الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تنافسية

13 سبتمبر 2014 00:04
كل عام والجميع بخير. والعام الدراسي بخير حتى لو كان قد بدأ قبل موعده بقليل، أي قبل أن تفتح مدارس وزارة التربية أبوابها عمليا. فعمليا رفع شعار العودة إلى المدارس وفتحت جيوب ومحافظ أولياء الأمور بعد شهر رمضان مباشرة. الشنط والأحذية والزي المدرسي «ذو الأسعار الرمزية» وملابس الرياضة وكل شيء مميز و«غالي». أما الآن ونحن في شهر سبتمبر فقد بدأت الدراسة وبدأت مرحلة القرطاسية، وبعدها التلقين والحفظ وانتعاش سوق البحوث الجاهزة التي تبيعها المكتبات التجارية. ووسط دوامة العودة إلى المدارس بدأنا نلاحظ شيئاً كالشعور بأن هذا الشعار هو أهم شيء في العملية التربوية التعليمية. ومن يقنعنا بعد كل هذا بأن فتح المدارس لأبوابها لايعني اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب! لا شيء يخفف من وطأة الشعور بالاكتئاب لدى أولياء الأمور الذين لايجدون موطئ قدم في الجمعيات والمكتبات التي استيقظ أصحابها على وقع شعار العودة إلى المدارس بعد فترة سبات وكساد «ثلاثة أشهر». وعلى مسافة قصيرة من أذنك تدور حوارات خفيفة بينهم. يهمس أحدهم: يبدو أن فهمنا للمدارس لم يعد بذلك الوضوح الذي كانت عليه في الستينيات أو حتى السبعينيات عندما كنا ندرس في مدارس تقليدية تقريبا، لكن كانت العودة للمدارس «غير»، كانت تعني حياة مدرسية. و.. أين جمعية حماية المستهلك لتحمينا؟ وبالنسبة لك تبدو المسألة لاحياة مع العودة إلى المدارس. أو مع ما يفهمه الناس اجتماعيا «هدر» يوزع على امتداد السنة الدراسية رافعا شعاره ثلاث مرات، عفوا ثلاثة فصول. فالحقيقة أن الناس يتمنون أن تفتح المدارس لكي تترتب حياة أولادهم وتعود إلى وضعها الطبيعي على الأقل. لكن أن يعود أولادك من المدرسة بطلبات مادية يومية، فهذا يحتاج إلى إعادة ثقة بين البيت والمدرسة. الواقع أننا نتمنى لو تصلنا هذه الفكرة متى تصبح لدينا مدارس الهدف منها حمايتنا من الأزمات والتحديات التي يواجهها الناس في حياتهم. إن عنصرا من عناصر العملية التربوية اليوم هو نشر الوعي بمفهوم العودة إلى المدرسة. هذه العودة صناعة حياة. حزمة متكاملة لحل مشكلات المجتمع، وتعزيز مفهوم التنمية والانتماء بدلا من التذمر والشعور بأن العودة إلى المدارس تعني أزمة مالية لايمكن السيطرة عليها. والتوعية لاتكون إلا من خلال المؤسسة التربوية التعليمية نفسها. لماذا لاتكون لدينا صناعة وطنية لمتطلبات العودة إلى المدارس ومثلما حدث مع المقاصف المدرسية يكون الوضع بالنسبة لهذه المتطلبات «ولايهمنا من يرفع شعار الغالي والمميز من الناس». تعليمنا بحاجة إلى الارتقاء بعقلية الإنسان. وهو بحاجة إلى أن يخرج من مستواه الحالي إلى الترويج لنفسه من خلال برامج متجددة تحت شعار العودة للمدارس تبعث الشعور بالحياة. إلى الوصول لمستوى التنافسية بينه وبين أرقى الأنظمة التربوية العالمية. هو بحاجة إلى أن يطور نفسه كأداة من أدوات التنمية. أن يضع يده في يد المؤسسات الاقتصادية الثقافية والاجتماعية الأخرى في المجتمع. هذه مؤسسات قادرة على أن تتحمل معه مسؤولية تعزيز مفهوم العودة إلى المدارس. نحن في زمن التنافسية حتى في التربية والتعليم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©