الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأبحاث تبشر بنجاح الزراعة النظيفة في الدولة

19 فبراير 2008 01:55
أكد خبراء على أهمية دعم المبادرات والجهود الرامية إلى توسيع قاعدة الزراعة العضوية في الإمارات لمواجهة ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الناجمة عن أثر متبقيات الأسمدة الكيماوية في المنتجات الزراعية والتي ارتفعت معدلاتها إلى عشرة أضعاف· وأجمعوا على توفر المقومات الفنية والاقتصادية لنجاح الزراعة النظيفة في الدولة خاصة في ظل ارتفاع الطلب على المنتجات الزراعية العضوية واتجاه بعض الشركات الوطنية نحو الاستثمار في هذا المجال والتوجهات العالمية المتزايدة نحو إيجاد منتجات زراعية خالية من الملوثات· وكشف باحث بكلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات أن نتائج الأبحاث العلمية أكدت توفر كل مقومات نجاح الزراعة العضوية داخل البيوت البلاستيكية غير تلك المبردة عالية التكلفة· وحذر من خطورة زيادة تركيز عنصر الألمنيوم في بعض الأسمدة العضوية المستخدمة محلياً وترسبها في الثمار مما يلحق ضررا بالغا بصحة المستهلكين· وكانت وزارة البيئة والمياه أكدت أنها تسعى الى اتباع الأساليب والطرائق العلمية الكفيلة بالتوسع في الزراعة العضوية والإفادة من التكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال قدر الإمكان للتغلب على التحديات الكثيرة التي تحد من طموحات الوزارة في تهيئة البيئة المواتية للحصول على إنتاج زراعي نظيف خال من أثر المبيدات· ويأتي على رأس هذه التحديات عاملا المناخ وملوحة المياه· وهناك تجارب ناجحة للزراعة العضوية في الإمارات بوجه عام وأبوظبى خاصة من خلال بعض المزارع الخاصة، وهو ما يدعو للتفاؤل بمستقبل هذه الزراعة في الدولة· وأبدت الوزارة استعدادها لتقديم كل الدعم والإرشادات الفنية اللازمة لتوسيع قاعدة الزراعة العضوية في الامارات والإفادة من التجارب الناجحة للدول الشقيقة والصديقة والاستعانة بالخبرات المتميزة في هذا المجال· استثمارات يرى الدكتور جابر حمدان الدهماني أستاذ مساعد أمراض النبات بكلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات أن الزراعة العضوية في الدولة لازالت في طور التجريب وتنحصر في بعض المزارع الخاصة وتلك التي تمتلكها الجامعة وبعض الجهات العلمية لأغراض بحثية· ولفت إلى أن هناك اتجاها جديا من قبل بعض شركات القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال· وبدأت شركة القدرة القابضة في تنفيذ مشروع للزراعة العضوية على مساحة 30 هكتارا بمنطقة الشويب في العين، بالإضافة إلى مشروع آخر تنفذه إحدى الشركات في أبوظبي ومشروع ثالث في الشارقة تنفذه شركة وطنية بالتعاون مع إحدى الشركات الكورية لأغراض تجارية· ويعزي الدكتور الدهماني اتجاه الشركات ورجال الأعمال نحو الاستثمار في هذا المجال إلى ارتفاع الطلب على المنتجات العضوية وزيادة أسعارها مع زيادة درجة الوعي لدى الجمهور بالأخطار الصحية الناجمة عن المبالغة في استخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية في إنتاج المحاصيل غير العضوية إضافة إلى زيادة الكثافة السكانية وارتفاع مستوى المعيشة في الدولة مما يوجد معه شريحة كبيرة تستطيع شراء هذه المنتجات· مؤشرات إيجابية حول فرص نجاح الزراعة العضوية بالدولة في ضوء نتائج الأبحاث التي أجرتها كلية الأغذية والزراعة أكد الدكتور الدهماني أن ثلاثة أبحاث أجريت على مدار موسمين زراعيين في بعض البيوت البلاستيكية أعطت نتائج ايجابية، بينما لم تعط تجارب أخرى أجريت على خط مواز في حقل مكشوف النتائج المرجوة من حيث حجم الإنتاج بالمقارنة مع الزراعة التي تعتمد على استخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية· وأوضح أن البيوت البلاستيكية المقصودة هنا ليست هي البيوت المحمية المبردة ذات التكلفة العالية بل هي عبارة عن بيوت يتم فيها توفير بعض الظروف التي تساعد على نجاح هذه النوعية من الزراعة باستخدام معدلات تسميد· وأثبتت التجارب أن الزراعة العضوية في هذه البيوت تتوفر لها كل مقومات النجاح· وأكد أن وجود حقول الزراعة العضوية في أماكن قريبة من الحقول التي تستخدم فيها الأسمدة والمبيدات الكيماوية يعد أحد معوقات نجاحها بالإضافة إلى الرطوبة ودرجة الحرارة العالية التي تساعد على انتشار الأمراض والحشرات، لذا فان وجود الزراعة العضوية في أماكن بعيدة منفصلة يعد شرطا أساسيا لنجاحها· وتسعى المنظمة العربية للتنمية الزراعية الى تشجيع اكبر شريحة ممكنة من المزارعين على إنتاج محاصيل نظيفة خاصة تلك التي تؤكل طازجة كالخضروات والفاكهة والتي قد يؤدي تناولها بعد رشها بالمبيدات بيوم أو يومين إلى حدوث تسمم للمستهلكين· وأشار د· سالم اللزوي مدير عام المنظمة إلى أن هناك بعض الدول العربية قطعت شوطا لا بأس به على صعيد الزراعة العضوية، ومن هذه الدول المغرب وتونس ومصر وسوريا والأردن بالإضافة إلى السعودية التي تعتبر في طليعة الدول الخليجية التي بدأت تخطو خطوات ملموسة في هذا الاتجاه· وأكد اللوزي أن الإمارات تمتلك تجربة حية ومتميزة في مجال الزراعة العضوية وان هناك آفاقا واعدة لمستقبل هذه الزراعة خاصة مع وجود خبرة كبيرة وطويلة في مجال المكافحة البيولوجية لسوسة النخيل الحمراء وتوفر الإمكانيات المادية التي تساعد على تذليل الكثير من المعوقات· ممارسات خاطئة كشف الدهماني أن معدل استهلاك المبيدات الزراعية بالدولة ارتفع خلال الثلاثين عاما الأخيرة إلى عشرة أضعاف بسبب حرص أصحاب المزارع على تحقيق اكبر زيادة ممكنة في الإنتاج بالإفراط في استخدام الأسمدة والمبيدات وهو ما يشكل خطورة كبيرة على صحة المستهلك· وهذه النتائج أثبتها مسح شامل أجرته كلية الأغذية والزراعة للمزارع على مستوى الدولة على مدار ثلاث سنوات لتبيان ''اثر متبقيات المبيدات في التربة والمياه والثمار''· وثبت استخدام المزارع للمبيدات بمعدلات تفوق بكثير المعدلات المسموح بها إضافة إلى وجود بعض الممارسات الخاطئة مثل سكب المبيدات المتبقية في التربة والتخلص من العبوات الفارغة بوضعها في سلال القمامة وهو ما يلحق ضررا كبيرا بالبيئة وصحة الإنسان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©