الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نوال العامري تُمازج بين دلالات الخط العربي ومعنى اللوحة

نوال العامري تُمازج بين دلالات الخط العربي ومعنى اللوحة
28 أغسطس 2011 01:18
سلمان كاصد (أبوظبي) - تشتغل الفنّانة التشكيلية نوال سعيد العامري على موضوعة علاقة الحروفية باللوحة باعتبارها فكرة جديدة ابتدأت لديها منذ ما يقرب من سنتين، وتتلخص في أنها طريقة فنية في تركيب لوحتين متداخلتين في بعضها مع ادخال الحروف كي تمنح العمل جماليته وبخلفية واقعية دائماً كون النص الأدبي المستخدم في اللوحة يؤدي إلى غرض واقعي. وقد استمدت نوال العامري واقعية لوحاتها في أغلبها من عالم الصحراء والتراث، ففي لوحتها “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت” استخدمت الجمل وتلال الصحراء في جو يميل إلى الغروب لكي تعطي الزمن قيمته، بالإضافة إلى جمالية الكون في تلك اللحظة. وحول وجود مستطيل أبيض في لوحات العامري المنفذة بهذه الطريقة بوصفه إطاراً داخلياً في أغلب لوحاتها التي تمازج فيها بين الحروفية واللوحة قالت في لقاء مع “ الاتحاد” “لا يعتبر هذا إطاراً داخلياً وإنما هو بمثابة لوحة داخل لوحة، حيث تثير هذه اللوحة المصغرة التي تسميها بالإطار، المتلقي فيظل يسأل لماذا استخدمت التشكيلية هذه اللوحة، باعتبارها الموضوع الرئيسي أما ما تضمه اللوحة الكبيرة فهي هامش يضيف للوحة الصغيرة معنى”. وتضيف نوال العامري “هنا قلبت المفهوم بعكس ما تعارفنا عليه بأن الموضوع الكبير يكون رئيسياً، بينما يكون الموضوع الصغير هامشياً، اما أنا في هذه الطريقة التي استخدمت فيها المربع داخل اللوحة فقد جعلت الموضوع الكبير هو الهامش لتوضيح ما يجري داخل اللوحة الصغيرة التي هي المركز “. ومن لوحاتها التي اشتغلت فيها نوال العامري على الزيت على القماش هي “خلق الله” و”نواصي الخير” و”حمائم” و الخد الجميل” و”عيان سود” و”الديار” و”الطير”. وعن سبب اتجاه نوال العامري إلى تنفيذ أعمالها بمساحات كبيرة تتجاوز المترين والثلاثة أمتار عادة قالت “لقد ابتدأت بهذا الفن في تنفيذ لوحات صغيرة ثم استهوتني فكرة أن أنفذها بحجوم كبيرة ووجدت أن هذه الحجوم تفيد في توضيح قيمة الحرف وجزئيات اللوحة، بما يعني التطابق بين دلالة الحرف ومعنى اللوحة بشكل لا يهمل فيه المتلقي أي جزء أريد قوله” وعن كيفية استخدامها الألوان واختيارها لكل لوحة وهل يأتي هذا الاختيار اعتباطياً أم أنه مدروس من قبل نوال العامري في مطابقة بين دلالة معنى اللوحة واللون، قالت “إن كل لوحة هي بنفسها تعطي لونها ولم أتدخل في تصور اللون وأقحمه على أي عمل فني، لذا ترى أن لوحتي “الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة” استخدمت فيها تدرجات اللون البني لأن هذا يتطابق إلى حد بعيد مع لون الخيول التي استخدمتها في اللوحة، أما لوحتي الأخرى “عيان سود” التي وظفت فيها كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله والتي هي: شطّن بي الغزلاني لي الهن عيان سود والسّولـــعي وزّاني في متابْعه مجهـود نرى فيها غزالة