الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صغار يعلمون الكبار قواعد المحافظة على البيئة المحيطة

صغار يعلمون الكبار قواعد المحافظة على البيئة المحيطة
25 أغسطس 2013 20:31
أولياء أمور الطلبة العنصر الفعال ولهم دور بارز في المشاريع البيئية، ولذلك تميزت مدرسة عثمان بن أبي العاص في منطقة رأس الخيمة التعليمية هذا العام، بالمحافظة على البيئة، لأن أولياء الأمور ساهموا مع أبنائهم بحملات متعددة لتنظيف الشواطئ والبر، كما عملوا على تجميل البيئة المدرسية بدعم أبنائهم وحثهم على العمل التطوعي البيئي، بحيث أصبحت المحافظة على البيئة ثقافة عامة متواصلة بين البيت والمدرسة، وانتقل الحديث عن هذا الموضوع إلى المجالس بمشاركة من إدارة المدرسة وبعض المدرسين. حول الهدف من مشروع مدرسة عثمان بن أبي العاص في منطقة رأس الخيمة التعليمية، قال جاسم جابر النعيمي مساعد مدير المدرسة وأحد المشرفين على المشروع: هناك رغبة لإيصال رسالة للمجتمع بأهمية المحافظة على بيئة نظيفة، وشواطئ خالية من المخلفات بكل أنواعها، وتنظيف المناطق التي تعد قديمة، نظراً لأهمية تلك البيئة للإنسان، مشيراً إلى العمل على غرس وتعزيز سلوك النظافة البيئية لدى جميع فئات المجتمع من خلال أبنائهم الطلبة، ولتشجيع العمل التطوعي البيئي بين الفئات كلها، من خلال أبناء المدرسة الذين يخرجون برفقة المشرفين، وتعليم الناس أن أي إنسان لديه الرضى الكافي عن نفسه، لا يرمي المخلفات في أي مكان. دور إيجابي وأضاف: نأسف حين نرى شخصاً يفتح نافذة مركبته، ويرمي بالمخلفات مثل عقب السيجارة أو لفافة ورق محارم أو عبوات العصائر، وهو أمر يحدث بشكل يومي، ولذلك نركز على تعزيز دور المدرسة من خلال طلابها وتنبيههم إلى دورهم الإيجابي، وتعويدهم على خدمة أنفسهم ومجتمعهم من خلال مشروع تدوير النفايات، باعتبار ذلك هدفاً سامياً يشعر الطالب بأهمية المادة التي بين يديه، وبأن لها أهمية مستقبلية بعد إعادة تدويرها، مشيراً إلى أنه من ضمن أهداف المشروع، تعزيز الشعور بالانتماء إلى المدرسة وضرورة المحافظة عليها. وعن سير العمل في المشروع، أوضح أن الإدارة تسعى إلى تأسيس الطلبة على القيام بدور خدمي مثمر، يتجاوز المنهج إلى خدمة المجتمع والبيئة المحيطة بالمدرسة، ولأن النفايات الورقية تشكل عبئاً على البيئة المحلية، فإن جمعها وإعادة تدويرها يساهم في إيجاد بيئة صحية ويوفر الكثير من الطاقة التي تهدف إلى صنع الورق من البداية، حيث تعتبر منتجات الورق المختلفة من أهم الصناعات المزدهرة في هذا العصر، خصوصاً فيما يتعلق بإنتاج ورق الكتابة والطباعة والتصوير الضوئي. مبدأ التعاون وأضاف محمود شاكر الأخصائي الاجتماعي: نحن مطالبون بأن نكرس مبدأ التعاون لنبرز البعد البيئي، ليكون إحدى الأولويات في منظومة العمل التنموي، ومن المهم أن نعمل على تحقيق الأهداف ليس فقط من خلال المؤسسات الحكومية، إنما أيضاً من خلال زرع مبدأ المحافظة على البيئة في وجدان أبناء الوطن من الطلبة والطالبات، ولذلك تجتهد المدارس في مختلف المراحل الدراسية، على التنافس لبث هذه الروح في أبنائها، حتى تُغرس فيهم هذه الثقافة عاماً بعد عام، وذلك كله يتطلب أن نوجد آليات كي نلتزم ونلزم من يعيش على هذه الأرض بالمحافظة على النظم والمعايير اللازمة للتوازن البيئي باعتباره ضمن متطلبات التنمية. ولفت إلى العمل على جمع النفايات من المدرسة وفرزها، بالإضافة إلى الذهاب لأماكن يتوقع وجود نفايات بها، والمشاركة مع الجهات المختصة مثل هيئة البيئة في إمارة رأس الخيمة، ضمن الحملات التي تستهدف أماكن مثل الشواطئ، خاصة الأماكن التي تقصدها عائلات، لقضاء وقت جميل في المساء، ويتركون المكان غير نظيف، ويلقون بالمخلفات من خلفهم، كأن المكان خال من صناديق وسلال جمع النفايات، بطريقة يبدو فيها التعمد أو نتيجة الجهل. أساليب جديدة