أحمد بالحصا: العمل الثقافي في آخر اهتمامات رجال الأعمال

ضمن لقاء الاثنين الأسبوعي الذي تقيمه ندوة الثقافة والعلوم في دبي، استضافت الندوة في مقرها مساء أمس الأول الدكتور أحمد سيف بالحصا رئيس جمعية المقاولين، ورئيس مجموعة بالحصا، فألقى محاضرة بعنوان «القطاع الخاص والحركة الثقافية في الإمارات»، قدمه فيها بلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وحضرها عدد من الكتاب والمعنيين. بالحصا استهل محاضرته بالحديث عن ضرورة دعم الثقافة والمؤسسات الثقافية، ثم عرض لطبيعة العلاقة بين الثقافة ورأس المال، ولمفهوم الدعم وأشكاله، فتناول الزكاة والصدقات والمساعدات بوصفها أشكالا لدعم المحتاجين، وتطرق إلى شكل من أشكال الدعم الذي يقدمه الأثرياء إلى الثقافة بهدف الدعاية والإعلان، وأشار إلى شكل آخر من رعاية الأنشطة الثقافية يتمثل في تقديم الرعاية تقرباً من المسؤولين، ما أشكالا من الدعم ليست طوعية أو حباً للخير بل سعياً لأهداف محددة، فالدعم يرتبط دائما بمصالح الداعم وما سيعود به عليه. وقال بالحصا إن العمل الثقافي هو في آخر اهتمامات رجال الأعمال، وقال إن أسباب ذلك تعود إلى طبيعة العلاقة بين الطرفين، وحمل المسؤولية للمثقفين والمؤسسات الثقافية في القطيعة القائمة بين الفريقين، مؤكداً على ضرورة اتصال المؤسسات برجال المال والأعمال إذا كانت تريد أي شكل من أشكال التعاون، ودعا مؤسسات الثقافة إلى إقامة العلاقة مع جمعيات النفع العام، ومنها جمعية المقاولين، وتوطيد هذه العلاقة وتعزيزها بإقامة الأنشطة الثقافية والاجتماعية المشتركة التي تسهم في خلق التوازن في المجتمع. ووصف بالحصا الواقع الثقافي القائم بأنه يتراجع عما كان عليه في السبعينات، وأعاد ذلك إلى تراجع دعم الدولة لمؤسساتها الثقافية، وغياب فاعلية مؤسسات المجتمع المدني القادرة على تفعيل العمل الثقافي، داعياً إلى إعطاء هذه المؤسسات دوراً في اتخاذ القرارات الحيوية في المجتمع. واقترح بالحصا إيجاد بديل لدعم الدولة هو فرض نسبة معينة على كل معاملة تجرى في الدوائر الحكومية، رافضاً زيادة الضرائب باسم دعم الثقافة. قبل نهاية الأمسية خاض عدد من الحضور نقاشاً مع المحاضر، فتناول عبد الغفار حسين مدى مساهمة القطاع الخاص في دعم الثقافة، مشيراً إلى أن الحركة الثقافية اليوم أنشط مما كانت عليه قبل سنوات. وأكد إبراهيم بوملحة على ضرورة الحضور والتفاعل بين الجسم الثقافي والقطاع الخاص. وبدوره أكد عبد الخالق عبد الله على تراجع الدعم الحكومي. وأخيراً أشار إلى أن في إمكان المؤسسات الثقافية منح العضوية الفخرية لرجال الأعمال لجذبهم وتشجيعهم على الحضور والتفاعل، فرد عليه بلال البدور ممازحاً إن غالبية الأعضاء «الأصلاء» والفاعلين في هذه المؤسسات لا يحضرون أنشطتها واجتماعاتها إلا نادراً.