الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مريم مسعود الشحي: الرسم والكتابة لإخماد نار تتقد في داخلي

مريم مسعود الشحي: الرسم والكتابة لإخماد نار تتقد في داخلي
13 سبتمبر 2014 00:03
جهاد هديب (أبوظبي) في روايتها «فراشة من نور» الصادرة العام الماضي عن دار الفارابي للتوزيع والنشر البيروتية، تقدم مريم مسعود الشحي حكاية امرأة من دولة الإمارات تعيش تجربة حياتية وإنسانية فريدة في العاصمة الأردنية، عمّان، بل في أحد أحيائها الهامشية جدا، هي التي كانت طبيبة تدرس تخصص الطب النسائي في الجامعة الأردنية. هذا الأمر قد لا يكون لافتا، لكن اللافت هنا هو تمثل الحكاية إلى حدّ أن الروائية تعيش التجربة بكافة تفاصيلها الإنسانية والجغرافية اللصيقة بذلك الشخص الذي خاضها. تعود الحكاية إلى زمن كان فيه للأشياء معنى ورائحة، رغم أنه زمن لم يكن واعداً تماماً لكنه مليء بالحزن النبيل والخيبات الصغيرة والأحلام التي كانت موجعة والتي باتت تصلح للتذكر الآن. عن التداخل بين الواقعي والخيالي تقول مريم مسعود الشحّي في حديث مع «الاتحاد»: عشت الرواية بكل تفاصيلها منذ البدء، واللحظة الأولى لتكوينها داخلي وبي وعبري لأكتبها من أول كلمة وأول شعور لم تكن حكاية أحد، كانت كلها بكل تفاصيلها الدقيقة ملكا خاصا بي أنا من عشت تفاصيله لم تكن حكاية سردت على رأسي لكي أخذها وأضيف لها إحساسي أو حسي الروائي، كانت بذرة من خيالي تناقضاته اتفاقه مع المجتمع واختلافه معه لتكون رهف سيدة العمل هناك بكل حيثياتها ومشاعرها حاضرة هناك، لم تكن نصف حقيقة لابتدع أنا بخيالي الروائي النصف الآخر منها ولم تكن جزءاً من واقعي الذي أحلته إلى عمل روائي. وتضيف: الخيال هو ابن الواقع الذي نعيش داخله لكي نصل له يوما ما، هو واقعنا الأجمل الذي نصبو إليه.. خيالنا هو جزء من حياتنا، من تطلعاتنا، لا فرق بوجهة نظري بينهما هما مكملان لبعضهما، شيئان متلازمان كوجهين لعملة واحدة كيفما أدرتها وجدتها تكمل الآخر. وعن شخصية بطلتها رهف؟ وهل هي نموذج لامرأة متمردة تمردا على نحو مثقف وواع أم هي نموذج لامرأة عادية، تقول: هي كذلك. هي المثقفة الواعية الهشة في آن التي لجأت للكتابة وللطب في البداية لتبين تمردها على ما ذكر بالعمل من ظروف وواقع ومجتمع ملتبس بين صوت الذكر الطاغي في حين والخافت في آن، ثم بعد ذلك التحول الكبير في حياتها الذي قررته بأن تسافر نحو محيط آخر وعالم مختلف كما ذكرت لا يمت لها بصلة لكي تبدأ أولا بإيجاد نفسها التي تبينت اختلافها منذ البدء داخل مالا يشبهها. لم تكن رهف امرأة عادية بل كانت مزيجاً من نساء في شخصية واحدة هي المتمردة القوية الضعيفة المستكينة في زوايا والرعناء في أخرى في علاقتها مع الرجل وتحديات المجتمع في صورة أب وأخ وزوج تقليدي وبعض شخوص ثانوية جاء ذكرها في العمل. وحول زمن الرواية الذي ينتمي إلى فترة الثمانينات، وهل حنين إلى الطفولة، تقول: زمن الرواية واضح تماماً لا إثارة به أو تأويل، فهو مرتبط ببعض التفاصيل التي ذكرت في العمل، لا رابط بين الأحداث التي جرت في داخل الزمن غير وجودها داخله في تبين واضح لثقافة البطلة أو ثقافتي كراوية مثلا ومحاولتي لطرح بعض الأفكار عبره ومنه. وعن تقنية ضمير المتكلم في الرواية تقول: روت مريم مسعود الشحي تجربة رهف. رهف التي تكونت في داخل عقل مريم مسعود الشحي بناء على تفكيرها الخاص ومحاولتها تسليط بعض بقع الضوء على بعض الأفكار، تواجدها في عقلها حتى أتخمته بتناقضاتها وتمردها، لتخرج من داخلها بصيغة المتكلم. الروائي يغامر بحياته حين يروي شخصية ما أو يبتدع شخصية ما يعيش تفاصيله حتى يشعر في لحظة ما، لحظة نورانية وفاصلة يجلس عبرها إلى أوراقه ليسكبها عبر الورق مستخدما غالبا ضمير المتكلم، كيف لا يفعل فهو من يعرف تلك الشخصية جيداً ولربما تأخذ تلك الشخصية شيئاً من ذاته لذلك يصيغها بأنا المتكلم. يظن البعض في مرحلة ما أنه يتكئ على حيوات آخرين ليحكيها لكنه في حقيقة الأمر كما يبدو لي يغامر بحياته ليحكي ويروي وهذه إحدى فضائل الرواية. وعن العلاقة بين تجربتيها في الكتابة والرسم، تقول: أرسم بكليهما. بالكلمة حين يحتشد داخلي بالكلمات، أرسم بالكلمات على الورق بشكل رواية تُخرج ظنون الشخوص من داخلي لتجمح خارجي على صهوة رواية أو مقال. الألوان هي ماء، ماء باردة أخمد بها بعض من حرائق داخلي حين يضج بالتأويل ولا أجد الحروف القادرة على تهدئة روحي.. فأنا بعض من كل ذلك، بعض من روائية وبعض من فنانة تشكيلية وبعض من مغامرة لا زالت تجد بعض بعضها بتجريب كل ما يتجه نحو الإبداع كي أجدني.?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©