارك في بطولة مسلسل “جوز ماما مين؟” مع هالة صدقي، ويشارك ابنته الكبرى دنيا سمير غانم بطولة مسلسلها “الكبير أوي” مع بطل المسلسل أحمد مكي، وتشارك زوجته دلال عبدالعزيز في عملين الأول مسلسل “دوران شبرا”، والثاني مسلسل “مكتوب على الجبين” وتوجد الابنة الصغرى إيمي سمير غانم بعملين هما “لحظات حرجة”، و”عريس دليفري”مع هاني رمزي، ولم تقتصر إطلالة بعض من أفراد الأسرة على الأعمال التلفزيونية فقط، ولكن الأب والابنة الكبرى يشاركان أيضاً في الإعلانات، حيث تشارك دنيا في إعلان إحدى شركات المياه الغازية، ويشارك الأب في حملات إحدى شركات المحمول. أحمد السماحي (القاهرة) - ينافس عمرو سعد الذي نشاهده هذا العام في مسلسل “شارع عبدالعزيز” شقيقه المطرب أحمد سعد الذي يجرب حظه في التمثيل لأول مرة من خلال مسلسل “إحنا الطلبة” بدور “طلعت” الطالب الفاشل، فضلاً عن غنائه تتر المسلسل. أما المطربة مي سليم التي تخوض أولى تجاربها التلفزيونية هذا العام بمسلسل “مكتوب على الجبين” أمام حسين فهمي، فنشاهد أيضاً شقيقتها المطربة والممثلة ميس حمدان في الجزء الثالث من المسلسل السوري “صبايا”. من نوع آخر وهناك وجود عائلي من نوع آخر غير الظهور على الشاشة، فهناك أيضاً عائلات خلف الكاميرا منهم السيناريست أحمد محمود أبو زيد مؤلف مسلسل “آدم” الذي يظهر شقيقه كريم أبو زيد في أحداث المسلسل بدور “كريم” الصديق المقرب لبطل المسلسل “آدم”، وفي مسلسل “الشوارع الخلفية”، نجد أسرة العدل مسؤولة بالكامل عنه فالإنتاج لجمال العدل والتأليف مدحت العدل، ويلعب بطولة المسلسل بجوار جمال سليمان سامي العدل، فضلاً عن قيام ريم العدل ابنة جمال بتصميم الأزياء للمسلسل. ويعرض للسيناريست حسين مصطفى محرم “ابن” مصطفى محرم مسلسل “كيد النسا” الذي كتب السيناريو له، كما يشارك والده أيضاً بمسلسل “سمارة” الذي كتب له السيناريو وتقوم ببطولته غادة عبد الرازق، وتشارك وفاء عامر وشقيقتها أيتن بعملين هما “الدالي 3” و”كيد النسا”. وتشارك صفاء مغربي في بطولة الجزء الثالث من مسلسل “الدالي” الذي يخرجه زوجها يوسف شرف الدين. ليس عيباً ويقول الناقد الفني رفيق الصبان: ما العيب في ذلك طالما الابن أو الابنة لديهما موهبة؟ فلماذا الحجر على موهبتهما أو منعهما من الوصول إلى مصاف النجومية، البعض من الأبناء اعتمد وتسلح بموهبته التي استحق عليها النجومية التي أوصلته إلى مراتب عليا في مجال الفن، مثل رانيا فريد شوقي ابنة الراحل فريد شوقي والتي تزداد موهبتها نضجا ولمعانا بمرور الوقت، وكذلك ابنتا سمير غانم ودلال عبدالعزيز دنيا وإيمي، والبعض الآخر من أولاد المشاهير طرق هذا الباب من خلال الدراسة بمعاهد الفنون، مثل ريم العدل التي درست تصميم الأزياء وفاجأتنا في مسلسل “الشوارع الخلفية” بتصاميم رائعة، ومناسبة للعصر الذي تدور فيه الأحداث. مواهب متواضعة أما الناقد طارق الشناوي، فيقول: على مدى الأعوام الماضية أصبحت هذه الظاهرة أمراً عادياً، لا يثير الاهتمام أو التساؤل او الاستنكار رغم أن بعض أولاد أو أشقاء النجوم لا يمتلكن أي موهبة مثال إخوة إلهام شاهين، أو أبناء سعيد صالح، وبعيداً عن المثل العامي “ابن الوز عوام”، هناك عدة عوامل غير الموهبة لعبت دوراً في دخول أبناء وبنات وأشقاء وشقيقات الفنانين ميدان الفن، بدليل ان فنانة تألقت في أدوارها، بينما بقيت أختها التي أتت بعدها سجينة الأدوار الثانوية، ولعل هذه الظاهرة انتشرت في مصر أكثر من اي بلد آخر، بدليل ان عدد أبناء وبنات الفنانين الذين دخلوا التمثيل والغناء والموسيقى تجاوز المئة، كما أن أكثر الفنانات كن سبب ترشيح أخواتهن للعمل في الافلام والبرامج والمسلسلات، رغم أن مواهبهن متواضعة بشكل لا يؤهلهن للأدوار التي رشحن لها، لولا دعم شقيقاتهن اللاتي وصلن قبلهن الى النجومية واستطعن فرضهن على المنتجين والمخرجين، وهذه الظاهرة شاملة في هذا المجال مع الإشارة الى ان هناك بعض الاستثناءات القليلة التي تتميز بالموهبة مثل بنات سمير غانم، ورانيا ابنة فريد شوقي، وأحمد فلوكس ابن فاروق فلوكس. وغيرهم. «الشللية» العائلية تؤكد الناقدة ماجدة خيرالله أن هذه الظاهرة حولت قسما كبيرا من الوسط الفني الى نوع من “الشللية العائلية” بدليل أن بعض المسلسلات ضمت أكثر من فنان من عائلة واحدة في فروع مختلفة من الفنون مثل التأليف والإخراج أو التمثيل والديكور، وهذا امر حجب الفرص عن كثير من المواهب الشابة الأخرى، خاصة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد السينما.