غزة (ا ف ب) - في إطار حملة إعلامية شنتها هذا الصيف لإبراز انجازاتها في قطاع غزة الخاضع لسيطرتها، رفعت حركة “حماس” لافتات كبيرة عليها عبارات “أجرينا 800 عملية قلب مفتوح، ونظمنا المرور، وبنينا 44 مدرسة، وحققنا الأمن والنظام، وعززنا سيادة القانون”.
وأطلقت الحركة حملتها تحت عنوان “نبني الوطن” يوم 20 يونيو الماضي، لترفع اللافتات في القطاع وتنشر إعلانات في الصحف والإذاعات والمواقع الإلكترونية الموالية لها. وتحمل لافتة صور عمال نظافة وهم ينظفون أحد الشواطىء تحت شعار “بيئة نظيفة من أجل شعب مقاوم”، بينما تظهر على لافتة أخرى صورة لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة للحركة إسماعيل هنية وهو يتفقد موقع بناء وتحتها عبارة “واصلنا البناء على الرغم من الحصار”.
وقال رئيس “المكتب الإعلامي الحكومي” في القطاع حسن أبو حشيش لوكالة “فرانس برس”، موضحاً دواعي الحملة، “إن حكومة حماس تعرضت لحملات إعلامية مضادة وواجهت العديد من الأزمات مثل الحصار والحرب وأزمة الرواتب قبل ذلك بسبب المقاطعة الدولية”. وأضاف “من المهم جداً استغلال الكثافة السكانية لإطلاق حملة إعلامية، حيث يوجد في الصيف عشرات الآلاف من الفلسطينيين العائدين عادوا من الخارج وقوافل التضامن الدولي التي تأتي إلى غزة”.
أما مدير “مؤسسة بال ثينك للدراسات الاسترتيجية” في غزة عمر شبانة فقال للوكالة ذاتها إن حركة حماس تسعى إلى التصرف بصفتها حكومة وتعزيز سمعتها، لأن أداءها باعتبارها حكومة لم يكن جيداً في العام ونصف العام الماضيين، ومثال على ذلك أزمة انقطاع الكهرباء وغلاء الأسعار. وأوضح “لدى الناس فكرة عامة لكننا نريد إعطاءهم معلومات محددة وأرقام، فمن حقنا أن نقوم بالمقارنة لأننا تعرضنا لهجمات إعلامية بدءاً من تلك التي يقوم بها إخواننا (السلطة الوطنية الفلسطينية) في الضفة الغربية”. وتابع “إن الحكومة واجهت صعوبات، لكنها كانت ناجمة عن عوامل خارجية مثل الوقود أو معبر رفح الحدودي”.
ومنذ بدء الحملة التي ستستمر لثلاثة أشهر، واجه القطاع مشاكل عديدة. وشهدت شبه جزيرة سيناء في الخامس من أغسطس الحالي هجوماً أسفر عن مقتل 16 جندياً مصرياً وجرح 7 آخرين، ويعتقد أن جماعات صغيرة في غزة ساعدت على تنفيذه.
وكنتيجة مباشرة لذلك، أغلقت السلطات المصرية معبر رفح وباشرت تدمير الأنفاق المحفورة تحت الحدود بين مصر والقطاع وأوقفت نقل الوقود القطري إلى محطة توليد الكهرباء في غزة عبر سيناء. وقال أستاذ العلوم السياسية بفرع جامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة “إن أولوية مصر هي تحقيق الاستقرار لسيناء والأمن فوق أي اعتبار. أما مسألة فك الحصار وتحسين أوضاع غزة، فباتت قضية ثانوية لمصر الآن”.
عدد اليوم
