الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفاو : الإمارات تملك أسس نجاح الزراعة العضوية

الفاو : الإمارات تملك أسس نجاح الزراعة العضوية
19 فبراير 2008 01:56
فتح الاعتراف العالمي الذي حصلت عليه مزارع أبوظبي العضوية الباب أمام الإمارة للتوسع في إنتاج الزراعة العضوية وتوفير الغذاء النظيف الخالي من المواد الكيماوية· وقال كيان الجاف مندوب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ''الفاو'' في الدولة: إن التجارب الناجحة لمزارع أبوظبي العضوية "organig" التي تحظى بدعم من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تعتبر أساساً مهماً لنجاح الزراعة العضوية في الإمارات· ويبلغ إنتاج المزارع التجريبية للزراعة العضوية في أبوظبي 100 كيلو جرام من الخضراوات والفاكهة المتنوعة من الطماطم والورقيات والبطاطا يومياً· تعتمد بشكل كامل على الإنتاج النظيف من دون إضافات كيماوية أو مبيدات وأسمدة ضارة بالبيئة· واعتبر معالي محمد سعيد الكندي وزير البيئة والمياه السابق في تصريح لـ ''الاتحاد'' قبيل إعلان التشكيل الوزاري الجديد أن الزراعة العضوية هي النظام الأمثل الذي تسعى الدول المتقدمة إلى توفيره لشعوبها· وأشار إلى أن هذا النظام الزراعي يعتمد على استخدام المواد الطبيعية البيولوجية في الزراعة، بدلاً من الأسمدة الكيماوية والمبيدات ومواد المكافحة الضارة بالصحة العامة· وأوضح الكندي أن الإنتاج العضوي يحتاج إلى فترة تحول من الزراعة الكيماوية إلى الزراعة العضوية، وعمليات تفتيش وتصديق لأماكن الإنتاج، وذلك للتأكد من توافر الشروط والمعايير في المنتج العضوي لضمان حقوق المنتج والمستهلك، ويتم ذلك وفق شروط محددة وضعتها وزارة البيئة والمياه· علامة تجارية وأشار الكندي إلى أن الوزارة قامت بإصدار قرار وزاري لتحديد علامة تجارية للإنتاج العضوي في أكتوبر ،2007 توضح نوعية المحصول وتحدد بأنه عضوي أوغيرعضوي· كما حددت الوزارة شروط استخدام العلامة التجارية حيث تستخدم العلامة التجارية على المنتجات العضوية التي تم التفتيش والتصديق عليها واعتمادها من قبل الوزارة· ومنعت الوزارة استخدام العلامة التجارية مع علامات أخرى مماثلة إلا بعد موافقة خطية من وزارة البيئة، كما سمحت بوضع العلامة مع علامة أخرى تخص الشركة المنتجة· وشدد وزير البيئة السابق في القرار على منع استخدام علامة ''العضوي'' كعلامة تجارية لغير الأسباب التي صدرت من أجلها· وتتميز المواد الغذائية الناتجة عن الإنتاج العضوي بأنها تكون ذات طعم طيب وعناصرها الغذائية متزنة وأقرب إلى الطبيعة، وخالية من المواد السامة والضارة الناجمة عن تراكم المبيدات والأيونات الحرة، والأهم من ذلك فإن عمليات إنتاجها وتصنيعها تتم بطرق لا تضر بالبيئة· دعم وقال الكندي ''إن الفريق أول ســـمو الشــــيخ محــــــمد بن زايـــــــد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة هو الداعم الأول للزراعة العضوية في الدولة· ودعا المزارعين إلى الاتجاه للإنتاج النظيف الذي يقدم منتجاً متوازناً ويحقق عائداً مجزياً· وتعتمد الزراعة العضوية على مصادر المياه المتجددة، وتستهلك كميات مياه أقل بـ 70% مما تستخدمه الزراعة التقليدية· وتنتج ملوثات أقل مما تنتجه الزراعة التقليدية ويعتبر الحفاظ على التربة عنصراً مهماً في الزراعة العضوية، حيث يلجأ مزارعو المحاصيل العضوية إلى أساليب تخفف من وطأة الزراعة وتأثيراتها على البيئة فيستخدمون مثلاً أسلوب ''تنوع المحاصيل في قطعة الأرض الواحدة '' ويمزجون بين عدة محاصيل على الأرض ذاتها بدل استخدام أراضٍ واسعة· وقال الكندي تستند الزراعة العضوية على ممارسات في استخدام مصادر طبيعية كالأسمدة العضوية في تغذية النبات، وإدامة خصوبة التربة بإضافة مواد ذات مصدر عضوي مع المحافظة على الدورات الطبيعية للعناصر المغذية· وحماية المحاصيل الزراعية من الحشرات والأمراض بإتباع إدارة زراعية متكاملة وصيانة النظام البيئي من دون الحاجة لاستخدام مواد كيميائية ضارة، إضافة إلى: استخدام مواد طبيعية في عمليات المكافحة، الإدارة المعتمدة على استغلال المخلفات النباتية والحيوانية، إدامة الصحة الحيوانية باعتماد الصحة الوقائية بدلا من الأدوية والمضادات، الحد