قاد اللاعب أحمد علي منتخبنا الوطني الأولمبي إلى تحقيق فوز صعب على منتخب كوريا الجنوبية في نصف نهائي بطولة الآسياد في جوانزهو، عندما سجل هدف المباراة الوحيد في الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي الثاني، معلنا تأهل "الأبيض الإماراتي" إلى نهائي الآسياد لأول مرة في تاريخه، ودخوله طرفا ثانيا في المنافسة على الميدالية الذهبية، وضمانه للميدالية الفضية على أسوا تقدير. وسيواجه سفير العرب منتخب اليابان في النهائي غداً.
قدم "الأبيض الإماراتي" مباراة تكتيكية منضبطة من الوزن الثقيل على مدار الوقتين الأصلي والإضافي أمام خصم عنيد، وعندما ظن الجميع أن المباراة في طريقها لركلات الجزاء، فاجأ الثلاثي أحمد خليل، وعمر عبدالرحمن الجميع بجملة رائعة من 3 لمسات انتهت في شباك الكوري الجنوبي لتفرح جماهير الإمارات، ويواصل هذا الجيل الرائع من اللاعبين تحقيق الإنجازات غير المسبوقة لكرتنا، وإذا كان أحمد علي هو نجم المباراة الأول لأنه صنع النصر، فإن الحارس على خصيف أيضا كان بطلا بكل معاني الكلمة، لأنه زاد عن مرماه بمنتهى البسالة وأنقذ أكثر من 7 فرص مؤكدة.
شوط سريع
بدأت المباراة سريعة من الطرفين في محاولة لتسجيل هدف مبكر يربك حسابات المنافس، وقبل أن تمر الدقيقة السادسة من المباراة كان عبدالله موسى قد وصلت إليه كرة عرضية خطيرة من الجبهة اليمنى سددها برأسه بجوار القائم الأيسر لكوريا الجنوبية لتضيع فرصة التقدم للأبيض الأولمبي، ويعلن عن الخطورة الأولى. وتبدو تعليمات المدير الفني مهدي علي واضحة للاعبين بالعودة عند الهجوم المعاكس بكثافة عددية، والتقدم السريع للتحول من الدفاع إلى الهجوم في حالة التقدم إلى الأمام.
ويتقدم سعيد الكثيري لمتابعة الكرة الطولية التي أرسلها إليه عبدالله موسى، ولكن الحارس الكوري كان الأقرب لها لينقذ الموقف، لترتد الكرة إلي كوريا ليعكس الظهير الأيسر كرة عرضية خطيرة يتقدم لها بثبات علي خصيف، وينقذها ببراعة في الدقيقة الحادية عشرة، ثم يدخل سعيد الكثيري بقوة مع اللاعب الكوري يون كوم ويكتفي الحكم بتحذيره، وتلعب الكرة فتصل إلى الجناح الأيسر يونج هو الذي يسدد بيسراه قوية فوق عارضة الأبيض الأولمبي.
نشاط كوري
واعتبارا من الدقيقة الخامسة عشرة ينشط الطرفان الكوريان، مع لاعبو الارتكاز والمهاجمين، ليفرضوا سيطرة نسبية على منطقة الوسط، ويهددون المرمى الأبيض، ويكشفون عن رغبتهم الحقيقية في تحقيق الأسبقية، وتصل الكرة إلى شو يونج هون على رأسه وتمر من عبدالله موسى فيسددها خارج المرمى، ثم يسدد بعد ذلك هانج يونج بون فيتصدى لها علي خصيف، ويرد عامر عبدالرحمن بتسديدة قوية من على حدود منطقة الجزاء فتمر بجوار القائم الأيمن لكوريا، وذلك على خلفية هجمة مرتدة سريعة يبدأها عبدالعزيز هيكل من الخلف.
هجمة بيضاء
وبالوصول إلى الدقيقة العشرين من اللقاء، يبدو أن قوة شمشون الكوري تكمن في طرفيه اللذين يعكسان الكرات العرضية الخطيرة داخل منطقة الجزاء. ويسدد محمد جمال كرة أرضية قوية يمسكها الحارس كيم يونج سان، ويشهر الحكم البطاقة الأولي للاعب المنتخب الكوري هان يانج لتعمده الخشونة مع عمر عبدالرحمن، ويلعبها عبدالرحمن داخل منطقة جزاء كوريا، ولكن الدفاع يتصدى لها في الدقيقة الرابعة والعشرين من اللقاء.
