الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قبائل يمنية تطلق النفير العام لقتال «الحوثيين»

قبائل يمنية تطلق النفير العام لقتال «الحوثيين»
13 سبتمبر 2014 00:05
أعلنت قبائل يمنية، مشهورة برباطة جأش مقاتليها، النفير العام لقتال المتمردين الحوثيين الذين يحاولون توسيع نفوذهم بمحافظتي مأرب والجوف شمال شرق البلاد. وتواصلت أمس الجمعة المعارك العنيفة بين المتمردين الحوثيين، من جهة، والقبائل المحلية المسنودة بوحدات من الجيش والطيران الحربي، من جهة ثانية، في بلدتي «الغيل» و«مجزر» المتجاورتين والتابعتين لمحافظتي الجوف ومأرب. وقال مصدر أمني في محافظة الجوف لـ (الاتحاد): «تدور معارك طاحنة في الغيل. هناك الكثير من القتلى والجرحى»، دون أن يذكر إحصاء محدد لأعداد الضحايا. وقُتل عشرات المسلحين من الجانبين منذ اندلاع المواجهات مطلع يوليو في منطقة حدودية بين محافظتي مأرب والجوف، حيث توجد في الأولى حقول رئيسية لإنتاج النفط الخام بينما تشير دراسات اقتصادية إلى مخزون نفطي هائل في الثانية. وشن الطيران الحربي اليمني أمس لليوم السادس على التوالي، غارات على مناطق عدة في الجوف يعتقد بأنها تأوي مقاتلين من جماعة الحوثيين المتمردة في محافظة صعدة الشمالية الحدودية منذ عام 2004. وأبلغت مصادر قبلية في الجوف (الاتحاد)، بأن غارة جوية أصابت عن طريق الخطأ موقعا للقبائل المحلية، ما أدى إلى مقتل أربعة مسلحين وجرح آخرين. في هذه الأثناء أعلنت قبائل محافظتي مأرب والجوف النفير العام لقتال الحوثيين الذين وسعوا نفوذهم الجغرافي الشمال خلال الشهور الماضية، ليصل إلى مشارف العاصمة صنعاء مستغلين الاضطرابات المستمرة في البلاد منذ تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح مطلع 2012. وقال أحد وجهاء قبائل مأرب لـ(الاتحاد): «توحدت جميع القبائل في مأرب والجوف تحت راية واحدة من أجل طرد الحوثيين وحماية إقليم سبأ» الذي يضمن هاتين المحافظتين إضافة إلى محافظة البيضاء (وسط). وأفضت مفاوضات الحوار اليمني العام الماضي إلى اتفاق لإعلان اليمن دولة اتحادية من ستة أقاليم إلا أن جماعة الحوثيين، التي شاركت في الحوار، عارضت الخارطة الفيدرالية الجديدة، لعدم حصولها على منفذ على البحر الأحمر ومناطق واسعة في محافظة الجوف. وأكد الوجيه القبلي طالبا عدم ذكر اسمه: «وصل خلال اليوميين الماضيين إلى مناطق القتال في مجزر أكثر من 600 مقاتل من قبائل مراد على متن 80 مركبة»، مؤكدا أن انضمام قبائل «مراد» المشهورة في مأرب إلى الصراع الدائر مع الحوثيين «سيغير المعادلة على الأرض». كما أشار أيضا إلى انضمام عشرات المقاتلين من قبيلة «جهم» في مأرب لمساندة القبائل المحلية في «مجزر»، لافتا إلا أن قبيلتي «الأشراف» و«عبيدة» أعلنتا أيضا معاهدة «للدفاع عن إقليم سبأ». وقال الوجيه القبلي: «الحسنة الوحيدة للحوثيين هي أنهم وحدوا قبائل مأرب والجوف على الرغم من وجود ثارات بينهما بعضها منذ عقود». ورداً على سؤال حول أعداد القتلى في صفوف الطرفين بسبب المعارك، أشار الوجيه القبلي إلى مقتل «العشرات» من الحوثيين خلال الأيام الماضية بينما تحدث عن سقوط عدد قليل من رجال القبائل المحلية. وتسببت المعارك الدائرة في «مفرق الجوف»، وهو طريق استراتيجي يربط محافظتي الجوف ومأرب بالعاصمة صنعاء، في انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة وأغلب مدن البلاد أمس إثر تعرض خطوط نقل الطاقة هناك لقذائف هاون، ما