الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طالبات «أبوظبي لرعاية وتأهيل المعاقين» يبدعن قطعاً فنية في مشغل الخياطة

طالبات «أبوظبي لرعاية وتأهيل المعاقين» يبدعن قطعاً فنية في مشغل الخياطة
22 يناير 2011 20:30
يضمّ مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل المعاقين العديد من الأقسام، التي تعنى بشؤون المعاقين من جميع الفئات، ومن بينها قسم الورش والتأهيل، الذي يتم فيه إعداد المعاقين مهنياً، وتأهيلهم للعمل والإنتاج، ما يحقق مجموعة من النتائج الإيجابية، التي تصب في مصلحتهم ومصلحة المجتمع. وفي ورشة الخياطة التي تضم 12 طالبة يعانين إعاقات عقلية وسمعية وبصرية، تجولت “الاتحاد” على أداء الطالبات وإنتاجهن، الذي يؤكد بأن الإرادة كفيلة بقهر الصعاب وتحدي المستحيل، وأن الإعاقة لا تعني عجز هذه الفئة من الناس، ولكن عجز المجتمع عن استيعابهم وتقبلهم والاستفادة من قدراتهم. أمام إحدى “ماكينات” الخياطة جلست الطالبة موزة المنصوري، تمسك بيدها كيساً من القماش تضعه على الآلة الموجودة أمامها، ثم تزينه بتطريزات مختلفة كالكتابة والرسومات والنقوش الملونة، والتي تضيف للكيس لمسات جمالية، استعداداً لاستخدامه كحافظة للذهب أو الإكسسوارات المختلفة. وقالت المنصوري، التي أصبحت معروفة في المركز منذ أن رفعت علماً صنعته بنفسها على السارية الموجودة في منطقة “المارينا” بأبوظبي خلال الاحتفالات باليوم الوطني عام 2008، إنها تعلمت العديد من الأشياء في هذه الورشة، مثل الخياطة اليدوية والخياطة الآلية، كما تعلمت صنع ميداليات من الخشب والكرات. مشيرة إلى أن هذا العمل جعلها تشعر بكيانها ووجودها في المجتمع أكثر من قبل، الأمر الذي رفع من معنوياتها وولّد لديها الثقة بالنفس. بدورها، قالت جميلة مبارك، إنها تعلمت الخياطة على القماش بواسطة الماكينة، لكنها لم تجد استعمالها، فوجهتها المعلمة إلى الخياطة والتطريز اليدوي، والذي أجادت استخدامه بشكل جيد. وصنعت خلود سعيد، العديد من اللوحات الفنية المشغولة من الصوف، حيث قامت بعمل علب وصناديق للمناديل الصحية بواسطة هذه الخيوط، فضلاً عن عملها بالتطريز اليدوي، والذي مكنها من إنتاج قطع فنية جميلة. وقالت فتحية أحمد النقبي، وهي طالبة انتسبت حديثاً إلى المركز، إنها تعلمت الخياطة والتطريز وهو أمر لم تكن تعلمه من قبل، كما أنها تمكنت من التعرف إلى أناس جدد وعقد صداقات مع طالبات أخريات من خلال المركز. بيدها الصغيرة تتحسس بدور ناصر قطعة القماش الموضوعة أمامها، وتغرز بين ثقوبها الإبرة وتخرجها من الطرف الآخر، لتصنع منها أشكالاً وقطعاً فنية يمكن استخدامها منزلياً. وحول تمكنها من الخياطة والتطريز، قالت ناصر، وهي طالبة كفيفة مضى على وجودها في المركز حوالي 4 سنوات، إنها تستخدم طريقة “برايل” أي اللمس في عملها، حيث تتحسس القطعة الموجود أمامها، ثم تغرس بين ثقوبها خيط الصوف وتخرجه لينجم عنها قطعة فنية، وذلك بحسب الرسم أو المخطط الموجود عليها، والذي وضعته لها معلمة الخياطة. موهبة فذة وفي الوقت الذي أشارت فيه ناصر إلى فضل معلمة الخياطة في تعليمها وتطورها حتى وصلت إلى هذه المرحلة المتقدمة من التطريز، لفتت معلمة الخياطة بلقيس السيّد، إلى الموهبة الفذة التي تم اكتشافها لديها، فعلى الرغم من أنها “كفيفة”، إلا