وطالب مهدي علي لاعبيه بعدم الاندفاع إلى الأمام والتمسك بالأدوار الدفاعية لمجاراة سرعة المنتخب الكوري واندفاعه من الأطراف والعمق. ويعكس عمر عبدالرحمن كرة عرضية متقنة إلى أحمد علي داخل منطقة الجزاء لتصل إلى أحمد علي الذي يعدل ولكنه قبل التسديد في الشباك يتدخل الدفاع الكوري ويشتت الكرة خارج الملعب، وترتد الكرة لمنتخب كوريا الجنوبية فيقف الدفاع بعد أن ظن أن الكرة تجاوزت خط المرمى، ولكن الحكم لم يحتسبها ويتقدم بها المهاجم الكوري من الجبهة اليمني، ويحاول أن يسجل منها ولكن الدفاع عبدالعزيز هيكل ينقذها، ثم يحصل محمد جمال على بطاقة صفراء للخشونة.
وتشهد الدقيقة 35 أخطر هجمات الكوري الجنوبي، عندما تصل الضربة الحرة المباشرة داخل منطقة الجزاء على رأس بارك شو يونج الغير مراقب والذي يسدد برأسه قوية من بعد 8 ياردات فيمسكها علي خصيف بثبات وينقذ هدف أكيد لتبقى النتيجة بيضاء بين المنتخبين.
خطورة كورية
ويواصل الكوري هجومه وينطلق شو يونج ويمر من 4 لاعبين ويمرر للقادم من الخلف الغير مراقب، والذي سدد بقوة فوق العارضة، لتضيع فرصة أخرى من الكوري الذي ركز هجماته في الدقائق الأخيرة بفضل السرعة، والتمرير الصحيح، وفتح اللعب على الطرفين، والتسديد من كل الزوايا، في الوقت الذي أنقذ فيه حمدان الكمالي كرة عرضية خطيرة، ثم يتصدى لتسديدة من على حدود منطقة الجزاء.
ويحتسب الحكم بنيامين وليامز دقيقتين وقتا بدلا من الضائع، ينشط خلالهما المنتخب الكوري، ولكن المدافع علي العامري يتصدى لكرتين خطيرتين ويشتتهما من داخل منطقة الجزاء، ثم يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول بنتيجة التعادل السلبي بين الطرفين، مع أفضلية نسبية لكوريا الجنوبية في الشق الهجومي، وهو الأمر الذي جعل من علي خصيف حارس الأبيض نجما للشوط الأول نظرا لتصديه لأربع هجمات خطيرة.
الشوط الثاني
ومع بداية الشوط الثاني يواصل الكوري الجنوبي هجومه من الطرفين، والعمق، فيما يغيب الحارس الكوري عن الأنظار، ويتألق حمدان الكمالي، ومحمد فوزي في الزود عن مرمى الأبيض. ويدفع المدرب الإماراتي بأولى أوراقه عندما يعطي شارة الدخول للمهاجم الخطير أحمد خليل بديلا لسعيد الكثيري، في محاولة لتنشيط الهجوم، على أمل إيقاف الهجوم الكوري المكثف.
ويدفع مهدي علي بورقة أخرى هي المهاجم محمد الشحي بدلا من محمد جمال لاعب الارتكاز في مغامرة كبيرة بهدف إنهاء اللقاء قبل اللجوء للوقت الإضافي وركلات الجزاء الترجيحية، ويحصل الأبيض على ضربة حرة مباشرة يتقدم لها الكمالي ويسددها من 35 ياردة قوية فوق العارضة الكورية، وترتد الكرة إلى المنتخب الكوري ليواصل نشاطه، وضغطه على دفاعات الأبيض عن طريق الطرفين، ويرتد معظم لاعبي الوسط لمساندة المدافعين. ويعيد الفريق تنظيم نفسه، دفاعيا وينفرد أحمد علي بكرة خطيرة يكاد يسجل منها، ويسدد ولكنها ترتطم بالمدافعين، وتعود للشحي الذي يسدد هو الآخر في أخطر كرات الشوط الثاني، ولكنها ترتطم مرة أخرى بالمدافعين، وتتحول إلي ركنية، ويواصل الأبيض سيطرته وهجومه، فيحصل على ضربة ركنية أخرى يتقدم لها عمر عبدالرحمن ولكن الدفاع يتصدى لها ويشتتها خارج الملعب، لتستمر خطورة الأبيض في منتصف الشوط الثاني. ويشعر المنتخب الكوري بالخطورة، فيرد بهجمتين خطيرتين يتصدى لهما علي خصيف بمنتهى البراعة ثم يسقط على الأرض لتلقي العلاج، ثم يستأنف اللعب، ويواصل الكوري الجنوبي خطورته، ويحصل على ركنية تصل إلى رأس كيم يونج شو، وهو غير مراقب فيسدد برأسه، ولكن علي خصيف يمسكها بثبات في الدقيقة 75 من اللقاء.
