الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة بطريقة «برايل» لتوعية المكفوفين بأخطار المخدرات

حملة بطريقة «برايل» لتوعية المكفوفين بأخطار المخدرات
25 أغسطس 2013 20:30
تشهد مدن وقرى مصر هذه الأيام حملة للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات موجهة إلى ذوي الإعاقة البصرية تعتمد على طريقة «برايل»، بتوزيع كتب توضح أضرار تلك العادات السيئة لاسيما وأن في مصر وفقا لإحصائيات وزارة الصحة قرابة 900 ألف مواطن يعانون الإعاقة البصرية، وقد عانوا لسنوات من التهميش وقلة الرعاية وعدم توجيه أي حملات توعية إليهم ما أدى إلى سقوط بعضهم في براثن التدخين وتعاطي المخدرات. درهم وقاية حول الحملة، يقول مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان عمرو عثمان أن الصندوق أنشئ عام 1991، ويهدف إلى القضاء على مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات من خلال برامج وآليات تسعى لمحاصرة كل مظاهرها وملاحقة كافة المستجدات التي تطرأ لوقاية المصريين من الوقوع في براثن المخدرات وحمايتهم من الانزلاق فيها، ومد يد العون لمن يقع منهم في الإدمان للعودة به سليما معافى. ويضيف أن نسبة الإدمان في مصر وصلت إلى 7 في المائة من عدد السكان، متخطية بذلك المعدلات العالمية التي تصل إلى 5 في المائة فقط في كل دول العالم، وهناك نحو 13 مليون مدخن في مصر منهم 60 في المائة دون 15 عاما، والدولة تنفق سنويا 545 مليون دولار لعلاج المدخنين، والأسر الفقيرة تنفق أكثر من 15 في المائة من دخلها على التدخين. ويوضح عثمان «ظل ذوو الإعاقة البصرية بعيدين عن اهتمام الدولة بتثقيفهم وتوعيتهم بأخطار التدخين والمخدرات حيث كان الاهتمام ينصب على الأصحاء من خلال الحملات المباشرة في وسائل الإعلام أو الندوات واللقاءات الجماهيرية، ولكن في الفترة الأخيرة تم الانتباه إلى أن ذوي الإعاقة لاسيما البصرية بحاجة إلى توعية لاسيما وأنهم أكثر عرضة للإدمان لأسباب تتعلق بالحالة النفسية». ويضيف «رغم عدم وجود أرقام وإحصاءات دقيقة حول انتشار التدخين والمخدرات بين المعاقين فإن هناك مؤشرات أولية توضح تنامي هذه المشكلة ما استوجب إتاحة البرامج الوقائية والعلاجية المناسبة لهم»، مؤكدا أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان وبالتعاون مع جمعية فجر التنوير كان لهما السبق نحو توجيه أنظار المجتمع بكافة مؤسساته إلى وقاية المعاقين كفئة هامة من فئات المجتمع من أخطار التدخين. أول بروتوكول تم توقيع أول بروتوكول تعاون بين الصندوق وجمعية فجر التنوير مؤخرا، إلى ذلك، يقول عثمان «يتضمن البروتوكول إعادة طبع إصدارات الصندوق التوعوية بطريقة برايل لتوعية ذوي الإعاقة البصرية، مع الاهتمام بتكثيف كافة أشكال التوعية الأخرى من ندوات وورش عمل ولقاءات أسرية، ودمجهم في البرامج والأنشطة التي يتبناها الصندوق بما يسهم في خفض الطلب على المخدرات»، لافتا إلى أن الخط الساخن لعلاج الإدمان في مصر استقبل من أول يناير 2013 الى نهاية أبريل الماضي نحو 8072 مكالمة ما بين مكالمات للمشورة والمتابعة، واستقبال مرضى جدد، وكان 33 في المائة من المدمنين أنفسهم وبقية النسبة من أسرهم، كما تم استقبال 15746 مريض إدمان بالمراكز الطبية الشريكة و67 في المائة منهم في المرحلة العمرية من 20-30 سنة بينما 15 في المائة في المرحلة العمرية من 15-20 سنة وقرابة 97 في المائة من المدمنين هم من فئة الذكور بينما الإناث 3 في المائة فقط». ويوضح أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان يقوم بتنفيذ مجموعة من البرامج التدريبية لتوعية الشباب بقضية المخدرات، والمشكلات الناجمة عنها وتبصير الرأي العام بخطورة الظاهرة التي تدمر مستقبل مصر، مشيرا إلى أن الأسباب المؤدية للإدمان بصفة عامة تتراوح بين الرغبة في التجربة، وحب الاستطلاع، وضعف دور الأسرة، وقلة الوازع الديني. ويؤكد عثمان أن حالة الانفلات الأمني شجعت كبار السن والشباب والأطفال، لاسيما في المناطق العشوائية على الإدمان لسهولة حصولهم على حبوب الهلوسة والترامادول. من جهته، يوضح رئيس جمعية فجر التنوير عمرو حسن سليمان أن البروتوكول الموقع مع الصندوق يتضمن طباعة 1000 كتيب للتوعية والإرشاد وهذه الكتب تطبع للمرة الأولى في مصر. ويضيف «افتتحت جمعية فجر التنوير مركز طباعة «البرايل» في يناير 2009 بعد توفير طابعة خاصة، حيث بدأت الطباعة على نطاق محدود تتمثل في طباعة الكتب التعليمية الخاصة بالمكفوفين وعلى مدار العام توسع النشاط حيث تمت طباعة أكثر من 50 ألف ورقة في المجال التعليمي والثقافي والتوعية». وحول تعاون الجمعية مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، يوضح سليمان أنه يتركز في مجال توعية فاقدي البصر بمخاطر المخدرات ليس الأول فقد سبقه طباعة كتيب عن الأسرة وكيف تحمي أبناءها من المخدرات، وكتيب الشباب وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن المخدرات، مشيرا إلى أن التجربة السابقة لقيت نجاحاً كبيراً وتشجيعاً من أسر المكفوفين ما حدا بالجمعية والصندوق إلى التفكير في خطوة تالية للتواصل مباشرة مع المكفوفين أنفسهم من خلال طباعة كتيبات بطريقة برايل تزيد من وعيهم بتلك الظاهرة الخطيرة. بادرة طيبة من جهتهم، عبر عدد من فاقدي البصر عن سعادتهم بتلك الخطوة التي من شأنها إفساح المجال أمامهم للقراءة عن ظاهرة خطيرة تفرض نفسها على واقع الحياة من حولهم، وهناك إغراءات يتعرضون لها من قبل بعض الأصدقاء لأن يخوضوا معهم تجربة التدخين أو تناول المخدرات، وهو ما يشير إليه خالد متعب (33 سنة)، والذي ولد فاقدا للبصر ويعمل موظفا بوزارة الأوقاف. ويوضح «ذوو الاحتياجات الخاصة في مصر لاسيما فاقدي البصر يعانون التهميش منذ سنوات فلا يهتم أحد بالتواصل معهم ومعرفة مشاكلهم ومعاناتهم، كما لم تهتم الدولة الاهتمام الكافي بعمل حملات توعية باللغة التي تتناسب مع المكفوفين وهي الكتابة والقراءة بطريقة برايل وتوفير تلك الكتب لهم ما يساعدهم على شغل الوقت فيما هو مفيد وزيادة معرفتهم بالإخطار من حولهم، ولذا فإن حملة التوعية التي أعلن عنها صندوق مكافحة الإدمان مع جمعية فجر التنوير بادرة طيبة نتمنى أن يتم تكرارها».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©