الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

43 ضابطاً إسرائيلياً يرفضون استهداف الفلسطينيين

43 ضابطاً إسرائيلياً يرفضون استهداف الفلسطينيين
12 سبتمبر 2014 23:55
رفض عشرات من جنود الاحتياط في وحدة التنصت الإلكتروني العليا في إسرائيل التجسس مستقبلا على الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال في خطوة تعنيف غير مسبوقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ووقع على رسالة الاحتجاج 43 جندياً من الوحدة 8200 وأرسلوها إلى نتنياهو وكبار قادة الجيش كما نشرت أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً مقتطفات منها أمس الجمعة. وقال الجيش إن هذه الرسالة حيلة دعائية تقودها أقلية صغيرة بين أفراد الوحدة. غير أن الخطوة الشاجبة للتنصت على الفلسطينيين ودورها في شن ضربات جوية غالباً ما تسقط قتلى مدنيين فتحت نافذة على ممارسات سرية تظل عادة طي الكتمان. وتندرج المسألة في جدال عالمي أوسع بشأن أخلاقيات ومعايير التنصت الرسمي إثر التسريبات الإعلامية التي قام بها إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية في العام الماضي. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت «عن الرسالة «نحن نرفض المشاركة في أعمال ضد الفلسطينيين ونرفض الاستمرار في استخدامنا كأداة لتعميق الحكم العسكري في الأراضي المحتلة». وأضافت الرسالة أن مثل هذه الأعمال «تسمح بمواصلة مراقبة الملايين والرصد الشامل المقتحم واختراق معظم جوانب الحياة. كل هذا لا يتيح العيش عيشة عادية ويؤجج المزيد من العنف ويبعد أي نهاية للصراع». ولم تنشر الصحيفة أسماء أي من الموقعين على الرسالة في مراعاة على ما يبدو لالتزام عدم الإفصاح عن الانتماء للوحدة 8200 التي تراقب الدول العربية وإيران بالإضافة إلى الفلسطينيين. وأجرت الصحيفة وإذاعة الجيش الإسرائيلي مقابلات مع عدد الموقعين دون الكشف عن أسمائهم واشتكوا مما وصفوه بجمع معلومات تنتهك خصوصية الفلسطينيين مثل ميولهم الجنسية أو مشاكلهم الصحية التي «يمكن استغلالها لتجنيدهم كعملاء». وتحتاج السلطات الإسرائيلية إلى إذن من المحكمة لتتمكن من التنصت على مواطنيها بمن فيهم عرب فلسطين 48 لكن العملية تصبح أسهل عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت الصحيفة إن الرسالة ليست ذات صلة بالحرب الأخيرة على غزة التي قتل فيها نحو 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين ولكن بعض المحتجين أسفوا لإسهامهم في ضربات جوية سابقة استهدفت كوادر في فصائل النشطاء وأصيب فيها أناس أبرياء. وقال ضابط احتياط برتبة نقيب في الوحدة 8200 لراديو الجيش «ندرك الآن أن المسؤولية ليست فقط مسؤولية الجندي الذي يقف عند حاجز التفتيش. . الجندي الذي يضغط على الزناد. . . وإنما تقع علينا نحن مسؤولية». وقال مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان إن أفراد الوحدة 8200 يلتزمون بالمعايير الأخلاقية «دون منازع سواء في مجال المخابرات في إسرائيل أو في العالم» ولديهم آليات داخلية للإبلاغ عن شكاوى سوء السلوك. وقال المكتب إن كتبة الرسالة تخطوا تلك الآلية مضيفاً أن توجههم أولا إلى الإعلام «يطرح شكوكاً قوية في جدية مزاعمهم». وقال مسؤول في مكتب المتحدث العسكري إنه لا يوجد ما يدل على أن الموقعين على الرسالة ليسوا أعضاء في الوحدة 8200 بالفعل. وقلل عاموس يدلين- وهو رئيس سابق للاستخبارات العسكرية في عهد نتنياهو- من شأن الرسالة وقال إن 43 من جنود الاحتياط يشكلون «نسبة هامشية» من عدد العاملين في الوحدة 8200. وقال يدلين الذي يدير حالياً مركز «آي. إن. إس. إس» للأبحاث في جامعة تل أبيب «إنها شعبة كبيرة ومن الطبيعي أن يجنح عدد قليل من أفرادها نحو أقصى اليسار والبعض الآخر نحو أقصى اليمين». وأكد جنود وضباط الاحتياط في الوحدة برسالتهم أن «المعلومات التي يتم جمعها وتخزينها تمس بالأبرياء وتستغل للاضطهاد السياسي وخلق شرخ داخل المجتمع الفلسطيني بوساطة تجنيد العملاء » في حالات كثيرة الاستخبارات تمنع محاكمة عادلة للمتهمين في المحاكم العسكرية، لأنه لا يتم كشف الأدلة ضدهم، وأن الاستخبارات تمكن السيطرة الكاملة على ملايين الأشخاص دون مراقبة في كل مجالات الحياة، وهذا يمنع الفلسطينيين من العيش بشكل طبيعي وتأجيج المزيد من العنف ويبعدون كل امكانية لإنهاء الصراع. وينهي الجنود رسالتهم بتوجيه نداء الى جنود الوحدة في الماضي والمستقبل أن يسمعوا صوتهم عالياً ضد الظلم ووضع حد له. الى ذلك، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية أمس، نيران أسلحتها تجاه مراكب الصيد الفلسطينية في بحر منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، دون إصابات، إلا أنها أرغمتهم على العودة باتجاه الشاطئ. وقالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال اخترق بهذا العدوان التهدئة المعلنة في السادس والعشرين من الشهر الماضي، وخاصة أن الصيادين لم يتجاوزوا مسافة 6 أميال المتفق عليها. وشكا الصيادون من مواصلة الاحتلال إعاقة عملهم ومنعهم من الإبحار، لصيد الأسماك. وأوضحت المصادر أن أجواء غزة تشهد منذ ساعات الصباح الباكر تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية الإسرائيلية من طراز «إف 16». إلى ذلك، تصدرت تطورات الأوضاع العامة في فلسطين، وخصوصاً في قطاع غزة النقاش في اللقاء الذي جمع أمس مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين للشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي السفير ميخائيل بوغدانوف، مع وفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ووفق بيان للجبهة الشعبية تلقته «وفا» أمس ، فإن اللقاء عقد في موسكو بدعوة من وزارة الخارجية الروسية، وأن وفدها ضم نائب الأمين العام أبو أحمد فؤاد، وعضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول دائرة العلاقات السياسية ماهر الطاهر. وقال البيان: جرى بحثٌ مطول للتطورات السياسية على الصعيدين الفلسطيني والعربي، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان. ووفق البيان، أكد نائب وزير الخارجية الروسي دعم روسيا الثابت لكفاح الشعب الفلسطيني ونضاله لانتزاع كامل حقوقه الوطنية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، كما أكد أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات الكبيرة التي تعيشها القضية الفلسطينية. من جانبه أكد وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية الثابتة ومواصلة نضاله بكافة الأشكال لتحقيق حريته واستقلاله. بدورها، شددت الولايات المتحدة على أهمية تحقيق اتفاق طويل الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. جاء ذلك في بيان صدر الليلة قبل الماضية عن الخارجية الأميركية عقب انتهاء جولة الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة إسرائيل. وبحسب البيان فقد اتفق الوفدان الإسرائيلي والأميركي إلى الحوار على ضرورة الإسراع في إعادة إعمار قطاع غزة وأكدتا أهمية تعزيز موقع السلطة الفلسطينية. من جهة أخرى جددت واشنطن قلقها من النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©