الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمينة رزق عذراء الفن التي نالت لقب «ماما»

أمينة رزق عذراء الفن التي نالت لقب «ماما»
27 أغسطس 2011 23:36
سعيد ياسين (القاهرة) - رغم مرور الذكرى الثامنة لرحيل الفنانة أمينة رزق في هدوء شديد، بسبب ازدحام شاشات الفضائيات العربية خلال رمضان، فإن كثيرين من المتتبعين لأدوار الأم التي قدمت في عشرات المسلسلات وقامت بها فنانات من أجيال تالية لها، أكدوا أنها تركت فراغاً كبيراً في هذه النوعية من الأدوار. فقد استطاعت أمينة رزق أن تحول شخصية الأم في السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة من صورة نمطية إلى رمز، وتحولت بمثابرتها الى أم لاجيال متعاقبة، وتحولت أفلامها من دون قصد منها الى سجل أمين للتحولات التي مر بها المجتمع. «ماما أمينة» كانت تحظى باحترام العاملين في المجال الفني الذين رأوا فيها مثالاً للاحتواء والانضباط والتفاني، وبعيداً عن الفن اعتبرها العديد منهم بمثابة أم حقيقية، لما تتمتع به من طيبة قلب وحكمة وخبرة أعوام من الكفاح واطلقوا عليها «ماما أمينة». وهبت أمينة رزق نفسها للفن ولم تشعر يوماً بالندم على عدم زواجها، وكانت دائماً تنفي وجود علاقة خاصة جمعتها مع يوسف وهبي، خصوصاً أنها اشتركت في كل الأعمال السينمائية التي أخرجها، وكانت في الوقت نفسه الممثلة الأولى في فرقته المسرحية، وكانت تؤكد أن علاقتهما الوثيقة لم تكن أكثر من مجرد علاقة عمل، حيث كانت تعتبره رائداً من رواد الفن في مصر اقتنع بموهبتها وبالتزامها الكامل وانضباطها أثناء التصوير في السينما أو «البروفات» في المسرح. من السيرك للمسرح ولدت في مدينة طنطا «وسط دلتا مصر» في 10 أبريل 1910، وكانت تتردد وهي طفلة على السيرك في احتفالات مولد السيد البدوي، وقدمت بعض «الاسكتشات» على المسرح بتشجيع من خالتها أمينة محمد التي أبدت اهتماماً مبكراً بالفن أيضاً، ولم تكن تكبر أمينة سوى بعامين. انتقلت أسرتها عقب وفاة الوالد الى حي روض الفرج في القاهرة وهي في الثامنة من عمرها، وفي أوائل العشرينيات من القرن الماضي بدأت تتردد مع خالتها على كازينوهات ساحل روض الفرج لمشاهدة العروض التمثيلية والفواصل الغنائية التي كانت تقدمها فرقة يوسف عزالدين، ثم انتقلت إلى شارع عماد الدين ولعبت المصادفة دوراً في انضمامها مع خالتها الى فرقة «رمسيس»، ثم التحقت بفرقة يوسف وهبي عام 1924. في عام 1925، أسند لها يوسف وهبي أول دور رئيسي وهو «ليلى» في مسرحية «الذبائح»، ثم كانت المفاجأة في إسناد دور البطولة لها في المسرحية نفسها بدلاً من الفنانة والصحفية الرائدة فاطمة اليوسف التي اختلفت وقتها معه. وبدأ نجمها يعلو في المسرح الى أن أصبحت البطلة الوحيدة للفرقة وعمرها لا يتجاوز الرابعة والعشرين، ثم التحقت بالمسرح القومي المصري الذي أمضت فيه أكثر من ربع قرن كواحدة من بطلاته المعدودات. السينما الصامتة دخلت عالم السينما في مرحلتها الصامتة حين شاركت في فيلم «سعاد الغجرية» الذي نال وقتها هجوماً نقدياً عنيفاً ولم يستمر عرضه سوى أسبوع، وبعده شاركت في فيلم «أولاد الذوات» عام 1932 من إخراج محمد كريم، ويعتبر هذا الفيلم أول فيلم مصري ناطق، ثم قدمت «الدفاع» عام 1935 وخلال الأعوام الخمسة التالية قدمت «المجد الخالد» و«ساعة التنفيذ» و«الدكتور» و«قيس وليلى» و«قلب امرأة» و«رجل بين امرأتين». خلال الفترة من 1941 وحتى 1944 وهي السنة التي انتهت فيها فرقة «رمسيس» الى الأبد، قدمت أفلام «عاصفة على الريف» و«اولاد الفقراء» و«كليوباترا» و»البؤساء» و«الطريق المستقيم» و«برلنتي» و«من الجاني» و«ليلى في الظلام». فى عام 1958، التحقت بالمسرح القومى مع سائر أفراد فرقة رمسيس، وأمضت أكثر من ربع قرن كواحدة من البطلات المعدودات، حيث تألقت في عشرات العروض، منها «النسر الصغير» و«شهرزاد» و«شهريار» و«إيزيس» و«مجنون ليلى» و«طاقية الإخفاء» و«بداية ونهاية» و«الطعام لكل فم». دور كوميدي رغم أنها تمثل في وجدان العديد من المصريين رمزاً للتراجيديا التي أجادتها، فإنها قدمت دوراً كوميدياً يحسب لها على المسرح، ويذكره الناس إلى الآن في مسرحية «إنها حقاً عائلة محترمة» أمام فؤاد المهندس وشويكار وسناء يونس، وكان آخر ما قدمته على خشبة المسرح قبل شهور من وفاتها مسرحية «يا طالع الشجرة». تعاونت مع كل مخرجي السينما المصرية تقريباً، حيث رأى الجميع فيها وجهاً مصرياً بسيطاً وحناناً جارفاً يظهر في ملامحها مع تعبيرات مليئة بمشاعر الأمومة مع مسحة من الحزن، وربما بسبب هذه الخصائص تم حصرها في دور الأم الذي أجادته. شاركت في ما يقرب من 200 فيلم سينمائي منها «بائعة الخبز» و«أربع بنات وضابط» و«التلميذة» و«دعاء الكروان» و«نهر الحب» و«الشيماء» و«رسالة الى الله» و«بداية ونهاية» و«الطوفان» و«قنديل أم هاشم» و«الشموع السوداء» و«صراع الأحفاد» و«قلبي على ولدي» و«عاشت في الظلام» و«أريد حلاً» و«أمهات في المنفى» و«التوت والنبوت» و«الطوفان» و«العار» و«الإنس والجن» و«المولد» و«الكيت كات» و«أرض الأحلام» وغيرها. «عذراء السينما المصرية» حصلت على العديد من الألقاب خلال مشوارها الفني من أبرزها «عذراء السينما المصرية»، وعينت عضواً في مجلس الشورى المصري في مايو 1991، كما حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ورفضت في سنواتها الأخيرة فكرة الاعتزال رغم حادث السيارة الذي تعرضت له وأصابها بكسور في ساقها. توفيت في أحد مستشفيات القاهرة في فجر يوم 24 أغسطس عام 2003 عن عمر يناهز 93 عاماً إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©