أنور إبراهيم:
منذ بداياته كلاعب صاعد واعد، كان معروفا بأنه مثير للمشاكل ومزعج وكثير الشجار مع مدربيه أو حتى مع بعض زملائه، ولهذا استحق عن جدارة لقب اللاعب ''سيئ السمعة'' رغم ما يتمتع به من موهبة حقيقية وقدرات فنية عالية، وكان من الطبيعي ان ينعكس ذلك على كثرة انتقاله من فريق الى فريق، الى ان استقر به المقام هذا الموسم في فريق بولتون الانجليزي قادما من فريق مناربخشه التركي، وكان هذا الانتقال فألاً حسناً على النجم الفرنسي الهداف نيكولا انيلكا فاستدعاه ريمون دومينيك المدير الفني للمنتخب الفرنسي ليكون ضمن قائمة المنتخب المختارة لمباراتي اسكتلندا وجزر الفارو في تصفيات كأس الأمم الأوروبية ،2008 ومن وقتها وهو يشعر بأنه بات شخصا آخر، وهذا ما أفصح عنه انيلكا في لقاء مع مجلة ''أونز'' الفرنسية الشهرية التي وصفته بأنه ''الطفل المعجزة''، ولا ادري ما اذا كان هذا الوصف مدحا أم ذما، لأن اللقب الذي اشتهر به هذا المهاجم الفرنسي هو اللاعب ''سيئ السمعة'' وهي الصفة التي ينفيها عن نفسه تماما ويقول: أنا لم اعد نفس اللاعب ولا نفس الشخص الذي كنت عليه من قبل، واضاف قائلا: لقد تطور ادائي كثيرا ولم اعد مجرد رأس حربة، وإنما اصبحت اعود الى وسط الملعب لاستلام الكرة، واصبحت اكثر ايجابية وميلا للجماعية، واشعر بأنني افضل مما كنت، ولم يعد تسجيل الأهداف هو هدفي الوحيد، بل يمكنني أن ألعب مباراة جيدة دون ان اسجل أي هدف، وقال انيلكا: على المستوى الانساني هدأت ونضجت واصبحت واثقا في نفسي وأتمنى الاستمرار في السير على طريق النجاح·
ولم تطرح المجلة على انيلكا أية أسئلة وانما تركته يتحدث بحرية فقال: كلما عدت الى منتخب بلادي فإنني اشعر بأنني لن اغادره ابدا، ولكن المنافسة داخل المنتخب تخيفني وتزعجني، وان كنت اثق في امكانياتي واشعر بأنني قادر على اللعب مع جميع المهاجمين الذين اعرفهم: هنري، وتريزيجيه وساها الذي امضيت معه ثلاث سنوات في مركز التدريب بـ''كليرفونتين'' والوحيد الذي لا أعرفه هو جبريل سيسيه·
تكريم
ويتمنى انيلكا ان يكون ضمن قائمة اللاعبين الذين سيقع عليهم الاختيار لخوض مباراة فرنسا ضد منتخب اليونان، وهي المباراة الدولية الودية التي ستقام على ملعب ستاد دي فرانس يوم 15 نوفمبر الحالي وان كان قد استدرك قائلا: حتى لو لم يستدعني دومينيك لصفوف المنتخب في هذه المباراة فسوف اكون موجودا بصورة طبيعية في الاستاد تلك الليلة، لأنني من بين اللاعبين الذين سيكرمهم اتحاد الكرة الفرنسي قبل هذه المباراة بمناسبة حصولهم على كأس العالم 1998 وكأس الأمم الاوروبية ·2000 واضاف انيلكا: ستكون هذه الليلة فرصة مناسبة لرؤية بعض النجوم القدامى ومنهم زين الدين زيدان طبعا، وبالمناسبة لابد أن أعترف هنا بأنني ادين بالفضل لزيزو، لأنه كان يدافع دائما عن وجهة نظري وكان تفاهمي معه كبيرا، ربما لأننا نحمل نفس الطابع·
الدوري الإنجليزي معركة
ومن شدة حب انيلكا لانجلترا والكرة الانجليزية فقد كان سعيدا بعودته اليها في بداية هذا الموسم ويعلق على ذلك قائلا: زيدان وجد سعادته في إسبانيا بينما وجدتها انا في انجلترا·· وانا فخور باللعب في اجمل بطولة دوري في العالم·· فيمكنك ان تذهب الى أي مكان في العالم نيويورك أو دبي وستجد الناس كلهم يشاهدون الدوري الانجليزي·
