الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواهب الصغار تتفتح في ظل مناخ أسري ومدرسي صحي

مواهب الصغار تتفتح في ظل مناخ أسري ومدرسي صحي
13 سبتمبر 2014 21:10
بدأ العام الدراسي الجديد، وهناك من الأطفال الذين يلتحقون بالدراسة لأول مرة، وهم في ذلك يدخلون عالما جديدا مختلفا، يقفون فيه على عتبات المعرفة الأولية التي تشكل لبنات أساسية و«أوليات» المكونات الشخصية للطفل التي تشكل بلا شك الإطار الرئيسي لمعالم شخصيته في المستقبل، بل وتحديد اتجاهات الفرد وميوله، ورسم معالم مستقبله الأكاديمي والمهني. وفي هذه المرحلة تتفتق مواهب الطفل، وتتكشف قدراته أمام المربين والآباء والأمهات. وهناك منهم من لا يمتلك القدرة على التعرف أو تحديد ملامح مواهب الطفل المبكرة، أو لا يحسن التعامل معها بشكل تربوي، مما يعرضها للانطفاء والإهمال. إنها بلاشك مسؤولية كبيرة سواء من ناحية الاكتشاف أو كيفية التعامل معها، وحمايتها، ورعايتها. الموهبة تعني «قدرة استثنائية» أو استعداد فطري غير عادي لدى الفرد تعززه العوامل البيئية المكتسبة، كما أنها تشمل مجموعة من القدرات الخاصة التي يتميز بها الطفل الموهوب عن غيره من أقرانه العاديين، وتتشكل في ضوء عاملين رئيسيين، الأول هو العامل الوراثي، ثم يأتي بعده العامل البيئي المكتسب، وبتكامل هذين العاملين تتشكل الموهبة وتنضج، ويمكن التعرف عليها بسهولة. لذا يذهب خبراء التربية إلى أن الموهبة تعرف على أنها توضيح أو كشف للقدرات العالية والمستوى العالي في الإبداع والقدرة على التعبير عن الجديد غير التقليدي، وتشير الموهبة أيضًا إلى المستويات العليا أو المرتفعة لحب الاستطلاع والانطلاق الفكري في مجالات عديدة. وذهب البعض إلى أن الأطفال الموهوبين هم أولئك الذين يظهرون تنبؤًا بنمو تحصيلي فائق وسريع في المجالات الأكاديمية أو الموسيقية أو الرياضية أو الفنية أو غيرها. أهم المشاكل الأخصائية النفسية موزة المنصوري، تشير إلى أهم المشكلات التي تواجه الطفل الموهوب، وتتمثل في لا مبالاة الأسرة بمواهب الطفل، والانشغال عنه، وعدم الاكتراث باهتماماته، أو على النقيض حيث نجد من يغالي في الاحتفاء بذكاء ابنه ويدفعه دفعا لممارسة بعض المسائل العقلية مما يثقل كاهل الطفل، ويفسد عليه نموه الطبيعي لأنهم لا يعرفون أن نـمو الطفل الاجتماعي والعاطفي قد لا يكون على مستوى نـموه العقلي. كذلك يواجه الموهوب أحياناً صعوبة تكوين صداقات مع الزملاء في المدرسة، وعدم تكيفه معهم بسهولة، ولعل من أخطر المشكلات التي تواجه الموهوب، استهانة معلمة الصف به، أو إهماله، ومعاملته من دون اكتراث، وعدم بذل مزيد من الجهد لتنمية قدراته، مما يسبب له إحساسا مريرا بخيبة أمل وانطواء، كما يواجه بعض الموهوبين مشاكل نفسية عندما يتصف أحيانا بالسلبية، في بعض المواقف الاجتماعية، ونراه يميل إلى الانطواء والعزلة ويبدو عليه الخجل والتردد والارتباك وذلك بسبب سوء التوافق النفسي والاجتماعي. أساليب التعامل وتكمل المنصوري: «من الأهمية أن يدرك الوالدان ومعلمو الصفوف الأولى أن الطفل الموهوب ليس بالضرورة موهوباً في كل المجالات وفي كل الأوقات، ولا مانع من التعاون مع الخبراء والمختصين لمعرفة قدرات الطفل الحقيقية والأصلية وتميزها عن الأداء العادي، لأن من شأن الخبراء فهم خصائص المرحلة النمائية التي يمر بها الطفل والتي تساعدهم في المواءمة والموازنة بين السلوك الحاصل، وبين ما هو متوقع من تلك المرحلة، وأيضاً عليهما تقديم الدعم المطلوب للمدرسة حتى يحقق المستوى المأمول في التفوق، فالمستوى الثقافي والاجتماعي للوالدين يساعد على تحقيق فرص النجاح والتفوق لأبنائهم، وتهيئة الجو المناسب للاستذكار وتوفير الإمكانات اللازمة والمشاركة الإجابية في تذليل العقبات والصعوبات التي تعترض سبيل تفوقهم، وإطلاق الحرية للابن وتشجيعه لتحقيق أهدافه وطموحاته واستغلال طاقاته والسمات الوجدانية التي تهيئ المناخ النفسي المناسب لاستغلال الطاقات العقلية والاستفادة منها إلى أقصى طاقة ممكنة. فالطفل الموهوب في حاجة إلى تنمية في مهارات التفكير لديه، وتزويده بالمعلومات في المجالات المختلفة، وإتاحة فرص التفاعل مع الأقران، والتنسيق مع مدرسته لتزويده ببناء معرفي مناسب في المجالات العلمية المختلفة، وإتاحة المزيد من فرص الحصول على المعرفة باستخدام الأسلوب العلمي». دور الأسرة توضح المنصوري دور أسرة الطفل الموهوب في رعايته، وتقول: «دور الأسرة يبدأ مبكراً، حيث يلاحظ الوالدان علامات التميز عند طفلهما بصورة موضوعية، والتعرف على قدراته وسماته العقلية، وإتاحة الفرصة له وتشجيعه، وتوفير الإمكانيات والظروف المناسبة له على اللعب والقراءة والاطلاع والاستكشاف، ومن جهة أخرى يجب مراعاة عدم المبالغة في توجيه عبارات الإطراء والاستحسان الزائد على الحد حتى لا يدفع الطفل إلى الغرور والشعور بالاستعلاء، ومن ثم النظر إلى الطفل الموهوب نظرة شاملة، ويتاح له أن يمارس أساليب الحياة العادية الطبيعية مثل غيره ممن هم في مثل سنه، وأن تراعي الفروق الفردية بين أبنائها من دون تمييز أو تفضيل، وعلى الوالدين أن يتواصلا مع المدرسة بشكل تفاعلي وإيجابي، ومتابعته دراسياً، والتنسيق فيما يتعلق بمتابعته دراسياً، ونوعية النشاط الذي يحب أن يمارسه، وتنمية مواهبه وهواياته، والعمل على توفير الأمن والاطمئنان الذي يعينه على تحقيق النمو المتكامل لجميع جوانب شخصيته».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©