وتابع محمود شاكر: نعمل أيضاً على جمع النفايات وتسليمها للجهات البيئية، التي يمكن أن تعيد تدويرها، وكلنا يعلم أن هناك أساليب جديدة في مجال التعامل مع النفايات، لذلك نجد أن بعض الجنسيات تقوم بجمع الكرتون والأوراق لتقوم ببيعه، لكن تبقى هناك مخلفات تحتاج إلى العمل على جمعها، وهي نتيجة طبيعية لحياة الإنسان اليومية، ونشاطاته الصناعية والزراعية والتجارية والاجتماعية، كما تتخلف كميات كبيرة من المواد الصلبة أيضاً في بعض الأماكن، ومنها تلك القابلة للتحلل، وبالتالي فهي تدخل من جديد في الدورات الحياتية للنظام البيئي. وأعرب عن ثقته في أن البرنامج المستمر سيؤدي إلى تسليط الضوء على أهمية حماية البيئة، وذلك من خلال اتباع أسلوب صحيح أثناء ممارسة الأعمال اليومية، ومنها جمع العبوات الكرتونية مثل عبوات الحليب والعصائر، إلى جانب العبوات الزجاجية والبلاستيكية، وكل ما من شأنه أن يكون مخلفات ملقاة بشكل عشوائي في أي مكان يراه الطلبة سواء داخل أو خارج المدرسة، مشيراً إلى أن إدارة المشروع تتعامل مع الأمر على أنه فرصة تهدف إلى إشراك الطلاب في تعلم المسؤولية البيئية، من خلال استخدام خطط دراسية تفاعلية، ثم تطويرها على نحو خاص لإضفاء طابع المرح على تجارب التعليم. ثقافة ذاتية وأوضح جهاد الوحيدي مدرس العلوم وهو أحد المشرفين على برنامج جمع النفايات، أن المسألة ليست لها علاقة بجنسية أو لغة أو أمية في القراءة والكتابة، بقدر ما هي قضية استهتار أو ثقافة ذاتية، ولذلك فالمطلوب وضع آليات بالتعاون مع البلديات وهيئات البيئة، لفرض مخالفات رادعة، بالإضافة إلى أن زيادة تفعيل قواعد تلك المخالفات بشكل أوسع سيساهم في توفير مبالغ طائلة تنفق على عمليات صيانة الأماكن العامة ونظافتها. وقال: نفخر بأننا استطعنا أن نستقطب اهتمام أولياء الأمور، وأن نجعلهم عنصراً بيئياً مساهماً في المشروع، باعتبار أن المدرسة البيئية هي تلك التي تعمل على الترشيد بطرق مستدامة، لتساهم في الحفاظ على التوازن، سواء في المياه أو الطاقة أو المناخ، حيث ركز المشروع على أن تصبح مدرسة بيئية، وأن يكون لها مكان بين المدارس البيئية التي تفوز بجوائز عالمية، ولذا عمل على توزيع الأدوار مع منح الطلاب المسؤولية تجاه العمل البيئي. ولفت إلى أن عدم اهتمام الإنسان بالبيئة واستخدامه مواردها بشكل جائر، بالإضافة إلى ترك النفايات بشكل غير صحي وغير لائق ضار جداً،قد أدى كل ذلك إلى تعريض الإنسان لمخاطر كثيرة تحيط به،موضحاً أن الطالب خلال سنوات مراحل الدراسة الأولى من الروضة حتى الصف الثاني عشر يكون حساساً جداً لكل ما يدور حوله ولكل ما يتلقاه ممن يحيطون به، لكنه لديه مرونة عقلية ليتقبل الاتجاهات والمفاهيم الجديدة، كما تكون قابليته للتعديل والتغيير والتشكيل كبيرة واستيعاب الجديد دائماً من الخبرات،ولذلك على أولياء الأمور والمربين مراعاة هذا الأمر المهم في تنشئة الصغار، على قواعد التربية البيئية السليمة، والتدرج في تهذيب سلوكهم، بمعنى البدء بالبسيط ثم الانتقال للأكثر تعقيداً وبالشيء المحسوس والملموس ثم النظريات والأفكار. صنع حاويات مخصصة للنفايات أوضح أحمد سرميني مدرس اللغة العربية وأحد أعضاء اللجنة المشرفة على البرنامج أن تنفيذ المشروع يتضمن صنع حاويات مخصصة للنفايات، تتضمن خانات، منها خانة مخصصة للأوراق التالفة، وللبلاستيكية، والزجاجية وأخرى مخصصة لباقي النفايات، ولأجل تحفيز الطلبة سنقيم مسابقات بيئية مدرسية بين الصفوف، يفوز بها من يجمع أكبر قدر من النفايات ويتم اختيار الصف المثالي المحافظ على البيئة، إلى جانب مسابقة بين الطلبة في يوم نشاط من يجمع أكبر عدد من العبوات البلاستيكية، وهناك أيضاً مسابقة لأفضل طريقة لتدوير النفايات، بالإضافة إلى مسابقة أفضل طريقة بحث لتدوير النفايات.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©