أدى إلى خروج المحطة الرئيسية لتوليد الكهرباء في مأرب عن الخدمة، بحسب بيان رسمي أصدرته وزارة الكهرباء والطاقة صباح الجمعة. ويسود التوتر والقلق العاصمة صنعاء مع تعثر مفاوضات الرئاسة اليمنية والحوثيين في التوصل إلى اتفاق نهائي ينهي الأزمة المتفاقمة منذ أسابيع على خلفية تنظيم الجماعة المذهبية تظاهرات شعبية مناهضة للحكومة ولقرار زيادة أسعار المشتقات النفطية. وقال عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، علي البخيتي، لـ(الاتحاد): «المفاوضات لا تزال مستمرة حتى اللحظة (مساء الجمعة) ولا صحة للأنباء التي تحدثت عن إبرام اتفاق»، مؤكدا أن الجماعة مستمرة أيضا في التصعيد «والبقاء في المخيمات والاعتصامات حتى تتحقق كافة المطالب». ويطالب الحوثيون بإقالة الحكومة الحالية وإلغاء الزيادة السعرية على أسعار الوقود وإدخال تعديلات على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي اختتم فعالياته أواخر يناير. وأضاف البخيتي أن السلطات «تبدي ممانعة» إزاء مطالب الجماعة بتجفيف منابع الفساد في الدولة. وقال مصدر دبلوماسي في صنعاء لـ (رويترز) إن الجانبين بعيدان عن التوصل الى اتفاق، وأضاف: «لم يوقع شيء حتى الان ولم يتم الاتفاق على شيء. توجد أفكار يتم تداولها. ولأسباب سياسية يحاول كل جانب ان يقول إن المفاوضات مستمرة. إنها وسيلة لتهدئة الأعصاب». ويخشى كثيرون من انزلاق اليمن نحو العنف مع انهيار المفاوضات بين الحكومة والمسلحين الحوثيين الذين ينتشرون بالآلاف في محيط العاصمة صنعاء منذ 18 أغسطس الماضي. وطالب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، الخميس، اليمنيين بـ»بذل جهود جدية وذات مصداقية لتسوية خلافاتهم والتوصل إلى حل يخدم المصلحة العليا للبلاد». وقال في أول تصريح له بعيد وصوله إلى العاصمة صنعاء الخميس، إن اليمن «يقف عن منعطف خطير»، مبدياً أسفه الشديد لوقوع خسائر في الأرواح خلال أحداث الأيام الماضية. وأشار إلى دعوة مجلس الأمن الدولي في بيان صدر أواخر الشهر الماضي جميع الأطراف في اليمن بحل خلافاتهم عبر الحوار والمشاورات، والامتناع عن الاستفزازات، ورفضه أي أعمال عنف لتحقيق أهداف سياسية. وتظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين أمس الجمعة في العاصمة صنعاء ومدن رئيسية أخرى، فيما سمي بـ»جمعة الاصطفاف من أجل السلام». ورفع المتظاهرون، وغالبيتهم من مؤيدي الرئيس عبدربه منصور هادي وحزب الإصلاح الإسلامي السني الشريك في الائتلاف الحاكم، أعلاما وطنية ورددوا هتافات منددة بالصراعات المسلحة. ودعا خطيب صلاة الجمعة في شارع الستين حيث منزل الرئيس هادي إلى الاصطفاف الوطني للدفاع عن النظام الجمهوري والوحدة الوطني، مؤكدا أن اليمن أكبر بكثير من اختزاله في حزب سياسي أو جماعة دينية. بالمقابل، احتشد عشرات الآف من أنصار جماعة الحوثيين في شارع المطار شمال العاصمة صنعاء حيث شيعوا جثامين سبعة من قتلاهم سقطوا الأسبوع الماضي بصدامات مع رجال الأمن والجيش بالقرب من وزارة الداخلية ومبنى الحكومة. وأكد المتظاهرون أن دماء القتلى «لن تذهب هدرا»، متوعدين بتصعيد احتجاجاتهم حتى إسقاط الحكومة وإلغاء قرار زيادة أسعار الوقود الذي دخل حيز التنفيذ أواخر يوليو. كما حذروا السلطات من التمادي في قمع تظاهراتهم «السلمية»، مؤكدين حقهم في الدفاع عن أنفسهم حال تعرضوا لاعتداءات من قبل قوات الأمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©