الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

باريس تطمح لاستعادة نفوذها في المنطقة عبر البوابة العراقية

13 سبتمبر 2014 00:00
رأى محللون سياسيون بعد مرور أحد عشر عاما على رفضها اتباع خطى واشنطن ولندن في اجتياح العراق، أن تسعى فرنسا الآن للعودة الى الواجهة في المنطقة من خلال العراق سواء على الصعيد الدبلوماسي أو في إطار تحرك عسكري لمحاربة تنظيم «داعش»، بعد 11 عاماً من رفضها اتباع الولايات المتحدة وبريطانيا في غزو العراق وإسقاط النظام العراقي السابق، برئاسة الراحل صدام حسين بحجة صنعه أسلحة دمار شامل التي ثبت عدم صحتها. وقبل ثلاثة أيام من انعقاد مؤتمر دولي في باريس بشأن السلام والأمن في العراق «زار الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أمس بغداد، حيث اكد استعداد بلاده لتقديم المزيد من المساعدات العسكرية للعراق. كما زودت فرنسا المقاتلين الأكراد بالأسلحة هي ترسل مساعدة إنسانية الى النازحين المسيحيين والايزيديين في شمال العراق، عائدة بطريقة ملفتة للنظر الى العراق الذي ربطتها به علاقات تاريخية قوية لكنها غامضة في ظل نظام صدام حسين. وقال دبلوماسي فرنسي «إننا بلد عضو دائم في مجلس الأمن الدولي ولدينا مسؤوليات في هذا الإطار. إن مصلحتنا الوطنية وأمننا القومي على المحك ولذلك نتدخل (في العراق). لا يجوز أن نسمح بقيام معقل إسلامي على مسافة خمس ساعات طيران من باريس. كذلك لدينا مهمة تاريخية لحماية الأقليات المسيحية». ويبدو أن الدعم الفرنسي يطمئن القلقين في المنطقة وخارجها من تدخل عسكري أميركي بدأ منذ يوم 8 أغسطس الماضي بغارات جوية على مواقع «داعش» شمال العراق. وقال الباحث في «معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية» في باريس كريم إميل بيطار «إن الدبلوماسية الفرنسية اعتمدت موقفاً صائباً في 2002-2003 برفضها الانخراط في الحرب وبتوقعها نتيجة التدخل: جعل البلاد معسكر تدريب لتنظيم القاعدة فيما كان غائباً عنها قبل سقوط نظام صدام حسين». وخلافاً للولايات المتحدة، تبدي فرنسا حرصها على الحصول على شرعية قانونية دولية مع مباركة السلطات العراقية والأمم المتحدة لأي تدخل عسكري. ولم تقرر واشنطن التحرك في العراق إلا عندما باتت مصالحها القومية مهددة مباشرة بتقدم «داعش» نحو أربيل عاصمة إقليم كردستان شمالي البلاد، حيث يوجد العديد من الأميركيين. لكن إلى أي مدى سيصل التحالف الدولي ضد التنظيم ؟ وهل سيضم أيران الداعم الأساسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد المرفوض من قبل الغربيين؟ وفي هذا السياق أقر الباحث في «المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية» دوني بوشار بأنه «لا شيء يمكن أن يحدث في العراق من دون موافقة ايران. فالشيعة الحاكمون في بغداد قريبون جداً من طهران، كما انهم متهمون بتهميش السنة مع ما ينطوي عليه ذلك من خطر دفعهم للانضمام إلى المقاتلين المتطرفين». وأوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم الأربعاء الماضي أن فرنسا ستشارك «لو اقتضت الضرورة» في تحرك عسكري جوي لضرب «داعش» في العراق. وقال مسؤول فرنسي، طلب عدم كشف اسمه، «إن مثل هذه المشاركة يجب أن تكون فاعلة ومحددة الهدف» وينبغي الاحتفاظ بجانب من الاستقلالية. لا نريد أن نكون بمثابة متعهد ثانوي للأميركيين». وترفض باريس حالياً اتباع الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي تعهد بتدمير «داعش» في العراق وسوريا. وقال المسؤول الفرنسي «إنها ليست الأزمة نفسها (في سوريا والعراق) ويجب عدم الخلط بين المشكلتين حتى ولو كان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) موجودا في البلدين». وتخشى فرنسا أن يؤدي توجيه ضربات إلى «داعش» في سوريا إلى تعزيز النظام السوري عسكرياً على الأرض ويعطي مزيدا من الشرعية لبشار الأسد. وقال بيطار «إن التدخل العسكري في العراق ليس سوى أحد السبل. ليس هناك استراتيجية شاملة لسوريا والعراق اللذين يعتبران مسألتين مرتبطتين». ورأى أن تنفيذ أي عملية عسكرية اليوم في العراق لن يكون من شأنه سوى «إصلاح نتائج التدخل السابق بتهيئة الظروف للتدخل المقبل مع التذكير بأن السلطات العراقية المركزية تبقى ضعيفة جداً». (باريس - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©