السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الهاشمي: العراق لا يزال بحاجة إلى دعم دولي

الهاشمي: العراق لا يزال بحاجة إلى دعم دولي
1 مارس 2009 01:10
رحب العراقيون أمس بالتزام واشنطن سحب قواتها وفقا للخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك اوباما، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته استمرار الحاجة إلى دعم المجتمع الدولي ،خصوصا الأميركي الذي يتحمل عبئا كبيرا في هذا المجال· في حين أثارت خطة أوباما جدلا كبيرا وسط مخاوف من حدوث فراغ في السلطة وانهيار الأمن الهش· ورحب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بـ''التزام الإدارة الأميركية بسحب قطاعاتها، مشدداً على ان ''حاجة العراق الى المجتمع الدولي ستبقى قائمة لبعض الوقت من أجل بناء دولة المؤسسات والقانون، وعلى الولايات المتحدة يقع عبء كبير في هذا المجال''· وأفاد مكتبه بأنه تلقى اتصالا من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي أكدت ان ''سحب القوات يأتي طبيعيا في ظل التحسن الأمني ورغبة الادارة في التحول من الجهد العسكري الى الجهد المدني والإنساني في إعادة إعمار العراق''· بدوره قال المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء الركن محمد العسكري إن قرار الانسحاب ''لم يكن مفاجئا فالقوات العراقية قادرة على التعامل مع الملف الأمني، في حال الانسحاب وفق ما أعلنه الرئيس أوباما''· وأكد أن ''هذا الانسحاب سيتعزز مع دعم المؤسسة العسكرية بالتسليح والتدريب وتأمين المعدات والأسلحة المتطورة للجيش العراقي مما سيمكنه من تأديته للمهام الموكلة اليه''· من جهتها أعربت صحيفة ''الدستور'' المستقلة عن الأمل بأن لا تكون ''إجراءات تسريع انسحاب القوات الاميركية ضمن معطيات التسويق السياسي التي تعتمدها إدارة أوباما ليكون الأمن العراقي ضحية إبدال الصورة السيئة لوجه السياسة الاميركية إبان فترة الرئيس جورج بوش''· وأوضحت أن ''الانسحاب المبكر الذي نتمناه يجب ألا يكون من دون الحسابات الدقيقة للوضع العراقي الذي تأسس على مبادئ تقسيم السلطة وتوزيع المهام بحسب الانتماءات''· وعبرت عن قلقها ''لان اخلاء الساحة العراقية من بعض مقومات استقرارها بشكل سريع ومباغت لا سيما على صعيد الدعم اللوجستي سيشهد بالتأكيد محاولات محمومة لبعض الجهات ذات الاطماع لاحتلال ساحات الفراغ واملاء الشواغر بأي طريقة''· وفي السياق اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس أمس الأول ان أوباما عندما حدد موعد الانتهاء من سحب القسم الاكبر من القوات الأميركية من العراق خلال 19 شهرا، إنما أخذ بتوصية البنتاجون بدلا من مهلة الـ16 شهرا التي كان وعد بها خلال حملته الانتخابية· وقال في مؤتمر صحفي عقده عبر شبكة فيديو مغلقة ''أنا أؤيد الخيار الذي اختاره الرئيس''· وتابع ''حقيقة انها النتيجة التي كنا نرغب فيها أنا ورئيس أركان الجيوش الأميركية مايكل مولن''· وتابع جيتس ان خيار الانسحاب خلال 19 شهرا ''يوفر العدد الأقصى من القوات الموجودة الى الجنرال أوديرنو خلال هذه المرحلة الحساسة''· وقال أيضا إن سحب القوات المقاتلة بحلول مايو 2010 ''كان سيطرح مشاكل كبيرة على المستويين الأمني واللوجستي''، مضيفا ''لهذه الأسباب اعتبرت هذه الأشهر الثلاثة مهمة''· وأثارت خطة أوباما بالانسحاب من العراق جدلا مؤلما تمحور حول فكرة جدوى هذه الحرب وهل كانت تستحق خوضها، بعد مقتل الآلاف من الأميركيين والعراقين· وحذر الجنرال راي اوديرنو قائد القوات الأميركية بالعراق والجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة الأميركية المركزية التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، من أن العراق ما زال هشا وأن من الممكن خسارة المكاسب الأمنية التي تحققت على مدار العام المنصرم اذا انسحبت القوات الأميركية بسرعة شديدة، وصرح مسؤول بأنهما يفضلان مهلة مدتها 23 شهرا· وذكر المراقبون أن الخطة قد تتجنب إغراق العراق في حالة من الفوضى مجددا، لكن واشنطن ستحتاج الى استخدام دبلوماسيتها الماهرة لإخماد صراع جديد بين الجماعات العراقية المتنافسة· وتركز الجدل حول عدد القوات التي ستبقى في العراق فقد أعلن أوباما أنها ستكون بين 35 و50 ألف جندي أميركي· ورأى باحثون أن أهم التداعيات المحتملة لانسحاب أسرع للقوات الأميركية يتمثل في فراغ السلطة الذي يمكن أن ينعش الصراعات الطائفية والعرقية· ويخشى محللون أن تحاول كل من القوات العراقية وقوات البشمركة ملء فراغ السلطة في أماكن مثل كركوك الغنية بالنفط، والنتيجة قد تكون دامية· كما أن هناك علامة استفهام كبيرة حول ما إذا كان في مقدور قوات الأمن العراقية استئصال ما تبقى من جيوب للهجمات المسلحة، إضافة لقضية الأقليات· وينظر أيضا إلى جاهزية القوات العراقية التي يبلغ قوامها 600 ألف، فهي لا تزال تفتقر إلى ما يسميه القادة العسكريون الأميركيون ''القدرات القتالية المساعدة''·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©