الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان يزيد أعباء المرأة اللبنانية العاملة وتنظيم الوقت هو المخرج

رمضان يزيد أعباء المرأة اللبنانية العاملة وتنظيم الوقت هو المخرج
27 أغسطس 2011 23:36
عماد ملاح (بيروت) - في شهر رمضان الفضيل تتلازم صفة التغيير والتنظيم في كل شيء، في العادات والتقاليد والسلوكيات، حتى في الطعام والمشروبات اليومية فما أن يطل شهر الغفران حتى يشعر الإنسان بالتبدل الذي يطرأ على حياة الأسرة بكافة أفرادها، وإذا كان من الندرة أن يجتمعوا جميعهم حول طاولة الطعام، فإن المائدة الرمضانية تحتضنهم طيلة أيام شهر الخير وفي الموعد ذاته، ولا يقتصر الأمر على هذا فقط، بل أن أفراد العائلة يتعاونون معاً، وينسقون العمل في التحضير والتجهيز للإفطار والسحور، ودور الكبار ينطبق على الصغار، وكأن هناك تنسيقا واتفاقا مسبقا على كل التفاصيل الرمضانية، والأولويات التي يجب ألاّ تحول في التواصل الاجتماعي بين الأسرة والناس وكافة شرائح المجتمع. إرهاق شديد المرأة التي اقتحمت سوق العمل والوظيفة تلاقي متاعب جمة في توزيع مسؤولياتها بين العمل والمنزل، والتفرغ كلياً لرعاية الأسرة والأعباء اليومية، لكن مهما اختلف وضعها الاجتماعي، فإنها مطالبة بمسؤوليات معينة تفرضها طقوس الشهر الكريم. في هذا السياق، تقول بسمة مروة عن رمضان المبارك إنه «شهر التسامح والغفران لأنه يقوي ويوطد العلاقات العائلية، ويحافظ على التقاليد والعادات التي كانت سائدة في الماضي، ومن ضمنها أن العائلة والأقارب يلتفون مرات عدة على طاولة واحدة». وتضيف «أحاول أن أمدّ يد المساعدة وأجدد علاقاتي الاجتماعية مع من أنا على فتور معهم لأسباب خاصة». وتتابع «أخاف كثيراً من قطع صلة الرحم، وهي لا تقتصر في الاجتماع على طاولة إفطار أو سحور واحدة، بل إن الراحة النفسية التي تشعر بها حين تكون محطّ أنظار حب وإعجاب الآخرين، وهذا ما يشعرك بالراحة والرضى، ويزيد من أواصر التماسك والألفة بين الجميع». وتؤكد الحاجة أم فؤاد «المرأة العاملة تصاب بالإرهاق الشديد بسبب قلة النوم ومتطلبات الأسرة، وهذا الأمر يدفعني إلى مساعدة ابنتي التي تعمل موظفة، ولا تستطيع القيام بكل متطلبات المنزل وهموم الأولاد، فالمرأة العاملة مطالبة بالمحافظة على التركيز في العمل، وإنجاز كل ما يطلب منها، لذلك أحاول مساعدتها قدر الإمكان عبر لمّ شمل الأسرة والتقرب من رب العالمين وممارسة الصلاة والدعاء في هذا الشهر المبارك». وحتى تتمكن ربة المنزل والمرأة العاملة من صيام شهر رمضان المبارك، لا بد من وضع قواعد وأنظمة خاصة بطقوس هذا الشهر الكريم الذي يلقي بخيراته وحسناته على الجميع، تبدأ من مسؤولية الأولاد وتصل إلى ميزانية المصروف لناحية تأمين الطعام والشراب اللذين يزداد معدل الاستهلاك فيهما عن بقية شهور السنة. وهنا لا بد من تقسيم المسؤوليات على جميع أفراد الأسرة لتنظيم متطلبات العمل اليومي، حيث يكون لكل يوم نكهة جديدة. بالنسبة للمرأة العاملة، تقول سولاف عبدالمجيد عليها وإلى جانب القيام بمهماتها في العمل، أن