الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصرع بشار

مصرع بشار
10 فبراير 2010 19:25
يقول الشاعر الأمير عبدالله بن المعتز في طبقاته عن مقتل بشار: والصحيح عند أهل العلم، أن المهدي قتله بهجوه يعقوب بن داود وزيره، وقال قوم بل قتله على قوله: لا يوئنسك من مخبّأة قول تغلظه، وإن قَبُحا عسر النساء إلى مياسرةٍ والصعب يمكن بعدما جمحا فقال المهدي: “رميت جميع نساء العالمين بالفاحشة، والقول الأول أثبت” هذه شهادة واحد من من أمراء البيت العباسى نفسه، وتشير إلى سوء فهم الشعر باعتباره قولا تخييليا وليس تقريرا واقعيا، فما هي قصة هذا الوزير الذي كاد لبشار؟ يقول الرواة: “خرج بشار إلى المهدي، ويعقوب بن داود وزيره، فمدحه ومدح يعقوب فلم يحفل به، ولم يعطه شيئا، ومر يعقوب ببشار وهو يريد منزله فصاح به بشار: “طال الثواء على رسوم المنزلِ”. فرد عليه الوزير المتشاعر: “فإذا تشاء أبا معاذٍ فارحل”. فغضب بشار من الاستهانة به فقال يهجوه: بني أمية هبوا، طال نومُكُمُ إن الخليفة يعقوب بن داود ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا خليفة الله بين الزق والعود فهو يؤلف الخليفة عليه من ناحية، ويستحث الثوار المتربصين على انتزاع الخلافة من العباسيين من ناحية أخرى، ثم تكرر رفده، فأوغل في هجاء الخليفة قائلا: خليفة يزني بعماته يلعب بالدبوق والصولجان أبدلنا الله به غيره ودس موسى في حر الخيزران فدخل يعقوب على المهدي فقال له: يا أمير المؤمنين إن هذا الأعمى الملحد الزنديق قد هجاك، فقال: بأي شيء؟ فقال: بما لا ينطق به لساني ولا يتوهمه فكري، قال له: بحياتي إلا أنشدتني؟ فقال: والله لو خيرتني بين إنشادي إياه وبين ضرب عنقي لاخترت ضرب عنقي، فحلف المهدي بالأيمان أن يخبره، فقال: أما لفظا فلا، ولكني أكتب ذلك، فكتبه ودفعه إليه، فكاد ينشق غيظا، وعمد إلى الانحدار إلى البصرة للنظر في أمرها، فلما بلغ إلى البطيحة سمع آذانا وقت الضحى في النهار، فقال: انظروا ما هذا الآذان، فإذا بشار يؤذن سكران، فقال له: يا زنديق، عجبت أن يغوي هذا غيرك، أتلهو بالآذان في غير وقت صلاة وأنت سكران؟ ثم دعا بابن نهك فأمره بضربه بالسوط حتى مات. وفي رواية أخرى أن الوزير بعد أن أخبر المهدى بالهجاء، خشى أن يقوم الشاعر فيمدحه فيعفو عنه، فوجه إليه من استقبله فضربه بالسياط حتى مات، ثم ألقاه فى البطحة، فلم يزل مرميا لم يجرؤ أحد من أهله على دفنه. تهمة الإلحاد والزندقة كانت جاهزة لمن يجرؤ على هجاء الوزير والخليفة، وبشار كان يلعب بالنار لو صح أن قال هذه الأبيات في تأليب الناس على الخليفة والتنديد بفسقه، والرواية تصور مكر الوزراء في استثارة الخلفاء وتهييج غضبهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©