الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نيجيريا تعلق آمالاً على ازدهار قطاع التعدين

نيجيريا تعلق آمالاً على ازدهار قطاع التعدين
25 أغسطس 2013 21:38
تراجع الاهتمام إلى حد بعيد في نيجيريا بالتعدين شأنه شأن العديد من قطاعات الاقتصاد الأخرى منذ اكتشاف النفط في البلد. تشير بيانات حكومية إلى أن شركات أجنبية استخرجت في الإجمالي 360 ألف أوقية من الذهب من نيجيريا في السنوات العشرين السابقة لعام 1954. ورغم تواضع تلك الكمية فقد كان لها قدر كبير من الأهمية في بلد يقترب من نيل استقلاله في ذلك الحين. لكن بحلول عام 1964 كان قد أعلن قيام جمهورية نيجيريا الاتحادية في العام السابق وكاد استخراج الذهب يتوقف تماما بعد أقل من عشر سنوات من اكتشاف النفط في منطقة دلتا نهر النيجر في جنوب البلد. وبات قطاع التعدين يعتمد في الوقت الراهن على نحو كامل تقريبا على منقبين هواة ويتركز في شمال البلد الذي يغلب المسلمون على سكانه. وجاء في إفادة حكومية عن قطاع التعدين العام الماضي أنه “ترك في أيدي.. هواة غير مدربين يفتقرون إلى المعدات المناسبة.. لا يساهمون في الناتج المحلي الإجمالي إلا بنصيب لا يذكر”. وتسعى الحكومة إلى تغيير ذلك لكن عدم اكتشاف احتياطيات كبيرة من المعادن حتى الآن يحول دون إقبال كبار المستثمرين على هذا القطاع. بالقرب من قرية بجيجا الفقيرة بولاية زمافرا النائية في شمال نيجيريا يعكف بعض السكان على تكسير الحجارة ثم طحنها بطرق بدائية بآلات صغيرة ثم ينخلون تراب الصخور بحثا عن كمية صغيرة من الذهب. وقال شاب من الأهالي يدعى ساليسو شمس الدين “أنا أنتمي إلى عائلة فقيرة وأشتغل بهذا العمل منذ ست سنوات. لا يستطيع والداي لا يملكان مصاريف دراستي ولذلك يعمل معظمنا في هذا المجال. لا أستطيع العمل بالزراعة لعدم وجود أسمدة. شبان باجيجا هم الذين يعملون هنا”. وفي مناطق أخرى بشمال نيجيريا ينزل منقبون هواة إلى عمق مئات الأقدام في باطن الأرض بحثا عن الذهب الخام. وأهملت الحكومة قطاع التعدين في الشمال كما أهملت الزراعة ومحالج القطن تدريجيا مع تركيز عناصر الاقتصاد والسياسة في الجنوب الذي يغلب المسيحيون على سكانه الأمر الذي أثار استياء ساهم في تأجيج تمرد إسلامي مستمر منذ أربع سنوات في بعض الولايات الشمالية. وقال مدثر عبد الله خبير الجيولوجيا بإحدى شركات الاستثمار المشترك بين نيجيريا والصين في مجال التعدين بولاية زمفارا “هذه الحكومة أهملت الجزء الشمالي من نيجيريا فيما يتصل بالاقتصاد. يستطيع الشمال أن ينتج جزءا من عائد الاقتصاد يماثل ما ينتجه الجنوب. الجنوب يفتخر على الدوام بالنفط. في الشمال مناطق بها نفط لكن الحكومة لا تنقب عن هذا النفط”. ويختلط الذهب الخام في الصخور بمعادن أخرى وهو في الغالب الرصاص في صخور زمفارا. وتقول منظمة أطباء بلا حدود التي تدير عيادة طبية في زمفارا إن آلاف الأطفال في الولاية يعانون من ارتفاع خطير في نسبة الرصاص في الدم. لكن امرأة من الأهالي ذكرت أن كثيرا من السكان لا يكترثون بالخطر على صحتهم في سبيل الحصول على المال من التنقيب عن الذهب واستخراجه. وقالت سمايسيا إبراهيم (20 عاما) “نحصل على المال من التعدين والزراعة لكن مال التعدين أكثر من مال الزراعة. في الزراعة نحصل على المال في آخر العام لكن في التعدين نستطيع الحصول على مال كثير على الفور”. وذكرت ميشيل شوينار مديرة (أطباء بلا حدود) في نيجيريا أن الحاجة تقتضي بذل مزيد من الجهود للحيلولة دون انتشار التلوث بالرصاص على نطاق واسع. وقالت “في مواقع التعدين ما زالوا يستخدمون نفس الوسائل التي كانت تستخدم في القرى وفي المنازل. أصبح التعدين يجري خارج القرى وهذا أحد إجراءات الحماية لكن الحاجة تقتضي بذل مزيد من الجهد لنشر إجراءات السلامة”. وتضمنت بيانات لوزارة المناجم النيجيرية حصلت عليها رويترز سبع خامات طبيعية “استراتيجية” واعدة اقتصاديا في البلد هي الذهب والحديد والبيتومين والحجر الجيري والباريت والزنك والرصاص. كما تشير بيانات الحكومة إلى وجود احتياطي كبير من الفحم.
المصدر: لاجوس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©