الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رواية «حرّاس الماء»: مستقبل معتم للبشرية

رواية «حرّاس الماء»: مستقبل معتم للبشرية
13 سبتمبر 2014 00:03
صدرت ضمن منشورات دار المنى (الأردن/ السويد) رواية الفنلندية إيمي إيتورانتا (ولدت في هلسنكي 1976) بعنوان «حرّاس الماء»، التي تتحدث عن مستقبل البشرية المعتم على كوكب الأرض، وتصوّر عصراً قادماً يندر فيه الماء العذب، ويكون الصراع على أشدّه بين القوى الساعية للهيمنة على ينابيع المياه وتأمينها للاستمرار على قيد الحياة. تفترض إيتورانتا في روايتها هذه (ترجمها الأردني علاء الدين أبو زينة، 2014)، التي تنتمي إلى أدب الخيال العلميّ، أنّ عصر حروب الماء يعقب عصر الحروب والصراعات على النفط، وتصوّر حجم الدمار الذي يتعرّض له الكوكب جرّاء جشع الإنسان وجنونه للسيطرة والثراء، وما ينتجه من مآسٍ، إذ تتهدّم الكيانات القديمة بحسب تصويرها للعصر القادم، وتتغيّر الخرائط وأسماء القارّات، وتختلف المسافات والأبعاد، ويتغيّر البشر تبعاً للزمن الذي يجدون أنفسهم فيه، وتبعاً لحاجاتهم المستجدّة. تقسّم الكاتبة روايتها إلى ثلاثة أجزاء: «حرّاس الماء»، «الفضاء الأخرس»، «الدائرة الزرقاء»، وتمهّد لكلّ جزء بمقطع من كتاب مفترض «طريق الشاي»، تطلق عليه أنّه من القرن السابع من عصر تشيان القديمة. ويحمل افتراض القديم في المستقبل نوعاً من المناقضة في الوقت نفسه، وهو ربّما يحمل تعبيراً عن إعادة تدوير ما كان، والاشتغال من البداية بما يمثّل نوعاً من عود على بدء في تطوّر الإنسان وسيرورة الحياة على الأرض. وتصوّر إيتورانتا كيف أنّ مدن ناطحات السحاب تصبح شيئاً من الماضي، ذلك أنّ التحصّل على الماء يكون غاية الجميع، وتوقف السلطات الحاكمة في الممالك الجديدة الناشئة قدراتها وطاقاتها كلّها لاكتشاف ينابيع المياه العذبة والسيطرة عليها لأنّها تشكّل عصب الحياة. وبالمقابل تمنع عن الناس الماء إلا بكمّيات محدودة لا تكاد تروي غليلهم. تختم الكاتبة روايتها دون انتصار الخير على الشرّ، ولا بنهاية سعيدة تعود فيها البشريّة إلى أمجادها، بل تنذر بوجوب استنفار القوى للحؤول دون تجدّد الكوارث، والبحث عن حلول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بحيث إنّ الخيال يجب أن يتوجّه إلى البناء لا إلى التدمير». (الاتحاد ـ عمّان)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©