بيروت - الاتحاد: يستأنف الفرقاء اللبنانيون المدعوون الى طاولة المشاورات للبحث في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اليوم جلساتهم، وأجرى رئيس البرلمان نبيه بري الذي يدير جلسات التشاور سلسلة لقاءات شملت النائب ميشال المر الذي كلف من قبل المتشاورين إعداد ''تشكيلة حكومية'' لعرضها على الجلسة اليوم· وقال المر الذي وصف بـ''الطباخ الماهر''، ان هدف زيارته ''دعم جهود بري الذي اعطى املاً بوجود حل خارج الشارع''، مشيراً الى ان هدف عدم عقد جلسة تشاورية امس اجراء مشاورات بهدف الوصول الى حل واصبحنا في مرحلة 70 بالمئة تفاؤل·
واكد انه ليس مهماً عدد اعضاء الحكومة المر تقبة سواء كان 30 او 26 او 24 وزيراً وانما المهم التوصل الى التوفيق بين مطلبي الاكثرية والمعارضة حول الثلث المعطل، وقال ''خلال الجلسة السابقة طرحنا مخرجاً وتم الترحيب به واعطونا بنتيجته لقب طباخ، والرئيس امين الجميل طرح متابعة هذا المخرج الذي يمكن ان يؤدي الى نتيجة اذا تم التوافق على بعض التفاصيل''· ورأى ان الناس لم تعد تحتمل خصوصاً انها خارجة من حرب، وقال: ''ننطلق من مبدأ عرض على العماد ميشال عون وهو ان يتمثل بأربعة وزراء في الحكومة السابقة وهو ما زال على موقفه''· كما التقى بري للغاية نفسها الوزير مروان حمادة والنائب وائل ابو فاعور بحضور نائب حركة ''امل'' على حسن خليل· ونفى حمادة وجود اي طبخة حكومية، وقال: ''لم نأت لا للطبخ ولا للحديث عن حقائب واسماء بل للحديث عن هاجس لبنان وتهيئة لجلسة افضل·
وقالت مصادر الاكثرية النيابية في لبنان والمعارضة انه لا تبدو في الافق مؤشرات لتسوية الخلاف المستحكم بين الطرفين رغم عدم وقف التشاور حتى الآن والاكتفاء بارجائه 48 ساعة· وقال مصدر من الاكثرية مقرب مما يدور في جلسات التشاور لوكالة فرانس برس أمس ''الامور تتجه نحو المواجهة اذا استمر التهديد باللجوء الى الشارع لان امكانية التوصل الى حل تبدو معدومة بعد جلستين للتشاور''· واضاف ''المعارضة تطرح إما ان نسلمها البلد او تضرب الاستقرار باعتبار الاستقرار نقطة حساسة''· في المقابل اعطى حزب الله التشاور للوصول الى حكومة وحدة وطنية مع ثلث معطل مهلة اسبوع مهددا بعده باللجوء الى الشارع لاسقاط الحكومة·
وعلمت ''الاتحاد'' ان عقبات برزت في وجه مهمة المر، وابرزها ما تسرب عن مصادر قصر بعبدا ومفادها ان الرئيس اميل لحود لن يوقع على أي مرسوم لتشكيل الحكومة المقترحة اذا كان بين أفرادها وزير العدل شارل رزق ووزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت·
اما العقدة الثانية فتمثلت بتمسك رئيس كتلة ''التغيير والاصلاح'' النائب الجنرال ميشال عون بما وصفه بـ''حصته الطبيعية في اية حكومة'' وهي اربعة وزراء، في حين يوافق فريق الاكثرية على اعطائه ثلاثة فقط، وقالت محطة تلفزيون ''المنار'' الناطقة الاعلامية باسم ''حزب الله'' الحليف لعون ان الاخير اقترح اخراج الوزراء: يعقوب الصراف، طارق متري، شارل رزق والياس المر من الحكومة الحالية، واستبدالهم بآخرين يسميهم بنفسه لتصبح التشكيلة تسعة وزراء للمعارضة من اصل 24 وزيراً اي اكثر من الثلث بواحد، ولكن هذا الطرح اصطدم بمعارضة الاكثرية التي تتمسك بالاحتفاظ بالاكثرية في اية حكومة· وعن جولة النائب المر على القيادات قال الجميل لـ''الاتحاد'' الحوار قائم ومستمر بين الاطراف كافة، والكل يبحث عن صيغة حل، والمهم ان تتعاطى القيادات السياسية مع التحولات التي يمر بها لبنان بحكمة وعقل·
عدد اليوم
