الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاقتصاد الأوروبي يتجاوز التباطؤ الأميركي

الاقتصاد الأوروبي يتجاوز التباطؤ الأميركي
8 نوفمبر 2006 22:42
إعداد - محمد عبدالرحيم: ظل هانز بيتر كيتل المدير التنفيذي لشركة ''هوشتيف'' الاكبر من نوعها في مجال البناء والتشييد في المانيا يواجه بعض المشاكل التي يمكن ان تثير الحسد في اوساط منافسيه، ولكنها في نفس الوقت تساعد في تفسير ذلك القدر من التفاؤل الذي تشعر به شركة اوروبية في مواجهة حدوث تباطؤ اقتصادي غير متوقع في الداخل، وعلى الرغم من ان الاعمال التجارية لشركة هوشتيف في المانيا قد تشهد نوعا من التباطؤ في العام المقبل، الا ان الشركة الاسترالية التابعة لها - والتي تمكنت من خلالها تقديم خدماتها في السوق الآسيوية المزدهرة - استمرت في اداء اعمالها بنجاح وهي لا تعاني فقط الا من النقص في كوادر مهندسي البناء بشكل يجعل الصورة الاجمالية لاتزال واعدة ومشرقة· وكشفت صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' مؤخرا عن ان الاقتصاد الاميركي شهد نموا بخطوة لا تزيد على 1,6 في المائة في الربع الثالث من العام في ابطأ نمو له في فترة تزيد على ثلاث سنوات، ولكن وفي داخل غرف مجالس ادارات الشركات الاوروبية فإن التباطؤ في الولايات المتحدة الاميركية - التي لاتزال تعتبر السوق الاكبر للصادرات الاوروبية - لم يعد يثير المخاوف، إذ ان اعواما من الاصلاحات واعادة الهيكلة تركت هذه الشركات في حال افضل بكثير لتفادي الآثار الناتجة عما كان عليه الحال قبل خمسة اعوام من الآن عندما وقع الاقتصاد الاوروبي لآخر مرة في ورطة خطيرة، بل ان التنفيذيين الاوروبيين اخذوا يتجهون بانظارهم اكبر نحو البؤر التجارية الناشطة في اوروبا وبخاصة في الدول الشيوعية السابقة وفي الشرق الاوسط بالاضافة الى الاستمرار في بيع سلعهم وبضائعهم في الاسواق الآسيوية وفي الدول المصدرة للنفط التي باتت تستمتع بتخمة من الاموال النقدية، وكما يقول جوليان والدرون كبير المفتشين الماليين في تومسون شركة التكنولوجيا والاعلام الفرنسية: ''اذا كنت تعتمد فقط على الولايات المتحدة فإنك بلاشك سوف تجد نفسك في وضع غير مريح اذ ان هنالك العديد من الفرص المتاحة في مناطق اخرى من العالم· ومن جانبهم ايضا فقد اصبح المستهلكين الاوروبيين يقومون بدورهم في اذكاء حركة النمو بعد الانخفاض الهامشي في معدلات البطالة المرتفعة في جميع الانحاء الاوروبية ما شجع الكثيرون على ان الاوقات الزاهية ربما اصبحت في طريقها للعودة مجددا، حيث يقول هانز ويرنرسين رئيس معهد ايفو للمعلومات في ميونيخ: ''لم تعد تساورنا المخاوف بشأن الاقتصاد في هذه المرحلة حيث اصبحنا نشهد استمرار النمو وبشكل لا يوحي بحدوث تغير في هذا الاتجاه''· وبالاضافة الى التباطؤ الاميركي فهنالك حادثة اخرى يمكن ان تلقي بتأثيراتها السالبة على هذا المسار والمتمثلة في الزيارة التي اعلنت عنها المانيا في الأول من يناير الماضي على قيمة ضريبة القيمة المضافة، وهي الدولة الاكبر اقتصادا في القارة الاوروبية، وهذان العاملان دعا صندوق النقد الدولي إلى التحذير من ان النمو الاوروبي سوف يشهد تباطؤاً بحوالي 2 في المائة في عام 2007 من مستوى معدل بمقدار 2,4 في المائة كان قد تم التنبؤ به لهذا العام، على ان جهود البنك المركزي الاوروبي الساعية لكبح التضخم عبر المزيد من الزيادات في اسعار الفائدة ربما تشجع جموع المستهلكين والاعمال التجارية على خفض الانفاق، اما اسعار النفط على الرغم من انخفاضها من مستوياتها العالية بحوالي 78 دولارا للبرميل في موسم الصيف الا انها لاتزال مرشحة للارتفاع مجددا في الفترة القليلة القادمة، الا انه وعلى الرغم من كل ذلك فقد استمر التنفيذيون يشيرون الى ان الانتعاش الذي ترسخ في هذا العام ليس من شأنه ان يشهد نوعا من التراجع الكبير في العام المقبل وبالدرجة التي اعرب بها بعض الاقتصاديين عن مخاوفهم في السابق· فالعديد من الشركات الاوروبية درجت على ان تنأى بأنفسها من الاعتماد بكثافة على الاقتصاد الاميركي - وبخاصة بعد انفجار فقاعة التكنولوجيا قبل ستة اعوام من الآن - من اجل تحصين نفسها ضد صدمات محتملة اذا ما بدأ السوق الاميركي يشهد تباطؤاً متسارع الوتيرة، وأحدى المناطق التي بدأوا يتحولون اليها عوضا عن ذلك اوروبا الوسطى، حيث يشير دينيس جريوت نائب الرئيس في شركة ''فري سكيل'' لمنطقة اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا، الى ان النمو المتسارع في مناطق مثل بولندا والمجر بدأ يشكل بريقا جاذبا بالنسبة الى اوروبا الغربية بأكملها ومضى يقول: ''ان تزامن النمو المعتدل في اوروبا مع ذلك النمو السريع في الاقتصاديات الناشئة جعل من المنطقة بأكملها مكانا جاذبا للاستثمارات وبشكل ادى الى استمرار النمو''، وذكر والدرون في شركة تومسون من جانبه بأن الطلب المرتفع على خدمات الاتصالات الهاتفية المتقدمة التي توفر الدخول الى الانترنت والتلفزة والخدمة الهاتفية في حزمة واحدة جعلت دفاتر الطلبيات مملوءة بالكامل، حيث يشير مارك سومر الذي يرأس ادارة الطلبيات البريدية في ''كارستادت كويلي'' احد اكبر شركات البيع بالتجزئة في المانيا الى ان الشركة تشهد تدفقا مستمرا في طلبات الشراء الخاصة بالاثاث والاواني المنزلية من زبائن يحاولون مقابلة الطلب المفاجئ، وفي اماكن اخرى في الاثني عشر دولة في منطقة اليورو فإن التراجع البطيء في البطالة من مستوى 8,6 في المائة في نهاية اغسطس 2005 الى معدل 8 في المائة حاليا بدا يزود المستهلكين بالمزيد من الثقة في امكانية الحصول على الوظائف ويحفزهم اكثر على الانفاق·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©