تنظر إلى قطيع غزلان راحلة وكأني قد تصورت الغزالة التي يخاطبها المغفور له الشيخ زايد رحمه الله وقد بقيت مع صاحبها فغادرت قطيع الغزلان لوحدها، وقد أبقيت العمل في إطار ذات العالم الصحراوي لأن شعر المغفور له الشيخ زايد رحمه الله يقودنا إلى هذا التصور الجميل”. وأضافت “كل نص شعري أو قرآني أو حديث نبوي يحمل معه حكاية هنا أنا أتمثل هذه الحكاية بشكل فني”. ولم تستخدم نوال العامري طريقة تداخل اللوحتين في لوحة “عيان سود” وقالت عن ذلك “إنها كانت أوَّل لوحة لي بالحجم الكبير الذي تحدثنا عنه وبعد ذلك جاءتني فكرة لوحة داخل لوحة ولهذا ترى عدم استخدامي الإطار الأبيض”. وعن أقرب الأعمال التي أنجزتها نوال العامري لنفسها قالت “أعتقد أن لوحة “نواصي الخير” هي أقرب الأعمال إلى نفسي بسبب كونها تمتلك شفافيتها، بالإضافة إلى أنها ذات مستويين أحدهما في عمق اللوحة كأنه ظل للمستوى الثاني الذي هو أكثر وضوحاً، مع ما فيها من جهد في تنفيذ هذه المستويات”. وما يلاحظ على إنجازات نوال العامري توظيفها الفني للموروث ودلالاته وبخاصة في لوحتها “الديار” التي شكلت فيها شباكين تقليديين على أرضية مزخرفة باللون البني ودرجاته المتعددة وكتب عليها بورق الذهب “مررت على الديار فلم أجدكم فضاعت داركم وبقيت وحدي وهذا البيت الشعري للشاعر سلطان بن علي العويس نجد فيه تطابقاً بين معنى البيت والرسمة التي تدل عليه بما أريد أن أقول إن هناك توازياً بين اللفظ والصورة”. ولا بد من القول إن ثمة تعاوناً ما بين الفنانة نوال العامري والخطاط محمد مندي كون الخط العربي في لوحاتها من خط مندي بيديه نفسه إلا أن تنفيذ اللوحة بمجملها قامت به نوال العامري كونها صاحبة الفكرة وفي هذا الإطار قالت “نعم لقد استعنت بخطوط الفنان محمد مندي وأضفت عليها أرضيات الأعمال ومجانسة اللوحة لمعنى الخط المرسوم، هذا بالإضافة إلى تنفيذ الخط واعطائه لونه الجمالي المناسب والذي يتفرع من لون الأرضية التي اخترتها ليس بمفهوم المطابقة تماماً وإنما الاقتراب منها”. وعن المواد التي تستخدمها في لوحاتها قالت “استخدم الألوان الزيتية، بالإضافة إلى لوحة واحدة هي لوحة “الديار” استخدمت فيها ورقاً مذهباً، كي يضيف ويعطي جمالية للوحة”. وسبق لنوال العامري أن اشتركت في الكثير من المعارض ومنها معارض في المرسم الحر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كونها تعمل فيه ومعارض أقيمت في لندن ومسقط والصين وأغلبها معارض مشتركة منها معارض “العيد الوطني” و”مئوية الشيخ زايد الأول” و”صباح الخير يا فرنسا” و”جذور التراث” و”رؤية فنية شرقية” و”يوم المرأة العالمي”. وحصلت العامري على شهادات تقدير من جهات متعددة خارجية وداخلية لمساهماتها في ترسيخ هذا الفن وفازت بجوائز كثيرة. وعن طموحها لتقديم معرضها الشخصي الاول قالت “أمتلك ما يقرب من سبعين لوحة ارتحلت بعضها إلى البيوت والمؤسسات التي اشترتها وأعتز بمجموعة من اللوحات مازلت أمتلكها وهي التي ستكون نواة لمعرض قادم أقيمه في أبوظبي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©