الخرطوم - أيمن جمعة:
بمشاركة اماراتية كبيرة انطلقت أمس فعاليات ملتقى الخرطوم الاقتصادي ''آفاق للاعمال وفرص للاستثمار'' تحت شعار ''نحو شراكة اقتصادية استراتيجية'' وذلك بمشاركة نحو 1500 من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية وكبار المستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي·
وأكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورؤساء الوفود المشاركة في كلمات الافتتاح ان الفرصة مهيأة جدا لاقامة تكامل اقتصادي متعدد الاوجه بين ثروات السودان الطبيعية وبين الفوائض النقدية والخبرات التي تنعم بها دول مجلس التعاون الخليجي·
وأضاف البشير أن السودان ينعم باستقرار سياسي ونمو اقتصادي رغم العقوبات والقرارات التي تحاك ضده، وقال إن البلاد تتمتع بموارد اقتصادية هائلة ولا تحتاج إلى اثبات جدوى الاستثمار فيها، وأكد البشير في ختام كلمته التزام حكومته بانفاذ كافة التوصيات والقرارات التي يخرج بها الملتقى من خلال توصياته وقراراته·
وفي كلمته أشاد معالي محمد خلفان بن خرباش وزير الدولة لشؤون المالية والصناعة بالسياسات الحكيمة التي شرعت الحكومة السودانية في تنفيذها لمعالجة العجز وخفض التضخم واستقرار سعر الصرف وهو ما يشجع المستثمرين على التدفق على السودان الذي وصفه بانه أصبح ''منطقة جاذبة للاستثمارات العربية والاجنبية لما يتمتع به من موارد اقتصادية''·
ودعا خرباش الحكومات العربية الى تشجيع القطاع الخاص للدخول في مجالات الاستثمار المختلفة بالسودان· وأوضح خرباش أن الاستثمارات الاماراتية بدأت تتدفق بقوة على السودان منذ أبريل 2002 وانه منذ ذلك الحين نمت الاستثمارات في مختلف القطاعات بعدما لمس المستثمرون الاماراتيون ما حدث من تطور على الهياكل الاقتصادية والتطور القانوني بالسودان وما يوفره من فرص استثمار كبيرة· وأشار خرباش الى ان الاستثمارات الاماراتية هي الاكبر حجما بين كل دول الخليج في السودان، وقال ان السودان سيحصل على المزيد من الاستثمارات مستقبلا لكنه أكد ان الخرطوم مطالبة بمزيد من الخطوات لاصلاح الهياكل الادارية والاستثمارية·
وقال وزير الاستثمار السوداني مالك عقار في تصريحات لـ''الاتحاد'' ان الجلسات التحضيرية للمؤتمر تدفع للتفاؤل بان يحصل السودان خلال الفترة القليلة المقبلة على ما يتراوح بين ثلاثة وأربعة مليارات دولار من الاستثمارات العربية·
قال مالك عقار وزير الاستثمار إن أجواء السلام أضافت على الاستثمار بعداً خالصاً في الداخل والخارج· واستعرض المجالات التي يمكن أن يستفيد منها المستثمرون ورجال الأعمال، مشيراً إلى ما تتمتع به البلاد من ثروات سمكية وحيوانية واراض شاسعة وخصبة للزراعة· وقال إن السودان يتمتع بموارد بشرية مؤهلة تساعد على نجاح الاستثمار بالبلاد، وقال إننا نرغب أن يطرح هذا الملتقى ثماره قريباً ونتطلع الى أن تقوم الشركات وأصحاب العمل بأدوارهم كاملة للاستفادة من التوصيات التي يخرج بها ملتقى الخرطوم في خاتمة أعماله·
وأضاف وزير الاستثمار السوداني مالك عقار، أن الاقتصاد السوداني شهد عدة تطورات سريعة خلال السنوات الخمس الماضية شملت مختلف جوانب الاقتصاد خاصة مع نمو انتاج النفط وبدء تدفق الاستثمارات الاجنبية وهو ما أحدث شبه ثورة اقتصادية شاملة متسارعة الخطى· وأضاف ''المنطقة العربية مؤهلة للافادة والاستفادة من هذه الطفرة فالدول العربية ليست لديها أزمة سيولة ولا نقص في التمويل ولا في المؤسسات المالية لكن المشكلة الرئيسية هي ان الدول المؤهلة للاستفادة من هذه الظروف لا يوجد لديها مناخ للاستثمار اي لا توجد انظمة قانونية مستقرة اضافة الى الفساد وهذا هو المستنقع الذي حاول السودان الخروج منه بوضع قاعدة قانونية لحماية الاستثمارات والمستثمرين وتهيئة المناخ الامني المستقر رغم ما تحاول بعض ابواق الاعلام الغربي ترويجه والدليل على ذلك ان السودان اصبح ثالث دولة عربية جاذبة للاستثمارات''·
وقال وزير الاستثمار السوداني عقار ان الطفرة الاقتصادية التي يشهدها السودان حاليا تجسدت في تراجع التضخم الى 7,5% في 2005 ثم الى 5,2% خلال الفترة السابقة من العام الحالي، كما تم تحرير سعر الصرف وارتفع سعر الدينار بنسبة 7% هذا العام· ومضى يقول ''قانون الاستثمار يعطي للمستثمر الاجنبي حرية تامة فيما يستثمر وكيف يستثمر''·
وقال عبد اللطيف يوسف الحمد رئيس مجلس الادارة والمدير العام للصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي ان الاجواء العامة للمؤتمر تشجع على القول بان هناك دفعة قوية في اتجاه التكامل الاقتصادي بين ثروات السودان الطبيعية وبين أموال وخبرات باقي الدول العربية وخاصة الخليجية· وأضاف أن السودان قطع شوطا كبيرا في مجال استقطاب الاستثمارات الخارجية وتشجيع القطاع الخاص المحلي والعربي خاصة الخليجي للمشاركة في مشاريع تنموية، مشيرا إلى أن هناك استثمارات عربية عريقة في السودان منها الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي التي يتمثل نشاطها في الإنتاج الزراعي والحيواني وتشترك في رساميلها 19 دولة عربية· ووصف عبداللطيف السودان بانه احدى الدعامات والقطاعات الهامة بالنسبة للاقتصاد العربي وخصوصا في قطاع الزراعة ان مثل هذه الملتقيات التي تسعى في التعاون العربي تبشر بالخير في ان يكون هناك امل للتقدم والتعاون العربي الكبير ·
وتعهد الزبير أحمد الحسن وزير المالية والاقتصاد الوطني السوداني بان ترعى الدولة الاستثمارات الخارجية بالشكل المناسب وأضاف ''إننا عندما ندعو إخواننا العرب للاستثمار ندعوهم على خلفية أنهم شركاؤنا الأصليون لانهم يتمتعون برصيد من الخبرة والتجربة التي اثبتتها نجاحاتهم ببلدانهم''· وحدد وزير المالية خمسة محاور للاستثمار في السودان تتمثل في الاستثمار في مجال السكر والحبوب والذرة الشامية والطاقة الكهربائية والاستثمار في مجال المصارف والبنوك·
عدد اليوم
