السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«دوتكوم» زعيم «حزب الإنترنت»!

13 سبتمبر 2014 00:03
ماثيو بروكيت - ويلنجتون اعتلى قطب الإنترنت كيم دوتكوم المدان بالتحايل والقرصنة مسرحاً في نادٍ ليلي في العاصمة النيوزيلندية ويلنجتون ليحول حفلاً راقصاً في وقت متأخر من الليل إلى تجمهر سياسي. وفي ميكروفون المغني، صدح المستثمر الألماني الفنلندي المهدد بالترحيل إلى الولايات المتحدة قائلاً «هل أنتم مستعدون للثورة!.. لا تتركوا آباءكم يقررون من سيحكم هذا البلد». وكان موقع المستثمر المليونير وهو «ميجا آبلود» لمشاركة الملفات قد أغلق في عام 2012 بعد مداهمة للشرطة. وقد يغير المستثمر العملاق معادلة انتخابات نيوزيلندا التي تعقد في 20 سبتمبر. ففي سباق قد يحسمه عدد محدود من المقاعد، يستغل «دوتكوم» ثغرة في النظام الانتخابي في البلاد في محاولة للإطاحة برئيس الوزراء «جون كي». ولكن رئيس الوزراء «كي» الذي يسعى لفترة ولاية ثالثة يؤكد أن «دوتكوم» يحاول أن يبتاع نفوذاً سياسياً ليتفادى الترحيل. بينما يزعم «دوتكوم»، وهو من مؤلفي الموسيقى الرقمية أيضاً، أنه يناضل في سبيل حماية الخصوصية على الإنترنت بعد ما كشفه إدوارد سنودن عن تجسس الولايات المتحدة. ويعتقد برايس أدواردز الباحث في الشؤون السياسية في جامعة أوتاجو بمدينة ديندن النيوزيلندية أن هذا «يغير آليات حملة فاترة إلى حد كبير... فنيوزيلندا غير معتادة على هذه الآلاعيب في الشؤون الدولية». وقد دخل حزب «إنترنت» الناشئ الذي موله «دوتكوم» بثلاثة ملايين دولار نيوزيلندي (ما يعادل 2,5 مليون دولار) في تحالف مع حزب «مانا» الذي يقوده ناشط من شعب الماوري لتشكيل حزب «إنترنت مانا» لدعم فرصه في الحصول على نفوذ سياسي. ودشن حزب «إنترنت مانا» حملته الانتخابية في أوكلاند يوم 24 أغسطس واعداً بتعليم عالٍ مجاني و50 ألف وظيفة رقمية جديدة إذا أصبح جزءاً من الحكومة التالية. وبينما لا يستطيع «دوتكوم» الألماني المولد والبالغ من العمر 40 عاماً ترشيح نفسه لمقعد في البرلمان، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب «إنترنت مانا» قد يفوز بنحو خمسة مقاعد، وهي كتلة ليست بالقليلة من المرجح أن يحتاجها حزب العمال المعارض الرئيسي لتشكيل حكومة. ويؤكد حزب «مانا» أنه يناضل من أجل «الفقراء ومن لا نفوذ لهم ولا أملاك» وبينهم نسبة كبيرة من شعب الماوري، السكان الأصليين لنيوزيلندا. والسياسة البارزة لحزب «إنترنت» هي تقديم اتصالات بالإنترنت بالغة السرعة والرخص مصحوبة بحرية وخصوصية أكبر. ويعتقد مايك ويليام الرئيس السابق لحزب العمال أن الاتحاد بين الحزبين قد يجذب الشباب الذين لا يشاركون في الانتخابات في الغالب وقد «يغير هذا قواعد اللعبة... ونتيجة الانتخابات». واختار دوتكوم «ليلى هاري» وهي وزيرة سابقة في حكومة تزعمها حزب العمال رئيساً لحزبه ويقيم حفلات للرقص عبر البلاد ليجذب أصوات الشباب. وارتفع الدعم الذي يحظى به حزب «إنترنت مانا» إلى 4 في المئة في استطلاع للرأي أجرته شركة كولمار برونتون لأبحاث السوق ونشر في 17 أغسطس الماضي. ويحظى حزب العمال بدعم يصل 26 في المئة والخضر بنسبة 11 في المئة والحزب الوطني الذي ينتمي إليه «كي» بنسبة 50 في المئة. وعلى رغم أن الحزب الوطني يحظى بأكبر الدعم فإن شركاءه المحتملين في ائتلاف أصغر من الشركاء الذين يحتمل أن ينحازوا إلى حزب العمال، كما أن تغيير نقاط مئوية قليلة قد يكون كافياً للإطاحة بالحكومة. ويستغل دوتكوم ثغرة في نظام التمثيل النسبي لتحسين فرصه. وتحتاج الأحزاب إلى 5 في المئة من الأصوات لدخول البرلمان حتى لو لم تفز بدائرة انتخابية واحدة. ولذا فنصيب الحزب من الأصوات على مستوى البلاد يقرر عدد المقاعد التي يحصل عليها. وينفي «دوتكوم» محاولته كسب نفوذ سياسي لتجنب الترحيل. وقال في مقابلة الشهر الماضي في ويلنجتون «هذه الأحداث مجتمعة جعلتني أقرر المشاركة السياسية... قضيتي سياسية للغاية وهي الأولى من نوعها في العالم حيث يحاولون تحميلي مسؤولية أفعال مستخدمي الإنترنت». وذكرت وثائق نشرها جهاز المخابرات النيوزيلندي بموجب قوانين حرية المعلومات هذا العام أن «دوتكوم» قام بالاحتيال الرقمي والتجسس المعلوماتي وسرق أسراراً اقتصادية وتلقى بضائع مسروقة. وبعد مداهمة منزله فجراً في يناير 2012 وجهت له الاتهامات رسمياً في فيرجيينا فيما وصفه الادعاء بأنه أكبر قضية لانتهاكات الحقوق الفكرية في التاريخ الأميركي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©