أنها استطاعت أن تثبت، ببراعة فطرية، موهبتها وقدرتها على الإبداع من خلال الخياطة والتطريز. وأضافت السيد “صنعت بدور سجادة صغيرة جميلة، لكني لم أشأ بيعها في المعارض، التي تقام لبيع منتجات طلاب المركز، بل احتفظت بها في المشغل لأنها قطعة غالية جداً على قلبي وقلبها أيضاً”. أوضحت معلمة الخياطة في مشغل الطالبات، والتي تعمل في المركز منذ 7 سنوات، أن لديها في المشغل 12 طالبة، يبدأ دوامهن من الصباح ويستمر حتى الثانية ظهراً، يتعلمن خلاله طريقة تركيب الأزرار على القماش، ثم يتم تدريبهن على كيفية الخياطة بواسطة الماكينة بشكل تدريجي.و في هذا الصدد، قالت السيد “من خلال التدريب نلاحظ أن البعض يمكنه الخياطة على الماكينة بشكل أفضل، فيما تجيد أخريات الخياطة باليد، لذلك نقوم بتصنيفهن ونضع كلّ واحدة منهن في المجال الذي تجيده”. وبينت “كانت يد إحدى الطالبات، وهي موزة، ثقيلة في الخياطة اليدوية، لكنها على الماكينة تمكنت من إجادة عملها، وقد تمكنت من عمل علم الإمارات باستخدام الصوف، أما بالنسبة للطالبة سعاد فلم تكن تتمكن من تحريك يدها، لكنها اليوم الأولى على الصف بين الطالبات في الخياطة”. وأضافت السيد أن الطالبات يقمن بصنع العديد من المشغولات اليدوية، والتي تشارك بدورها في معارض محلية مختلفة بالدولة، كما شاركت في أحد المعارض العربية خارج الدولة، وقد حققت هذه المنتجات مبيعات كبيرة، وقالت السيد بينما تشير بيدها إلى إحدى الخزانات “كانت هذه الخزانة مليئة بالإنتاج قبل أن يتم بيعه بالكامل، الأمر الذي أسعدني وأسعد الطالبات كثيراً، وشجعهن على العمل بحماس أكبر”. استقلال اقتصادي يمكّن تعلّم المهن والحرف المختلفة فئة المعاقين من الاندماج في المجتمع، وإكسابهم الثقة بأنفسهم وإكساب المجتمع الثقة بهم، وتوسيع آفاق التفاعل الاجتماعي من مختلف الفئات والهيئات كسراً لطوق العزلة والهامشية، التي قد يستشعرها المعاق، والاستفادة من المعرفة العلمية والتكنولوجية والتنظيمية في البلاد المتقدمة وتطبيقها، بما يتناسب مع ظروف الإعاقة في الدولة. كما يعمل تطوير وتشجيع الميول والهوايات لدى المعاق على شغل أوقات فراغه وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي بالنسبة له، فضلاً عن تحقيق التكيف والاستقلال الذاتي وتنمية الشعور بالقيمة الذاتية والتوافق النفسي. بالإضافة إلى أن الإعداد والتدريب المهني للمعاق يمكنه من اكتساب المهارات، التي تؤهله للالتحاق بوظيفة أو ممارسة عمل مناسب، وتحقيق قدر مناسب من الاستقلال الاقتصادي. مراكز رعاية المعاقين أصدر مجلس الوزراء القرار رقم (96) لسنة 1981 الخاص بإنشاء مراكز رعاية وتأهيل المعاقين في كل من إمارتي أبوظبي ودبي، متجاوباً مع نداء الأمم المتحدة جعل عام 1981 عاماً للمعاقين. وتحت شعار “المشاركة الكاملة والمساواة” بادر مجلس الوزراء بإصدار قرار بشأن إنشاء مراكز لرعاية وتأهيل المعاقين بالدولة تكون تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية. وتعتبر مراكز رعاية وتأهيل المعاقين مؤسسات حكومية اجتماعية تربوية تتبع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وتقوم برعاية الأطفال والشباب الذي يعانون إعاقة جسمية أو عقلية.
المصدر: المفرق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©