من استخدام المصادر غير المتجددة، المحافظة على البيئة والمجتمع وإقامة نظام زراعي مستدام وإعادة استخدام المخلفات النباتية وتدويرها· اهتمام وأبدى مزارعون اهتمامهم بالعودة إلى الزراعة الطبيعية لافتين إلى أن هذا النوع كان معتمداً في البلاد ولكن التزايد السكاني دفع العديد من المزارعين إلى الاتجاه للزراعة العادية المتعارف عليها مما أضر كثيراً بالتربة والبيئة في الوقت نفسه· وأعرب عبدالله مطر ''صاحب مزرعة في العجبان'' عن ترحيبه الشديد باعتماد الزراعة العضوية في أبوظبي وقال ''النتائج التي حققتها مزارع أبوظبي للزراعة العضوية تشير إلى إمكانية نجاح هذا النــــوع من الزراعة والتوسع فيه · وطالب مطر باعتماد هذا البرنامج وتشجيع المزارعين على ممارسته· وأكد ناصر محمد الظاهري ''صاحب مزرعة في العين'' أن التربه الزراعية في العين تصلح للزراعة العضوية · وقال ''المسألة تحتاج إلى توعية المزارعين ودعمهم وتشجيعهم للتوسع في الزراعة العضوية التي تحافظ على البيئة ولا تضر بالتربة''· وأشار إلى أن الزراعة التقليدية ساهمت إلى حد كبير في إجهاد التربة والضرر بها نظراً لاستخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات· المستهلك وفضل العديد من المستهلكين الإنتاج الزراعي العضوي عن الإنتاج العادي نظراً لمأمونية هذا المنتج على الصحة مؤكدين أن العودة إلى الطبيعة تعزز البيئة المستدامة وتزيد من الإنتاج· وقال محمد علي الهرمودي إنه يفضل المنتج العضوي على المنتجات غير العضوية، لأنها تساهم بشكل كبير في الحفاظ على صحة الإنسان· لكنه قال ''أسعار المنتجات العضوية غالية جداً مقارنة بغير العضوية ''وأعرب عن أمله في أن يتوافر المنتج العضوي المحلي في الأسواق· وتستورد أبوظبي كميات ضئيلة من المنتجات العضوية ''عن طريق الجو'' تصل إلى نصف طن يومياً من ''الخضراوات والفاكهة'' من عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية لضمان عدم تلفها لأنها لا تحتوي على أي مواد حافظة ولضمان وصولها إلى المستهلك طازجة· وتتوافر هذه المنتجات في عدد محدود من المراكز التجارية في العاصمة· ماذا تعني كلمة عضوي ؟ قال كيان الجاف مندوب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ''الفاو'' في الدولة، إن كلمة ''عضوي'' تعني من الناحية النظرية الشيء ''الحي'' أما من الناحية العملية فهي تشير إلى الأغذية الطبيعية التي يتم زراعة عناصرها وإنتاجها من دون استخدام أي أسمدة كيميائية أو مبيدات حشرية أو مبيدات أعشاب وفطريات· ولا يسمح باستخدام أي مادة غير طبيعية في هذه الأغذية ، فلا هرمونات نمو ولا مضادات حيوية ولا مواد حافظة ولا أصباغ أو تغليف بطبقة كيماوية أو معالجة ضد الإشعاعات· كما أنه من غير المسموح استخدام الهندسة الوراثية في إنتاج هذه المواد الغذائية العضوية · تراكمات من السموم أشار مندوب منظمة الغذاء والزراعة إلى أن الطعام الذي يتناوله الانسان يؤثر على الصحة، فمعظم الأطعمة التي يتم إنتاجها بشكل تقليدي نحصل عليها من أنظمة إنتاج تعتمد على مزيج من أكثر من (350) نوعاً مختلفاً من أنواع المواد الكيميائية· وصنفت منظمة الصحة العالمية العديد من هذه المواد الكيماوية المستخدمة في إنتاج الأغذية ضمن فئة المواد الضارة بصحة الإنسان، وتشير الدراسات إلى أن تأثيرات هذه المواد الكيماوية السامة على صحة الإنسان تتراوح بين تأثيرات قصيرة الأجل كالوقوع ضحية لحالات مرضية مثل'' ADS '' ''متلازمة نقص الانتباه'' والحساسية وارتباكات الهضم وتأثيرات طويلة الأجل مثل الإصابة بأمراض كالسرطان والأمراض التنكسية مثل''الزهايمر'' أما الأغذية العضوية، فهي نقية ومتكاملة وغنية بالمواد المغذية كما أنها خالية تماماً من أي مواد سامة أو مواد اصطناعية أو مركبات كيمائية أو تغليف أو معالجة قد تؤثر على جودة هذه الأغذية العضوية بأي شكل من الأشكال· وأكد الجاف أن مزارعي المزارع العضوية يساهمون في عمل الطبيعة من خلال تعزيز التنوع البيئي واستدامته وبناء نظام بيئي صحي، كما أن الزراعة العضوية تحافظ على جودة البحيرات والأنهار ومصباتها والسواقي والأراضي المنخفضة الرطبة والمياه العذبة والمياه الجوفية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©