فرصة للأبيض
وتشهد الدقيقة 79 فرصة خطيرة للأبيض عندما تصل الكرة إلى عمر عبدالرحمن على حدود منطقة الجزاء فيعدلها، ويسدد بيسراه بمنتهى القوة، فوق العارضة، ويرد كيم يونج شون بتسديدة قوية أيضا فوق العارضة أيضا، ويحصل الأبيض على ضربة حرة مباشرة في الدقيقة 81 من اللقاء، يلعبها عامر عبدالرحمن في منطقة جزاء الكوري ولكن الدفاع ينقذها، ويتراجع مردود الفريقين البدني نسبيا، وتصبح الهجمات واحدة هنا، وأخرى هناك، وتبقى 5 دقائق فقط على نهاية الوقت الأصلي من الشوط الثاني، وينقذ عبدالعزيز هيكل كرة عرضية محولا إياها إلى ركنية، لم تستغل من الكوري، ونصل إلي الدقيقة 90 من اللقاء وتبقى النتيجة متعادلة حتى ينتهي الوقت الأصلي بالتعادل، ليلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي.
هدف الثواني الأخيرة
يبدأ الشوط الإضافي الأول، ويسدد كيم شون إيل كرة أرضية خطيرة يحولها ببراعة علي خصيف إلى ركنية بأطراف أصابعه، وينفرد شون بمرمي الأبيض ولكنه يمررها بكعبه بدلا من تسديدها في الشباك من داخل خط الستة، وتضيع فرصه مهمة، ويدفع مهدي علي بآخر أوراقه وهو عبدالعزيز صنقور بدلا من عبدالله موسى، ويتألق من جديد علي خصيف ويمسك بالكرة الأرضية الخطيرة من إيل، وتبقى الخطورة كورية ويبقى التألق لعلي خصيف في إنقاذ الانفرادات، ونصل إلى نهاية الشوط الإضافي الأول ويخرج كيم يون بون مصابا لتلقي العلاج، ثم يهدر عمر عبدالرحمن فرصة هدف في الثانية الأخيرة من الوقت الإضافي الأول.
وندخل للشوط الإضافي الثاني ويواصل دفاع الأبيض تألقه في صد هجمات كوريا، وينقذ عبدالعزيز هيكل هدف محقق لكوريا في الدقائق الخمس الأخيرة من الوقت الإضافي الثاني، ويكاد يسجل أحمد خليل مستغلا خطأ الحارس ولكن الحارس ينقذ الموقف بصعوبة، ويسجل منتخب كوريا هدفا ملغىً بداعي التسلل، ويحصل عمر عبدالرحمن على بطاقة صفراء، ويدفع مدرب كوريا بالحارس البديل بدلا من الأساسي في الوقت بدلا من الضائع، مع اعتقاده دخول المباراة إلى ركلات الترجيح، ويسجل أحمـد علي أغـلى أهـداف الإمــارات في الثــواني الأخيــرة من الوقـت الإضـافي الثــاني من جملة رائعة بدأت من عند أحمد خليل، ومنه إلى عمر عبدالرحمن، الذي يعدل لأحمد علي داخل منطقـة الجزاء فيعدل ويسدد في الشباك، ويطلق الحكم صافرة النهاية مباشرة ليتأهل الأبيض إلي نهائي الآسياد.
هزاع بن زايد يهنئ المنتخب
أبوظبي (الاتحاد) - هنأ سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الرئيس الفخري لاتحاد كرة القدم المنتخب الأولمبي الجهاز الفني واللاعبين والإداريين واتحاد الكرة وشعب الإمارات بإنجاز الفريق في الصين في مكالمة هاتفية أجراها سموه مع محمد خلفان الرميثي المتواجد حاليا في عدن مع المنتخب الوطني في خليجي 20. وطلب سموه من الرميثي نقل تهنئته وتقديره إلى كل اللاعبين والجهاز الفني في جوانزهو بالصين، وأكد سموه أن ثقته بلا حدود فيهم لاستكمال الإنجاز بالحصول على الذهبية.
عدد اليوم