واستطرد انيلكا يقول: في هذا الدوري هناك المعركة والحرب وهناك ايضا العواطف والانفعالات·· وفوق ذلك فأنا اعشق حياة لاعب الكرة في انجلترا·· فالأندية هناك تثق في لاعبيها، وأهم شيء عندها لياقتك على ارض الملعب والباقي يسقطونه من حساباتهم·
ويواصل انيلكا التعبير عن اعجابه الشديد بالدوري الانجليزي فيقول: إنه دوري ساخن جدا وعندما تلعب فيه يكون من الصعب عليك ان تتأقلم على اللعب مع أي كرة قدم اخرى·· ففي فرنسا أوإسبانيا او تركيا يسقط اللاعبون كثيرا بحثا عن ضربة حرة اوضربة جزاء او انذار، لأقل سبب، أما في انجلترا فلا مجال لمثل هذه التمثيليات والسينما·
نظرية الدفاع العدواني
ويتطرق انيلكا للحديث عن ناديه بولتون فيقول: هنا حيث ألعب، تكون المعركة هي المفهوم الاساسي لكرة القدم، ومدربنا سام الارديس يفضل لعب الكرة الانجليزية البحتة والتي تتمركز حول دفاع عدواني، والهدف من هذا النوع من الكرة ان تضايق منافسك الى الدرجة التي يفقد معها ايقاع لعبه، وبعد ذلك اذا أمكنك التسجيل من ضربة حرة مباشرة مثلا او من تمريرة طويلة، فإن ذلك يُصعب الأمرَ على منافسنا·· إنها الحرب حقا·
ورغم ذلك يستبعد انيلكا قدرة فريقه بولتون على المنافسة في سباق الحصول عى بطولة الدوري مثلا، او حتى المراكز التي تحقق له امكانية اللعب في دوري الابطال الاوروبي، لأن المنافسة بين الاندية الانجليزية الكبرى ضارية، وان كان انيلكا قد استدرك قائلا: منذ عامين نجح فريق ايفرتون في تحقيق انجاز الصعود الى دوري الابطال الاوروبي·· فإذا كان لاعبو ايفرتون قد نجحوا في ذلك، فلماذا لا ننجح نحن ايضا؟·
ويتذكر انيلكا عندما ترك فناربخشه التركي في نهاية الموسم الماضي ويقول: كنت اود ان انضم الى ناد كبير، ولكن ذلك لم يكن ممكنا بسبب السمعة التي تلتصق بي وأنني لاعب ذو طابع صعب، وان كان من يعرفونني جيدا يعلمون تماما أنني لست كذلك، ولكنني لا استطيع ان ابعد عن نفسي هذه السمعة التي تطاردني في كل مكان، ولولا ذلك لكنت الآن في صفوف فريق اوروبي كبير·
البحث عن الاستقرار
ولأن بولتون هو النادي الوحيد الذي دفع المبلغ الذي طلبه فريق فناربخشه مقابل التوقيع لمدة 4 سنوات نظير راتب سنوي صاف قدره اربعة ملايين يورو، فقد انتقل اليه انيلكا مضطرا ورغم ذلك يقول: أنا سعيد بذلك، لأنني ابحث عن الاستقرار وتعبت من كثرة الترحال والانتقال بين الأندية، ولكنني لن اتخلى عن فكرة اللعب يوما ما لفريق رفيع المقام، وسوف ارى ما سوف يخبئة لي المستقبل·
يبقى ان نعرف ان بولتون هو سابع ناد يلعب له انيلكا ورغم ذلك يؤكدأن رحيله في كل مرة كان اضطراريا وليس حبا في الترحال، وكانت المجلة الفرنسية حريصة على ان تبرز تجربته مع الكرة الانجليزية، بل وصفته ايضا بأنه ''المريض الانجليزي'' حيث لعب لأندية الارسنال (فبراير 97-1999) حيث كان التألق وتفجر الموهبة ثم ليفربول (ديسمبر 2001-2002) وهي الفترة التي يأسف عليها ويندم كثيرا، لأن هذا النادي لم يصبر عليه ولم يحتفظ به رغم انه كان قد بدأ التأقلم على اللعب، ثم فريق مانشستر سيتي الذي كان صاعدا حديثا من الدرجة الثانية حيث سارت الامور طيبة في البداية·
ويبقى التساؤل: ماذا يمكن أن يقدم انيلكا لرابع فريق انجليزي يلعب له وهل ينجح مع بولتون في احتلال مركز يتيح له اللعب في دوري الأبطال الأوروبي أو كأس الاتحاد الأوروبي؟ الإجابة سنعرفها في نهاية الدوري الانجليزي·
عدد اليوم