تقوم بتحضير مسبق لكل أعمال المطبخ وأصناف الطعام، حتى لا يسبقها اليوم، وتقع في مطبات ضيق الوقت، وعليها في أيام العطل والفرص أن تتزود بكل ما يحتاجه المنزل من أغراض تتعلق بطقوس رمضان مع التركيز على عدم الإسراف والتبذير. وتضيف «من أجل تعميق قيم التواصل والعطاء والتسامح في شهر رمضان المبارك، علينا العمل بيد واحدة لتلبية ما يتطلبه هذا الشهر الكريم، وإذا كانت معاني رمضان تتطلب مساعدة الآخرين، فالأحرى إلى جانب ذلك علينا مساعدة المرأة العاملة أو الأم العاملة التي تقسم أوقاتها غير مبالية بصحتها وقدراتها، من أجل تأمين حياة كريمة لأفراد أسرتها، وهذا يكون بتقاسم أوقات التحضير لكل مستلزمات الإفطار والسحور. فالصيام هو أعظم مدرسة للبر والتقوى، ولوصل ما انقطع داخل الأسرة وخارجها». تجهيز مسبق عن شهر رمضان المبارك، تقول أم حمد الصيداني، ربة أسرة مكونة من تسعة أشخاص «أبدأ التحضير لرمضان الخير قبل قدومه بأيام عديدة، فهذا الشهر المبارك بحاجة إلى تجهيزات معينة، لأن كل شيء يتبدل فيه، مواعيد العمل والدوام، أسلوب الحياة، تحضير الطعام، ضيق الوقت، خصوصاً وان هناك دعوات مستمرة للأهل والأصدقاء على مائدتي الإفطار والسحور». الموظفة ريما سحمراني لها رأي مختلف بعض الشيء على أساس أنها تعمل، وهو ما يجعل التوفيق بين واجبات العمل ومتطلبات المنزل صعب جداً، لأن المرأة العاملة يختلف وضعها عن ربة المنزل التي تقدر أن تتفرغ لهذه المهمة، حيث لديها الوقت الكافي، بينما العاملة لا تستطيع التفرغ كلياً لشؤون البيت وأفراد الأسرة، فكيف إذا كان لرمضان طقوساً معينة ومختلفة عن بقية أشهر السنة؟ العاملة نهى حامد لا يختلف رأيها كثيراً عن زميلتها في العمل حيث تقول «رمضان يزيد من مسؤولياتنا وأعبائنا، لأن عملنا يتوزع بين خارج المنزل وداخله في هذا الشهر الفضيل وغيره، إلاّ أن الطقوس المرافقة له والتي تفرض تقاليد معينة، علينا التقيد بها، مثل أن مائدة الطعام يجب أن لا تقتصر على صنف واحد من الطعام، عدا وجود دعوات دائمة للإفطار والسحور بين الأهل والأقارب، تحت حكمة تعزيز أواصر الألفة والمحبة وزيادة صلة الرحم، عدا عن الزيارات المفروضة للقيام بواجبات معينة». وتتابع «هذا الواقع يصيب المرأة العاملة وربة المنزل بالتعب والإرهاق إلاّ أنه لا بد من التكيف، ومعرفة كيفية مواجهة هذه الطقوس الرمضانية بأقل قدر ممكن من الخسائر في الأسرة وواجبات العمل». أما سناء عواد فتقول «جاء رمضان المبارك هذا العام في فصل الصيف الحار جداً، وهذا يعني طول ساعات الصيام وزيادة الأعباء والتعب على ربات البيوت، وأنا أدعو إلى التحضير مسبقاً لكل مستلزمات هذا الشهر الفضيل، والإعداد المسبق ضمن جدول أعمال يريح المرأة من عناء الجهد، ويساعدها في مواجهة أي طارئ». وتضيف «أنا وأسرتي لا نزال نحافظ على تقاليد ورثناها من الأهل، وتتعلق بصلة الرحم والتصدق على الفقراء والمساكين والمحتاجين، وهذه القيم لا تسري في أيام رمضان فقط، بل في كل الأوقات والمناسبات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©