سقوط الأداء المراهق ..!

لا يستطيع سترشكو مدرب المنتخب اليمني أن يقول إنه لعب مباراة اليمن والسعودية الافتتاحية مهاجماً.. ولا يستطيع بالمقابل إثبات أنه لعب مدافعاً.. كما أنه أيضاً سيفشل في إثبات أنه لعب متوازنا. فلو لعب هذا المدرب بدفاع عاقل فلماذا خرجت شبكة المنتخب اليمني مثقلة بأربعة أهداف..؟ وإذا لعب مهاجماً كما حاول المنتخب أن يصور.. فلماذا فشل في الوصول إلى الشباك السعودية. أمّا لو قيل إن الخطة كانت متوازنة فلماذا كانت الحصيلة من النوع المجنون الذي استعادت به الكرة اليمنية كل غبار واحباطات الأمس وبكل تلك الخيبة ؟ رباعية مباراة الافتتاح أفسدت الأجواء الاحتفالية الجميلة لخليجي 20 ونشرت فيروسات الإحباط عند جمهور كثير ومتكاثر لم يتمكن من الحصول على المقعد فغادروا البوابات منكسرين.. وليتهم حصلوا على التعويض .. لكن خيبة الأمل كانت مزدوجة. لماذا خسر المنتخب اليمني مباراته على تلك الصورة المخجلة؟! ببساطة كانت هناك أسباب لا تقود جميعها إلاّ إلى هزيمة من العيار الثقيل.. ليس من هذه الأسباب اللياقة التي لم تكن ضعيفة لكنها كانت غير منظمة وتفتقر للبوصلة. لم يتم تحضير المنتخب اليمني معرفياً فافتقد لوعي خوض المباراة الافتتاحية بذكاء وليس بأداء كروي، وأتحمل مسؤولية وصفه بالأداء المراهق .. ولعل اللاعبين تعرضوا لضغوط كبيرة من المشرفين عليهم من اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة بصورة نسي معها اللاعبون أن غزو مرمى المنافس يبدأ من حماية مرماك أولاً خاصة وأن طريقة أداء هذه المباراة جاءت منقطعة الحبل السري مع ما تعلمه اللاعبون في معسكرات إعدادهم الطويل وغير المسبوق، ولعل اللاعبين صدقوا أن عدم حضور ما يسمى أقطاب الصف السعودي الأول سيجعل المهمة اليمنية سهلة .. أو كما صّور لهم جهلة الشحن النفسي. المؤكد أيضاً أن كل هؤلاء ناموا في عسل المباريات التجريبية الأخيرة التي قامت بدور تحذيري دون أن يسألوا أنفسهم مع أي منتخبات جرب المنتخب اليمني نفسه في عدن وأبين .. هل مع منتخبات أصلية تمثل بلدانها أم مع مجموعة من (القمصان) وهو سؤال يستدعي التحقيق لأن بعض النتائج ثقيلة شبيهة بالسجن الذي يراه الكثيرون ردعا وتهذيبا ًوأصلاحاً. من فضل القول إن نفتح الباب أمام أمل قد يأتي، وأن نستدعي عبارات التفاؤل وننشد عودة من الصفوف الخلفية، لكن الأمر دوماً مرهون بالفارس القادر على امتطاء صهوة الأمل بعد السقوط. alsafani41@hotmail.com